ضحية عملية شفط الدهون تهدد بالانتحار بسبب حكم قضائي

في تطور جديد لقضية شابة فاس والتي تعاني من السمنة والوزن الزائد، حيث تعرضت مؤخرا لتشوهات بعد عملية شفط الدهون بمصحة مشهورة بفاس، أصدرت محكمة الاستئناف مساء يوم الجمعة الماضي ضمن الجولة الثانية للنظر في الملف الاستعجالي حول الخطأ الطبي، قرارها المفاجئ والذي قضى بتخفيض مبلغ التعويض الذي حكم به قاضي المستعجلات بالمحكمة الابتدائية بفاس في فبراير الماضي، لفائدة الشابة من 70 مليون سنتيم الى 20 مليون سنتيم.
وعلم “صوت العدالة″، بان قرار المحكمة خلف ضجة داخل المحكمة وخارجها، بعد أن أقرت المحكمة بوجود المسؤولية التقصيرية، واقتنعت بقيام الخطأ الطبي في حق الطبيب والمصحة التي أجريت فيها عملية شفط الدهون، لكنها مع ذلك قررت تخفيض مبلغ التعويض بأزيد من خمسين بالمائة.
الضحية في ردها على القرار احتجت بشدة وهددت بحسب مصدر قريب منها بحرق نفسها أمام المصحة والتي تتهمها بتسببها في ضياع مستقبلها بسبب التشوهات التي خلفتها العملية في أنحاء مختلفة من جسدها.
من جهتها سارعت الجمعيات النسائية بفاس والتي تضامنت مع الضحية”كريمة”، إلى إرسال كتاب احتجاج على قرار محكمة الاستئناف الى وزير العدل محمد أوجار، طالبت فيه فتح تحقيق في الملف والحيثيات التي تحكمت في تخفيض مبلغ التعويض، بعدما كانت الضحية تنتظر رفعه الى أزيد من 100 مليون سنتيم وذلك بالنظر الى خطورة التشوهات التي أصيبت بها وكذا سعيها لإجراء عملية تقويمية لهذه التشوهات بفرنسا تتطلب 140 مليون سنتيم.
وفي هذا السياق، قالت حليمة الزومي، منسقة حملة تضامن جمعيات نساء فاس مع الشابة “كريمة” ورئيسة جمعية “مركز نجمة لمناهضة العنف ضد النساء” والتي تبنت الملف منذ البداية، (قالت) في تصريح خصت به “اليوم24″، بأن محامي الجمعية والذي آزر الشابة الى جانب محاميها الذي عينته عائلتها، قررا الطعن في قرار محكمة الاستئناف أمام محكمة النقض، وذلك في انتظار رد وزير العدل على الكتاب الاستعجالي الذي وجهته إليه الجمعيات النسائية.
وهددت النساء المتضامنات مع الشابة، بحسب ما أعلنت عنه لـ”صوت العدالة حليمة الزومي رئيسة “مركز نجمة لمناهضة العنف ضد النساء”، بلجوء النساء المتضامنات مع الشابة في خطوة تصعيدية إلى ارتدائهن الأكفان والإحتجاج أمام محكمة الاستئناف والتي فاجأت الشابة والمتضامنات معها بقرار خفض تعويضها إلى 20 مليون سنتيم.
يذكر أن واقعة تعرض الشابة لتشوهات خطيرة بجسدها أحدث ضجة بفاس، باعتبارها أول حالة تسجل بالعاصمة العلمية ضمن الحوادث الكثيرة التي عرفتها مصحات جراحة التقويم والتجميل خصوصا بالدار البيضاء، حيث أظهرت الخبرة الطبية التي اعتمدتها الضحية في مقاضاته للمصحة والطبيب الذي أجرى عملية شفط الذهون، بأن الحادث تسبب لها في تشوهات خطيرة بجدسها.
ونتج عن عملية شفط الذهون، في زيادة على مستوى حجم بطن الشابة وفقدانها للناسور المحيط بالسرة، والتي مالت من مكانها نحو اليمين، فيما ظهرت ندبا ناتجة عن الشد بطول 14 سنتمتر على الواجهة الباطنية من ذراعيها، وشفط طبقة من الشحوم بعمق 3 سنتيمترات من الجلد بالواجهة الخارجية.