صوت العدالة : محمد زيطان .
في اطار الأنشطة الثقافية التي عرفتها الدورة السادسة لمهرجان تامسنا ، نظمت جمعية بيت الشعر ، بتنسيق مع جمعية مهرجان تامسنا المنظمة للمهرجان ، امسية شعرية ، احتفالا بالمولود الزجلي الجديد الموسوم ب”ضحكت القصيدة” للاديب والزجال بوعزة الصنعاوي ، وذلك مساء يوم الخميس 15 مارس 2018 بقاعة العروض الكبرى بمدينة تامسنا.
قدم الدكتور مراد القادري قراءة تقديمة للمجموعة الزجلية “ضحكت القصيدة ” ، التي تدخل ضمن المتون الزجلية الساخرة السوداء بالمغرب ، اضافت بذلك قيمة نوعية ومتميزة للانتاجات الزجلية التي عهدتها الساحة الثقافية المغربية.
هنأ الاستاذ الدكتور مراد القادري، باسم بيت الشعر في المغرب ، صديقه الزجال المبدع بوعزة الصنعاوي ، على صدور باكورته الشعرية الأولى، ضمن فعاليات مهرجان تامسنا في دورته السادسة ، ثم شكر رئيس جمعية مهرجان تامسنا الاستاذ ميلود الهاشمي ، وجميع أعضاء مجلس الجمعية ، وهو يشد على ايديهم ، من خلال العمل الثقافي الذي يقومون به، لكونهم لا يهتمون فقط ، بمجال البناء وتجهيزاته ، بل يهتمون ايضا ، بهوية وذاكرة السكان بتامسنا ، عبر الفعل والنشاط الفني ، لذلك يقول : التقت إرادة بيت الشعر وجمعية مهرجان تامسنا ، على صدور الديوان الجديد للزجال الساخر بوعزة الصنعاوي “ضحكت القصيدة ” لانه شاعر جميل وعميق ، استطاع بشعره وقصائده ان يلفت الانتباه والنظر ، وانه ابن المنطقة ، ولم يصدر له لحد الآن اي ديوان شعري ، فاعتبروا ان احسن هدية يمكن تقديمها في هذه الدورة ، لكي تنيط اللثام والحجاب عن هذه التجربة ، التي لها ميزة خاصة في بيت الشعر ، انها تجربة السخرية داخل القصيدة الزجلية المغربية، معتقدين ان هذه خدمة ثقافية وشعرية أساسية للحقل الشعري المغربي ، وللقصيدة الزجلية خاصة ، مما يجعل الباحثين والدارسين ، مستقبلا ، ان يعودوا لهذا المتن الشعري “ضحكت القصيدة ” لبوعزة الصنعاوي ، وسيضلون ممتنين لمهرجان تامسنا على إصداره.
أشار في كلمته الى ان الشعر المغربي متعدد الأضلاع حيث لا ينحصر في لون أو لغة واحدة بل هو متعدد اللغات ، والشعراء المغاربة يبدعون في تلوينات لغوية مختلفة منها الشعر العربي الفصيح ، الفرنسي ، الامازيغي ، وقصيدة الزجل ، التي نحتفي بها اليوم مع احد فرسانها الكبار ؛ انه الزجال المحترم بوعزة الصنعاوي ، الذي أصبح له مريدون ومعجبون يتابعونه ويتبعونه في العديد من الملتقيات الشعرية.
لقد تحدث على أنواع الزجل المغربي منه الملحون والمغنى مع الطيب لعلج وعلي الحداني ، ثم ما كتب وتم تدوينه في كتب ودواوين مثل احمد المسيح ، وادريس المسناوي وغيرهما ، لينضاف اليهم اليوم الشاعر والزجال الصنعاوي بهذا الاصدار الجديد ، الذي بقدر ما يتسم بطابع المرح والفرجة ، فانه يسخر من مظاهر مجتمعه ومن ذاته ايضا ، حيث يتحدث عن أعطاب زماننا وواقعنا ، بذلك يدهشنا الزجال بوعزة الصنعاوي بقصيدته ولغته ، التي تتميز بسخرية سوداء ، دون ان تفقد المقتضيات الفنية والجمالية.
اما السيد ميلود الهاشمي رئيس جمعية مهرجان تامسنا فتطرق الى ان تفكيرهم ، أثناء تحضير هذا المهرجان ، كان منصبا على كيفية المزاوجة بين لحظة الفرح وبكلام فيه تعبير فني جميل ، حتى قام اختيارهم على جمعية بيت الشعر في المغرب ، كمؤسسة ذات فضل على المغرب في خلق جسور التواصل مع الشعراء المغاربة وباقي شعراء دول العالم ، وقبل مقترحها لدى منظمة اليونسكو بان أصبح للشعر يوم عالمي هو 21 مارس ، وتحتفي بالشعرء من خلال تنظيمها لجائزة الاركانة العالمية للشعر، لاستعادة قيمة الكلمة الموزونة كيف ماكان شكل لغتها وفضاء محيطها .
لذلك حبذوا ، وبافتخار ، الاشتغال المشترك مع هذه المؤسسة ، بشكل احترافي مستقبلا ، عبر خلق ورشات قرائية لتلاميذ مؤسسات التعليم وغيرها من الأنشطة الثقافية ، للمساهمة في تطوير المشروع الثقافي بتامسنا.
فالمهرجان يقول الاستاذ ميلود الهاشمي ليس بحدث بل هو رسالة تشير إلى ان مشروع المدينة ليس فضاء للسكن فقط وانما هو مشروع انساني ، جانبه الاساسي
هو حفظ الذاكرة والهوية والثقافة.
كما تكلم ،عن المحتفى به الشاعر والزجال بوعزة الصنعاوي ، مشيرا إلى ان جمعية تامسنا لم تختره ، بل الاستاذ مراد القادري من اختاره ، لان مؤسسة بيت الشعر في المغرب لها قاعدة اشتغال يقررون ، من خلالها ، في كل الجوانب الادبية والثقافية، لدراية مجلسها بالساحة الثقافية الوطنية والعالمية.
اقتصر حديث السيد ميلود الهاشمي على الزجال المبدع بوعزة الصنعاوي ، في كونه يتقاسم معه مراحل طفولته ، كما تقاسم معه ايضا ، أحلاما لم تكن ذات طابع مادي ، بل كانت ذات رمزية ، لهذا يؤكد اننا نجتمع اليوم ، من أجل تكريم هذا الحلم ، الذي كبر مع صديقه الاستاذ بوعزة الصنعاوي.
شكر بالمناسبة بيت الشعر في المغرب في شخص رئيسه الاستاذ مراد القادري ، الذي ساهم في إخراج ديوان “ضحكت القصيدة” ، الى حيز الوجود ، كما شكر جميع المؤسسات الداعمة لمهرجان تامسنا عامة والاحتفاء بالكاتب الاستاذ بوعزة الصنعاوي خاصة ، وكذا السلطات على مستوى الولاية والسلطات الاقليمية والمحلية جماعة سيدي يحيى ازعير ، المجلس الاقليمي لعمالة تمارة الصخيرات ، والمجلس الجهوي ، وكل الإخوان الساهرين على الجوانب اللوجيستيكية للمهرجان.
قبل شروعه في استمتاع الحاضرين بقراءاته الزجلية الفريدة والممسرحة ، شكر المحتفى به الشاعر والزجال بوعزة الصنعاوي كل الحاضرين ، وعبر عن سعادته وهو يحتضن أول مرة مولوده الزجلي “ضحكت القصيدة ” ، مخفيا دموع الفرح كما كان يخفي دموع الحزن والاسى وراء الضحك قائلا : ” شحال من مرة درقت دموعي بالضحكة وحتى اليوم كونوا مؤكدين أنني كندرق دموعي ، كندرق لأنه بفضل مجموعة من الناس وبفضلكم حتى انا نخرج ويكون عندي ديوان قريب مني ، بحال الناس منين كينوضو يقراو ” .
كما ذكر الحاضرين باول مرة ذهب الى تيفليت ، ليقرأ الزجل ، في لقاء الرابطة المغربية للزجل ، فتردد عن القراءة ، ليتم احتضانه بشوق كبير ، بعدما قرأ كل من مراد القادري ، رضوان أفندي واحمد المسيح ، وبهذه الذكرى الجميلة والمناسبة الأجمل شكر كل من مراد القادري الذي تعلم منه الشيء الكثير ، ورضوان افندي الذي تعلم منه سرعة الايقاع في القراءة ، والاستاذ احمد المسيح تعلم منه الصبر الذي تجند وسهر معه على كتابة ديوانه الأول وقام بتصفيف قصائده.
وردا على سؤال لماذا تكتب دائما تكتب قصائدك الشعرية بالدارجة المغربية ، صرح الزجال بوعزة الصنعاوي ، بان الدارجة يتعايش معها منذ طفولته ، قائلا ” ماعمر مو ضرباتو على الدارجة ولا قالت له ابوعزة قل هكا او هك از راك خطأت .. ماشي بحال اللغة العربية او الفرنسية كلينا عليها العصا..”
شكر ايضا بيت الشعر وجمعية مهرجان تامسنا حيث كان لهما فضل طبع واخراج تجربته الزجلية مدونة للساحة الوطنية .
كعادته امتع الزجال بوعزة الصنعاوي الجمهور الحاضر بازجاله التي تطغى عليها المفارقات الاجتماعية اضحكت الحاضرين مطالبين اياه بالمزيد من القراءات ، التي صاحبه فيها موسيقيا فرقة Gibsy Vibe .
كما عرف الحفل فقرة موسيقية غنائية مغربية احيتها فرقة Gibsy Vibe .
اختتم الحفل بتوقيع الشاعر والزجال بوعزة الصنعاوي لأصدقائه ومحبيه ، رجالا نساء واطفالا.
قامت الاعلامية فدوى مرشيش بتنشيط وتقديم فقرات هذا الحفل المتميز .
