بقلم عزيز بنحريميدة
على مدى السنوات العشر الماضية، كانت رحلتي كمدير نشر لجريدة “صوت العدالة الوطنية” تجربة غنية مليئة بالتحديات والإنجازات التي شكلت حجر الزاوية في مسيرتي المهنية. منذ انطلاقنا، حرصتُ وفريق العمل على تخصيص جهودنا لتغطية جميع الأنشطة القضائية والندوات والمؤتمرات التي تقام في محاكم المملكة، بهدف تقديم محتوى إعلامي دقيق وموثوق يعود إليه المختصون والمتتبعون للشأن القضائي. لقد كانت مهمتنا بمثابة جسر يربط بين مؤسسات العدالة والمجتمع، حيث سعينا لتسليط الضوء على الأحداث القضائية بكل موضوعية واحترافية، دون أن نحيد عن هدفنا النبيل في تعزيز الشفافية والمصداقية في هذا المجال.
في كل خطوة من هذه الرحلة، قطع فريق الجريدة المسافات الطوال وزار مختلف محاكم المملكة، متحديًا كل الصعاب من أجل حضور وتغطية الفعاليات القضائية المهمة. كان العمل الميداني جزءًا لا يتجزأ من منهجنا الإعلامي، إذ كان حضورنا في قلب الأحداث يمثل ركيزة أساسية في كسب ثقة المؤسسة والمسؤولين على حد سواء. لقد تعلمنا الكثير من خلال هذه التجارب، وارتبطنا بعلاقات وثيقة مع الجهات القضائية مما جعلنا جزءًا من هذا الكيان الحيوي، وأصبحنا خير تمثيل للجسم الإعلامي الذي يخدم العدالة ويعمل على نقل الحقائق كما هي.
لم يمر يوم دون أن نواجه تحديات تتطلب منا الصبر والنفس الطويلة، وكان ذلك هو مفتاح النجاح الذي ساهم في رفع مستوى تغطيتنا الإعلامية وجعلها مرجعا في المجال القضائي. لم نشهد في مسيرتنا أي محاولة لمنع أو تقييد حرية الصحفي أو أي منبر إعلامي في حضور وتغطية الأنشطة القضائية، بل كان المجال مفتوحاً للجميع دون تمييز، مما أكد لنا أن العمل الجاد والالتزام بالمهنية هما السبيل لتحقيق المبتغى والهدف النبيل.
إن ما وصلنا إليه اليوم هو ثمرة جهد مشترك وعمل دؤوب لم يكن ليتحقق لولا دعم وتفاني كل فرد من أفراد فريق العمل، الذين كانوا دائمًا نعم السند لي وللمؤسسة. وفي خضم هذه المسيرة، تعلمنا أن التميز الإعلامي لا يُقاس بالمكانة أو بالامتيازات، بل بالمثابرة والاستمرار في تقديم محتوى يرتقي بفكرة العدالة ويعكس روح الشفافية والمصداقية التي يجب أن يتسم بها كل إعلامي.
فمنذ تأسيس جريدة صوت العدالة الوطنية، التزمنا بمبادئ المهنية والحياد، وجعلنا هدفنا الأساسي هو تقديم إعلام قضائي متخصص يخدم الحقيقة وينقل الأحداث بكل دقة وموضوعية. ومع تحقيقنا للنجاح وترسيخ مكانتنا كمرجع موثوق في مجال التغطية القضائية، ظهرت بعض الأصوات المنتقدة التي تدعي أن الجريدة تحظى بامتيازات خاصة أو معاملة تفضيلية.
وهنا نؤكد بكل وضوح أن ما وصلنا إليه لم يكن نتيجة أي امتياز أو حظوة، بل كان ثمرة جهد دؤوب وعمل متواصل قام به فريق من الصحفيين الملتزمين الذين قطعوا المسافات الطويلة، وغطوا كل المحاكم والندوات القضائية بمهنية عالية ودون أي انحياز. لقد عملنا في الميدان، اكتسبنا الخبرة، وبنينا الثقة مع المؤسسات القضائية والمسؤولين بفضل مصداقيتنا، وليس بسبب أي معاملة استثنائية.
كما أن الواقع يؤكد أن المجال مفتوح أمام جميع المنابر الإعلامية دون استثناء، ولم يسبق أن مُنع أي صحفي من تغطية الأنشطة القضائية، ما يعني أن النجاح لا يرتبط بامتيازات مزعومة، بل يعتمد على الالتزام، الصبر، والمثابرة. إن الذين يروجون لهذه الادعاءات هم غالبًا من يرفضون الإقرار بأن التفوق في المجال الإعلامي لا يأتي إلا بالعمل الجاد والتخصص الدقيق.
نحن في صوت العدالة الوطنية مستمرون في أداء رسالتنا الإعلامية بشرف ومسؤولية، مؤمنين بأن الحقيقة هي أفضل رد على كل المشككين، وأن الإنجاز الفعلي هو ما يصنع الفارق، وليس الادعاءات التي لا تستند إلى الواقع.