سيدي قاسم:قراءة في المشهد السياسي في بلدية دار الكداري

نشر في: آخر تحديث:

صوت العدالة:مراسل دار الكداري

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مآل دار كداري وعن ضرورة رد الإعتبار لها،دار كداري المدينة التي عاشت ولا زالت تعيش وضعا كارثيا على جميع الأصعدة والمستويات، حيث يتساءل الجميع عن الحل الأمثل والبديل المقنع الذي سيحسن الوضع ويسوق دار كداري الى مصاف المدن الكبرى في مجال التنمية الشاملة.

تتالت الأحداث وتكررت السيناريوهات ولا شئ تغير، فالوضع لا زال على حاله بل هو في تراجع سحيق وعميق يمس بشكل كبير مخطط التنمية المنشود.

عموما فالإجابة عن سؤال التنمية بدار كداري يستدعي بالضرورة تشخيص مكامن الخلل من جهة،ومن جهة أخرى استشراف الحلول الممكنة التي من المحتمل أن تخرج بهذه المدينة الى فضاء التنمية ، وهو ما سنعمل عليه في هذه الورقة التأطيرية المتواضعة.

نبدأ بحزب العدالة والتنمية، الذئب الجريح، أشرف على الموت وطنيا والذي مات محليا، ففي ظل الإحتقان الذي عرفته دار كداري في الاستحقاقات الفارطة تجند الكل ومنح الصلاحية والضوء الأخضر لحزب العدالة المذكور حيث توج ذلك بمنحه الرئاسة بدون قيد أو شرط؛ وكل هذا ليس حبا فيه بل كبديل عن الوضع السائد إذ ذاك.

هذا الوضع يحيلنا إلى ملاحظتين أساسيتين؛ الأولى مفادها أن داركداري لها كلمة واحدة وتتميز بالإتحاد والإتفاق والإتساق في تحديد مصيرها السياسي، والثانية مضمونها العقاب السياسي حيث كل من خان العهد والوعد له جزاء لا محال.

حزب العدالة والتنمية خان العهد المذكور وباع شرفه وكرامته، مقابل مصالحه الشخصية، وهو ما أثار حفيظة الساكنة، كيف يعقل أن يتوج مسارا عسيرا في سبيل التغيير وفي سبيل الإفلات من قبضة الاستبداد السياسي ببيع وشراء دون استحضار المسؤولية السياسة والاخلاقية؟

إن المتتبع للشأن السياسي المحلي يرى أن حزب العدالة لا زال يعيش في أوهام وآمال لا أساس لها، نسي أن دار الكداري لا تعيد الكرة مرة أخرى ولا تنسى من باعها ،بل تتعامل بحزم مع هذه الوقائع و الاحداث.

لكن في المقابل، نجد المسؤول  الإقليمي للحزب يدعي الفضيلة والنزاهة، ويبرر هذا الوضع بأن الحزب لا زال متشبثا ببرامجه ومخططاته الهادفة، يجيبه الواقع ، أن الممارسة أثبتت أن الحزب قام  بتسيير المجلس لسنة كاملة، سنة أبانت عن شتات تام لمكونات الحزب داخل الأغلبية، لم يتم الوفاء بأي بند من بنود البرنامج الإنتخابي، هذا الشتات اختتم ببيع الساكنة والمصلحة العامة للذي دمر البلدة زهاء اثنتي عشرة سنة…

ولا داعي للإجابة عن مواقف حزب العدالة ، فمواقع التواصل الاجتماعي تعج بتصريحات شباب دار الكداري حول ما أقدم عليه الحزب، الكل يعبر ويناقش، لكن الفكرة واحدة ووحيدة ،هي الحسرة والندم على ثقتهم في هذا الحزب ،والوعيد له بالمعاقبة والبحث عن بديل ينقد ما يمكن إنقاذه.

وما أثار غضب الجميع هو ما أقدم عليه المسؤول  الإقليمي من سب وقذف غير مباشر، تجاه من ناضلوا من أجل حزبه،  في اللقاء الأخير المنعقد في دار الكداري:” كل من أعطى موقفا عدوانيا تجاه الحزب هو من قبيل (الشناقة) “والحال أن العموم يعبر عن رأيه وحسرته فقط، في إطار حرية التعبير المكفولة دستوريا والمكرسة دوليا، فمن أوصلوا الحزب الى رئاسة المجلس أصبحوا الآن (شناقة)!!!

وللإشارة  أن حزب العدالة والتنمية يعي كل ما سبق ذكره، ومقتنع كل الإقتناع أن منطق تجديد النخب المؤثث للمشهد السياسي بدار الكداري، لا يصب في صالحه بل في صالح من يقدم نفسه كبديل، وفي ظل هذه الوضعية لازالت ورقة واحدة يلعب عليها الحزب وهي السب والقذف وتلفيق التهم والتدليس وتضليل الرأي العام، فكل من يقدم نفسه بديلا يهاجمه المسؤول  الإقليمي بكل أساليب المكر والخداع، فالسياسة كعلم لا تعترف بهذه الأساليب الصبيانية اللاخلاقية، فالسياسة تعترف بالمنجزات، السياسة تنطلق من الواقع والوقائع، بل تنطلق من التجربة والتجارب.

أما بخصوص حزب الإتحاد الإشتراكي المسير الحالي لمجلس دار الكداري، الحديث عنه يعتبر مضيعة للوقت ،ويعد من باب تحصيل حاصل ،فالكل يعرف أنه دمر دار الكداري وعطل برامج التنمية، حيث الرئيس الحالي لا يعرف معنى التنمية المحلية القائمة على الحكامة الترابية، الحكامة الترابية التي تؤسس وتقعد للمفهوم الجديد للسلطة المعتمد والموصى به من طرف جلالة الملك ، وعلى العموم دار الكداري قد قالت كلمتها في استحقاقات 2015 ،حيث سحقت حزب الاتحاد الإشتراكي سحقا ،ودهسته دهسا، في سبيل تحقيق التنمية وفي سبيل تجديد النخب، الذي مافتئ يذكر به عاهل البلاد، وهو ما سيتكرر في الاستحقاقات المقبلة بكل تأكيد؛ هذا الحزب تم تجاوزه ودخل في اللائحة السوداء لدار الكداري.

من خلال ما سبق بسطه في هذه الورقة، وفي ظل المراحل المتتالية التي مرت منها دار الكداري ،والتي تؤدي بها إلى المزيد من التراجع والإضمحلال التنموى، انصبت الأنظار على حزب البيئة والتنمية المستدامة، الذي أبان عن حنكته، وأصبح أنموذجا على مستوى الإقليم، من خلال تسييره لمجلس جماعة الحوافات، وما عرفته هذه الأخيرة من مشاريع وإصلاحات عميقة، لا ينكرها جاحد ولا يكذبها عاقل، وعليه ففي إطار منطق تجديد النخب الذي يميز دار الكداري، فهل ستعطى الفرصة لهذا الحزب كي ينقل التجربة التنموية التي عرفتها جماعة الحوافات إلى دار الكداري ، هذا ما ستجيب عنه الإستحقاقات المقبلة المرتقبة في 2021،وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

اقرأ أيضاً: