الرئيسية أحداث المجتمع سنة بيضاء للمجلس الجماعي بالهراويين

سنة بيضاء للمجلس الجماعي بالهراويين

IMG 20221030 WA0134.jpg
كتبه كتب في 30 أكتوبر، 2022 - 7:57 مساءً

مصطفى منجم

تعيش منطقة الهراويين الواقعة بمدينة الدار البيضاء وسط غرب البلاد، على واقع الاستهتار والتهميش من طرف المجلس الجماعي للمنطقة، الذي يعيش بدوره حالة من الجمود أو بما يسمى ب”البلوكاج”، نظرا أن رئيس المجلس الجماعي بات ضعيفا دون أغلبية، الشيء الذي جعل المعارضة تمارس اختصاصاتها بكل أريحية، والضحية من كل هذا ساكنة المنطقة.

وتعد الهراويين من اكبر المناطق البيضاوية حيث ينقسم شقها الترابي إلى 3 أقسام، الهراويين الشمالية التابعة لعمالة مولاي رشيد، الهراويين الجنوبية التابعة لمديونة، الهراويين الجديدة هو مشروع السكن الاقتصادي تابعة لعمالة مديونة، كما تضم المنطقة حوالي 65,7875 نسمة حسب احصاء 2015.

فإن ساكنة منطقة الهراويين وخاصة “القديمة” تعاني بشكل كبير من التوتر الذي يعيشه المجلس الجماعي، حيث ان أبسط وسائل العيش لم تتوفر في ظل التضارب الجماعي بين رئيس المجلس والمعارضة، والغريب في ذلك أن الذي يقود المعارضة هو أخ رئيس المجلس الحالي، كما أنه معزول بقرار قضائي صادر عن محكمة الاستئناف وتم تأييده بقرار محكمة النقض بتاريخ 2022/09/15.

وتم متابعة قائد المعارضة الحالي ورئيس المجلس الجماعي للهراويين سابقا “المعزول”، من طرف عامل إقليم مديونة بمجموعة من التهم، من بينها فرض ضريبة على مساحات خضراء معفية من الضريبة بقوة القانون وهو ما اعتبرته المحكة الإدارية غدرا ضريبيا، وإعفاء موظف من مهامه و تعويضه بموظف آخر بدون مبرر، بالإضافة إلى فرض ضريبة على بعض الاشخاص وإعفاء غيرهم، كما تم متابعته أيضا بالمزاجية في منح التراخيص ووجود إختلالات مرتبطة باداء الأجور الخاصة بالاعوان العرضيين في غياب الخدمة الفعلية والوثائق المتبثة لأداء العمل.

وفي نفس السياق، من المقرر أن يتجه عامل إقليم مديونة طبقا للقوانين التنظيمية للجماعات الترابية تعويض هذا الأخير بشخص اخر باعتباره فاقد للأهلية بسبب القرار القضائي الذي تم تأييده من محكمة النقض.

زيادة على ذلك فإن ساكنة الهراويين عندما تقوم بطرح اسئلتها المبنية على “الواقع المرير” أو “الديستوپيا” على رئيس المجلس الجماعي الحالي، فيقوم هذا الأخير ب”البكائيات” مبررا فشله بالبلوكاج السياسي للمعارضة التي تمتنع عن التصويت أو تصوت ضد جميع نقاط الدورات بغض النظر هل تلك النقط في صالح الساكنة أم لا.

وعبروا مجمةعة من الفعاليات الجمعةية بالمنطقة على أن هناك بعض المشاكل التي لا تحتاج الى دورات من أجل معالجتها، حيث اصبحت الهراويين بؤرة لفيروس الفقر والمعاناة، كما أن جل أسرها دون استثناء تعيش في براثن التهميش والعوز والجوع، فان أبسط امكانيات العيش غير متوفرة كالماء الصالح للشرب حيث باتت الساكنة تغطي حاجياتها المائية من الآبار.

كما أن مشكل النظافة الذي تتخبط فيه الساكنة المحلية للهراويين اصبح معضلة كبيرة، في غياب التام للشركة المفوض لها تدبير قطاع التطهير والنظافة، حيث يطرح السؤال نفسه هل هذه التجاوزات يمكن تصنيفها في خانة سوء التدبير أم فوضى في التسيير؟

اما الإنارة العمومية والبنيات التحتية فيعجز العقل عن وصفها نظرا للحالة الكارثية التي هي عليها، فهل هذه الحقوق البسيطة تنتظر عقد دورات من أجل المصادقة عليها من طرف المجلس الجماعي للمنطقة؟

في حين أن الهراويين القديمة لا تتوفر على اي مرفق عمومي سواء ملاعب القرب او دور الشباب او الحدائق، حيث لا يعقل ان منطقة وسط العاصمة الاقتصادية تعيش على انغام التفقير والهشاشة، في ظل غياب الفاعلين الذين تم اختيارهم من الساكنة لتمثيلهم وتصحيح الاعطاب السابقة، لكن اصبح من الواضح ان معالجة هذه التجاوزات لا يتم إلا باستئصال الاورام الخبيثة.

فيمكن القول ان المجلس الجماعي للهراويين يعيش على واقع سنة بيضاء، كما أنه يخوض منطق الحرب الجميع ضد الجميع، اما حقوق المواطن فتؤجل إلى موعد لاحق.

مشاركة