عادل أيت بوعزة / مراكش
لابد ان كلمة ” إمبراطور الملاهي الليلية ” قليلة في حق صاحب أكبر ملهى ليلي في شارع مولاي رشيد بمدينة مراكش ، فمستوى نفوذ هذا الرجل بلغ مداه لدرجة أنه أصبح يتحكم في شبكة أخطبوطية من العلاقات القوية ، و التي تحكم كل كبيرة و صغيرة في هذه المدينة .
صدق أو لا تصدق ، أنه و لسنوات متعددة ، لا أحد كان قادراً على النطق بإسمه أو إسم الملهى الليلي الذي يمتلكه ، حتى إن كاميرات المراقبة بذات الشارع كانت عاجزة على الدوام على تحرير مخالفات كانت واضحة للجميع ، كأنه كان يملك جهاز تشويش على ذلك ! .
و الحال أن سيارات كانت تملئ شارع مخطط باللون الاحمر و الأبيض لغاية المنارة التاريخية ، كما أن سيارات اخرى تملئ الرصيف… هناك أمام أعين الكاميرات ليس فقط رجال السلطة و الأمن ، إنه مثلث برمودا حيث لا يستطيع أحد الاقتراب منه .
و على بعد كيلومترات قليلة ، تمكن صاحبنا من إنزال قرارات صعبة على كل منافسيه ، وصلت حد سحب رخص بيع المشروبات لاجل غير مسمى ، كان أخرها ما وقع لملهى ليلي بشارع ݣماسة يمتلكه اجنبي أضحى يفكر جاهداً في الرحيل عن المدينة ، حيث سحبت منه الرخصة بسبب ” خرق حالة الطوارئ الصحية ” ، إنها ليست نكتة بل حقيقة .. لكنها تبدو كنكتة مقارنة مع ما يقع في الملهى الليلي المذكور حيث تم إغتصاب حالة الطوارئ دون حسيب او رقيب و أمام أعين الكاميرات التي يبدو انها مشوشة .
أرجل هذا الاخطبوط إمتدت لملهى ليلي أخر بالحي الشتوي قام بشرائه بما يقارب 11 مليار سنتيم ، و على الرغم من أن هذا الإجراء لوحده يحتاج لتجديد رخصة بيع المشروبات الكحولية ، فإن الواضح أنه لا يحتاج الى ذلك ، و أن التشويش قد غط أيضاً عيون ” صحاب الحال ” ، ليسمح له بفتح الملهى الجديد على الرغم من أنه كان متوقف عن العمل لمدة تجاوزت سنتين ، بينما ينص القانون على ضرورة تجديد طلب الإستئناف عمل ” المطعم ” إذا كان مغلقاً لمدة 6 أشهر فقط .
لا يهم في عالم هذا الاخطبوط الماسي الاجتماعية و الاقتصادية التي يتسبب بها فما يهمه هو العمل وحيداً و محمياً و غير قابل للمس ، المئات من العمال الموقوفين و ديون تقارب ملايين الدراهم و خسائر جبائية مهمة لجماعة المدينة بسبب التوقف عن إستخلاص رسوم بيع المشروبات لهذه الملاهي و المطاعم التي أغلقت بامر منه .
نزيدكم .. يستمر منذ سنوات أحد الملاهي الموازية له بنفس شارع مولاي رشيد على القيام بالعديد من الإصلاحات ، لكن يبدو ان لجن التعمير بدورها تسبح في فلكه، حيث تنقلت بتوصيات” من تحتها” من أجل تحرير محاضر مخالفات في حق ملاهي ليلية اخرى منافسة .. يبدو ان التشويش بلغها أيضا .
الحاصول … لقد أصبح هذا الملهى بالفعل يحكم خيوط اللعبة في المدينة ، متحكماً في العديد من الإدارات و المؤسسات ، فمن يوقف هذا الرجل ؟ … قالوا :” ما يقد عليه حد “.
