الرئيسية أخبار وطنية سكوب: مقارنة موضوعية في تسيير شؤون مقبرة الغفران بين ” الأمس واليوم” حين تغيب الكاريزمة الحقيقية للفاعل السياسي.

سكوب: مقارنة موضوعية في تسيير شؤون مقبرة الغفران بين ” الأمس واليوم” حين تغيب الكاريزمة الحقيقية للفاعل السياسي.

IMG 20230530 WA0008.jpg
كتبه كتب في 30 مايو، 2023 - 9:53 صباحًا

عزالدين بلبلاج

تعتبر الإدارة المحلية للمؤسسات التابعة للدولة من خلال التمثيليات الإنتخابية جزء من التنزيل الحقيقي لمعالم دستور المملكة المغربية لسنة 2011، وتفعيلا لإعطاء الفرصة الحقيقية لأبناء الشعب لخدمة القضايا المتعلقة بالجانب السوسيو اجتماعي الخاص بالمجال القريب والمتوسط في إدارة المحيط، وركيزة أساسية لربط المسؤولية بالمحاسبة وتجسيد رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأييده في خلق مجال تنموي يساهم في تأهيل وتطوير العنصر البشري بكافة المقومات الأساسية في معظم الحالات، وإيمانا بأن المسؤولية تسعى دائما في الحفاظ على المرتكز الأساسي ألا وهو جعل المجال دائما في خدمة قضايا المجتمع والاحساس بالتواجد والراهنية وحفاظا على الكرامة الإنسانية سواء خلال الحياة أو بالأحرى حتى عند الموت.

ولطالما كانت مقبرة “الغفران” التي تربط بين حاضرة الدار البيضاء ومحيطها القروي بإقليم مديونة ركيزة أساسية لحضن جثث الأموات؛ ومثالا يقتدى به على الصعيد الوطني من حيث التجهيز والتواصل والتأهيل والممارسة والأمن داخل المقبرة ومحيطها وتقريب المساطر وتسهيل الاجراءات وتفعيل قاعدة “الكل سواسية .. لي عندو ولي معندوش .. كلشي يتدفن..”، مع تقديم كامل الاحترام ومراعاة الشعور للعائلات دون أي تقليل أو تبخيس لأي مجهود.

إن إدارة مقبرة الغفران حاضرة الدار البيضاء في حضرة الرئيس السابق “حسن عزيز” أو كما يقال عليه “أب الجميع” كانت شامخة من حيث النظافة والاصلاحات وترميم الطرقات والإنارة والتوجيه والأمن الخاص ومحاربة وقوع الجريمة وغياب المظاهر المقلة بالحياء سواء بالنهار أو بالليل، ولطالمها كان ظاهرا خلال الحملات التي كنا نقوم بها بأن المقبرة تسيير في إطار تنظيم محكم يحترم الحرمات ويسعى إلى توفير شروط الزيارة الآمنة والمحترمة للمقابر، وكانت مقبرة الغفران تراعي أموات المسلمين لعدد كبير من الجماعات المحلية ” مقاطعات الدار البيضاء والجماعات القروية بإقليم مديونة…”.

إن القلب اليوم ليدمع للحالة المزرية التي أصبحت تعيش على واقعها اليوم مقبرة الغفران من مظاهر التشرد والانحلال الأخلاقي والسيبة وبعض عمليات الكريساج وانتشار الازبال تحيلنا على الماضي الزهيد التي كانت تعيش عليه في ظل إدارة سياسية قوية تفرض احترام جثث الموتى دون أي تمييز وتوفير الأمن الخاص الذي لم يعد موجود، وما يؤسف حقا هو غياب الاهتمام من طرف سواء الهيئات السياسية أو فعاليات المجتمع المدني للمطالبة بترميم شامل لهذا الفضاء.

وعلى العموم فقد أتبثت الدراسات بأن مقبرة الغفران في ظل تسيير الرئيس السابق “حسن عزيز” كانت تسيير في ظروف أكثر من جيدة وتقدم ملاحظات مهمة وبدائل جيدة لجعل المقبرة تكون في حلة ملائمة من حيت توفير العقار والأمن للزوار والإنارة العمومية والنظافة وتوفير شروط الزيارة اللإقة للزوار داخل وخارج التراب، وذلك من خلال تقرير المجلس الوطني لحقوق الانسان من حيث المقابر النموذجية.

إن السؤال الذي يطرح اليوم نفسه لماذا لم يتم تشكيل مكتب يسير مقبرة الغفران لحدود اليوم؟ وما هي الاشكالات التي تواجه الاعضاءالمنتخبين؟ ومن له المصلحة في جعل مقبرة الغفران بهذه الحالة المزرية؟
ولنا عودة في الموضوع بالتفصيل….

مشاركة