متابعة يوسف القرش تمارة
يحبل الخطاب العمومي ، خاصة خلال الحملات الانتخابية، لدى أحزاب سياسية «مناسباتية «، بالوعود المتعلقة «بتنمية العالم القروي وإخراجه من العزلة التي يتخبط فيها منذ عقود «، حيث يعمل دائما سماسرة الانتخابات على استغلال بساطة مطالب ساكنة هذه النواحي ممن تشبثوا بالبقاء بأرض أجدادهم وعدم مغادرة مسقط الرأس، عبر إغرائهم بأوهام كثيرة تتبخر بمجرد الوصول إلى مراكز القرار، رغم أن جل مطالب هذه الساكنة تتجسد أساسا في توفير أدنى ظروف العيش التي تضمن كرامتهم، من إنارة، ماء شروب،مراكز تكوين ملاعب حدائق….. طرق معبدة أو مسالك تسمح لهم بقضاء أغراضهم بشكل معقول، توفير مراكز صحية، ووسائل نقل لفك العزلة عنهم، إلى غير ذلك من مطالب سهلة التحقيق ولا تتطلب رصد ميزانية ضخمة،
إن سكان هذه المناطق، في معظم أنحاء البلاد، لا يطالبون بالكماليات، بل همهم الوحيد هو توفير أقل ما يمكن من ضروريات الحياة الكريمة ،وطالما انتظروا من نوابهم تحقيق ذلك، بل منهم من ازداد أمله، رغم خيبة رجائه، بعد إعطاء صوته لمن يمثله، ولاية بعد أخرى، عسى أن يستحيي هذا النائب وينظر بعين الرحمة لإنقاذ هؤلاء السكان من معاناتهم، حيث غالبا ما يستغل هذا الرئيس أو ذاك طيبوبة الساكنة التي لا تريد نشر غسيل منطقتها للعموم، لأنها تحافظ دائما على روابط القبيلة والدم، باعتبار أن أغلب نوابها يكونون عادة من
أبناء المنطقة!
نهج تدبيري يعاكس مصالح السكان والجمعيات التي لا تستفيد من الدعم المخصص لها بحجة عدم الركوع للمجلس
تعاني ساكنة الجماعة القروية المنزه التابعة لعمالة الصخيرات تمارة ، والتي تتكون مما يقارب 10دواوير يطلق عليهم دوار الغابة دوار الرميلية دوار ولاد بوطيب دوار ولاد مبارك دوار الهمشة ودوار الضويات دوار بوزار دوار الكبابرة دوار ايت عبوا…. ، من نهج رئاسة الجماعة، المتهاونة في تنفيذ مشاريع مسطرة،حيث يتساءلون عن ميزانية الولاية الحالية اين ذهبت، “لأنه لحد الساعة مند تولي المكتب الحالي لم يقدم لنا شيئا يذكر، اللهم بعض الترقيعات لذر الرماد على العيون، إذ مازالت الساكنة تعيش في ظروف كارثية “يصرح بعض سكان دواوير
مع أولى الخطوات بالطريق المؤدية الى دواوير سالفة الذكر، يلاحظ أن هناك طريقا لا تصلح حتى للعربات المجرورة بالدواب لكثرة الحفر وتآكل جنباتها ، و إذ تشاهد على طول هذه الطريق حفرا مملوءة بتراب أحمر، وهي عملية لاتتم بواسطة عمال الجماعة وأنما من طرف الساكنة وكنموذج لما تعيشه ساكنة الجماعة ، طيلة 6كيلومترا يعدنا للأسوأ، حيث بمجردوصول الى مدخل المكتب الوطني للكهرباء يبدأ مسلسل رعب حقيقي مع طريق أو مسلك حجري طوله 6 كيلومترا ……
معاناة ساكنة المنزه مع هذه الطريق غير المعبدة لسنوات ناهيك عن باقي المسالك المؤدية الى الدواوير
وحسب بعض أبناء المنطقة ” فالسكان يلحون على ضرورة معرفة مصير الميزانية المخصصة لإصلاح الطرق،
، انعدام البرامج التنموية بالكل
إضافة إلى ذلك، يستغل مسؤولو الجماعة كون أن الاحتجاجات التي قد تصدر من بعض ساكنة دواوير جماعة المنزه ، تبقى حبيسة المنطقة ولا تتعداها إلى الأجهزة الوصية، وحتى إذا تسربت إلى «العمالة» أخبار عن مثل هذه التجاوزات، «فإن جميع الشكايات تقبر بقدرة قادر في مهدها»، يقول مصدرنا.
ومن جهة أخرى يتساءل سكان جماعة المنزه عن الإنارة العمومية مثلا بدوار بوزار ووالدواوير الاخرى لا تتعدى خمسة مصابيح، ولكن لا تستخدمها الجماعة بحجة أن الإنارة تكلفها مبالغ مهمة، ليبقى السكان في ظلام دامس بمجرد غروب الشمس» . وتبقى أعمدة الإنارة العمومية عبارة عن ديكور يؤثث وحشة وعزلة الدوار.
يضاف إلى ذلك وضع تزويد الدواوير بالماء الصالح للشرب، وهذه معضلة أخرى من معضلات هذه الجماعة، حرمان دوار ولاد بوطيب 1و2 من النقل المدرسي للتلاميد وبالنسبة للصحة، فإن السكان استبشروا خيرا لسيارة إسعاف، لكن أملهم يخيب عندما يريد أحدهم الاستفادة منها، لأن التسعيرة التي يفرضها السائق عليهم تكون مرتفعة علما بأن الرئيس ونوابه ينتقلون بكازوال الجماعة دون حسيب أو رقيب ،وفق ما صرح به معظم ساكنة
كما أن آليات الجماعة مركونة بمقر هذه الأخيرة بذريعة أن الكازوال يستنزف ميزانية الجماعة، والتي كان الأجدر بها مثلا إصلاح المسلك الذي يربط الدوار بالعالم الخارجي حتى يصبح نوعا ما صالحا للاستعمال.
هنا يطرح سؤال كبير: كيف يتم إلزام مواطنين بسطاء بأداء ثمن كازوال سيارة الإسعاف، علما بأن حالتهم المادية جد مزرية
جماعة المنزه تعد من الجماعات «دو دخل مهم » طبيعيا، لكونها تجني من المنطقة الغابوية التي تتواجد بها أرباحا مهمة،
لكن يبدو أن قدر الجماعة جعلهم تحت وطأة تدبير مسؤولين لا يبحثون إلا عن المنفعة الشخصية، دون استحضار معاناة السكان الذين لا يرغبون إلا في عيش كريم وتوفير أدنى ضروريات الحياة الآدمية، وتحقيق مطالبهم المشروعة، التي يضمنها الدستور، لهذا فهم يتوجهون إلى الجهات الوصية، قصد الالتفات إلى ما يجري في منطقتهم المنسية، والعمل على رفع الضرر عنهم وجعل الاطمئنان يعود إلى قلوبهم،……..