صوت العدالة- عبد الكبير الحراب
نُقل السجين محمد شكوري، المعتقل تحت الرقم 6913 بالسجن المركزي مول البركي بمدينة آسفي، على وجه السرعة إلى المستشفى بعد دخوله في حالة صحية حرجة إثر استمراره في إضراب مفتوح عن الطعام دام 29 يومًا، احتجاجًا على ما وصفه بـ”الظلم الذي يطاله” في ظل تجاهل معطيات جديدة ظهرت مؤخرًا، ويؤكد دفاعه أنها كفيلة بتبرئته.
وحسب معطيات حصلت عليها جريدة صوت العدالة، فقد تم نقل شكوري لتلقي الإسعافات الأولية بعدما فقد وعيه داخل الزنزانة، حيث أكد الطاقم الطبي المشرف أن حالته “شديدة الخطورة”، محذرين من أن الاستمرار في الإضراب قد يودي بحياته في غضون ساعات، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بوقف الإضراب مؤقتًا.
وفي اتصال هاتفي مع الجريدة، كشف والد السجين أن ابنه “عازم على خوض إضراب ثانٍ في حال عدم فتح تحقيق في قضيته، خاصة بعد المستجدات التي يملكها وتُثبت براءته”، مشددًا على أن ابنه استنفد كافة السبل القانونية والإدارية دون أن يتلقى أي تفاعل من الجهات المختصة.
وكان السجين شكوري قد دخل في الإضراب منذ 29 ماي 2025، وسبق لإدارة السجن أن وجهت إشعارًا رسميًا إلى عائلته تُخبرها فيه بقرار ابنها، قبل أن يتدهور وضعه بشكل مفاجئ وسط غياب أي مبادرة ملموسة من الجهات المعنية.
وفي سياق متصل، وبعد تداول خبر الإضراب على نطاق واسع، خرجت المندوبية العامة لإدارة السجون بتوضيح رسمي حول وضع السجين، علمًا أن صوت العدالة كانت قد نقلت الواقع كما هو، استنادًا إلى مصادر موثوقة وشهادات مباشرة من عائلة المعني بالأمر ومحاميه.
وفي تصريح للجريدة، أكد محامي السجين أن موكله يعاني من “حالة إحباط شديدة” نتيجة تجاهل الأدلة الجديدة التي ظهرت في الملف، مضيفًا أن ” النيابة العامة بادرت إلى التفاعل مع هذه المعطيات، وقامت بزيارة السجين للوقوف على مظلمته”.
لكن في تطور لافت، علمت الجريدة من مصادرها أن وكيل الملك قام فعلًا بزيارة شكوري بعد عشرة أيام من فتح الاضراب واستمع إلى مطالبه، وهو ما أعاد بصيص أمل لعائلته ودفاعه بإمكانية فتح الملف من جديد.
يُذكر أن منظمات حقوقية كانت قد دقّت ناقوس الخطر مرارًا حول استمرار تجاهل حالات الإضراب عن الطعام داخل السجون، معتبرة أن غياب التفاعل الجدي يُعد خرقًا صريحًا للحق في الحياة والكرامة الإنسانية.