صوت العدالة- متابعة
شارفت الحملة الانتخابية الخاصة بالاستحقاقات الانتخابية ل8 شتنبر على الانتهاء، وقد بلغت اللوائح المتنافسة في الانتخابات الجماعية الخاصة بالجامعة الترابية أولاد تايمة اقليم تارودانت ما مجموعه 9 لوائح حزبية، كان الحضور النسوي ثقل كبير هذه السنة بفضل التمييز الايجابي الذي تقرر لصالح النساء بتخصيص ثلث المقاعد لهن في أفق المناصفة.
هذه الوضعية حسب فاعلين حقوقيين، لا ترقى إلى المكانة التي أضحت تتبوأها نساء سوس، إذ انه ورغم استحسان إقدام بعض المرشحات على خوض غمار الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، فان اغلب المشاركات لا تحظين بالفعالية والنجاعة المتوجبة، بل ادهى من ذاك فبعضهن تم الزج به في اللوائح فقط لسد الخصاص، في حين نجد بعض الاستثناءات اللواتي تعين فعلا الدور المحوري للعمل السياسي وتمتلكن الخصائص والمواصفات التي يتوجب أن يتسم بها النائب البرلماني لتمثيل ساكنة المنطقة أحسن تمثيل.
فمن خلال استقصاء ميداني بسيط هم بعض الأنحاء المتفرقة من مدينة أولاد تايمة، طرح فيه السؤال التالي: هل تعرف النساء المترشحات للمجلس الجماعي لاولاد تايمة؟، كانت كل الردود متشابهة ومتماثلة، أكدت عدم معرفتها لجل المرشحات اللواتي يخضن منافسات الاستحقاقات الجماعية الحالية، باستثناء اسمين او ثلاثة كان ابرزهم والذي تردد في جل الأجوبة هو “زينب قيوح”.
“زينب قيوح” هي وكيلة اللائحة النسائية لحزب الاستقلال للانتخابات الجماعية بأولاد تايمة، وهي فلذة كبد الحاج علي قيوح القيادي البارز بحزب الميزان والأب الروحي لكل الاستقلاليين بجهة سوس ماسة، فإذا كان المثل يقول: “اكفي القدرة على فمها تطلع البنت لأمها”، فقد خالفت زينب هذا المثل، فهي حسب كل من يعرفها ابنة أبيها والنسخة الأصلية لـ”بابا علي”.
دخول “زينب قيوح” عالم السياسة لم يأتي عبثا، فهي فرع من عائلة سياسية معروفة بمنطقة هوارة منذ عقود، وفاعلة جمعوية ملتزمة، ومناضلة حقوقية شرسة، وخاصة عن حقوق المرأة القروية، التي تفتخر زينب بالانتماء إليها وتردد دائما بكل تباهي وعزة أنها “بنت الدوار” وتعي جيدا المعاناة التي تكابدها النساء القرويات. ليكون العمل الجمعوي هو المنعطف الأساس الذي زج بزينب قيوح نحو غمار العمل السياسي، والذي أبدعت فيه هو الآخر، بتقلدها عدة مناصب نيابية مختلفة، فهي نائبة برلمانية سابقة وقيادية جسورة بحزب الاستقلال وعضوة معارضة بالمجلس المنتخب لجماعة أولاد تايمة وجهة سوس ماسة.
العمل السياسي و الجمعوي، وتواصلها المستمر مع الساكنة أكسب “زينب قيوح” دراية كبيرة بكل المعيقات والمشاكل التي تعرفها المنطقة، كما اكسبها محبة ومعزة ساكنة هوارة وتارودانت ككل، حيث أنها دوما ما تلجأً إلى المبادئ التي غرسها فيها والدها “بابا علي”، وتستمد من مبادئ الأب العظيم وخصاله الحميدة وكرم أخلاقه الطاقة للتغلّب على المعوّقات وتفسير المواقف الغامضة، ولا تلتفت إلى التيارات الرائجة، وإنما تسير في التيار الذي يوافق مبادئها وقناعاتها وما تربّت عليه، حتى لو كان مرفوضاً أو مقموعاً أو لا يقبل عليه كثيرون.
وفي اتصال لنا ب “زينب قيوح” بخصوص سر شهرتها الواسعة بالمنطقة أجابت: ” أمة اللـه المتواضعة هاته، خريجة أحسن وأرقي مدرسة سياسية على الإطلاق، والتي هي مدرسة “بابا علي قيوح” ، والذي افتخر به واعتز بأبوته لي، هذا الرجل الذي ربانا على الصدق والتواضع وحب الخير وخدمة الناس، والذي خلال مشواره السياسي الحافل والممتد لسنوات لم يزرع إلا الخير، واليوم نحن نحصد نتاج عمله المتمثل في محبة الناس الصافية النقية لنا لوجه الـله دون سواه، هذه المعزة الغالية كنز ثمين أتعهد بالحفاظ عليها والعض عليها بالنواجذ، ووضع كل قدراتي وتسخير كل إمكانياتي، سواءا كنت في البرلمان أو لا، لخدمة هؤلاء المواطنين الكرام الأوفياء لأنهم أناس يستحقون التضحية.
زينب قيوح قامة نضالية نسائية كبيرة، لقبت بالمرأة الحديدية، واستطاعت أن ترسم مسارا متميزا وأن تغير الصورة النمطية التي رُسمت عن النساء، إنها زينب قيوح، المرأة المتميزة كإنسانة وأم وسياسية وجمعوية في مجال التضامن الاجتماعي والخيري. كرست حياتها للاجتهاد في أكثر مناحي الحياة، سواء على المستوى الأسري أو السياسي أو المهني، وتمثل عن جدارة وتاريخ واستحقاق شخصية “المرأة المكافحة”.
زينب تبوأت مواقع هامة داخل حزب وطني عريق، بشكل ديمقراطي وعبر مساطر سواء في الأجهزة التقريرية أو التنفيذية، أو على مستوى جهة سوس ماسة.. وهو ما يعد اعترافا بقدراتها ويعزز الثقة في مسارها السياسي.
استثمرت تواجدها داخل قبة البرلمان، لتكون صوتا مدافعا عن الفقراء والكادحين وعموم ساكنة منطقتها، بعقلية المناضلة النقابية، وتدير بعضا من المهام الموكولة إليها في المقاولة العائلية بذهنية تشخص كل معالم المقاولة المواطنة، بحكنة وتبصر وعطف وانسانية، بشهادة كل عمال وعاملات الذين يكنون عطفا خالصا قلما تجود به قلوب المستخدمين حيال مشغلهم.
هزّت صرخاتها كل أرجاء البرلمان، وهي تصدح بمداخلة تطالب بأن تنال تارودانت نصيبها من الاستثمار العمومي والحق في التنمية والعدالة المجالية. منذ بداية مسارها السياسي والجمعوي، تم التفكير في شريحة مجتمعية ندر الالتفات إليها جمعويا على الأقل، ألا وهي المرأة القروية، حيث حرصت على الترافع من أجل اندماجها في النسيج الاقتصادي والاجتماعي، مُعتبرة إياها قاطرة للتنمية. ولم يقتصر الأمر على الترافع فقط، بل إلى المصاحبة في إطار جمعيات للتضامن النسائي..
بعد إصرار كبير، استطاعت أن تكون قدوة وإشعاعا للمرأة في بلادنا العازمة على رفع كل التحديات التي تواجهها لإبراز مكانتها في المجتمع المغربي، ما شكل بالنسبة لها رصيدا قويا في نضالاتها وحافزا مهما ومشجعا على العطاء أكثر في مجال الشعر الجمعوي والتضامني.
تعتز زينب قيوح بالجو الحميمي الذي نشأت فيه داخل أسرتها المناضلة، وكان له الأثر الإيجابي في بناء شخصيتها، حيث كان منزل الحاج علي قيوح محجا للسياسيين والفعاليات الاقتصادية والفنية والاعلامية وشخصيات مرموقة في مجال العلم والمعرفة.
ويُشهد للبرلمانية زينب قيوح بجرأتها غير المعهودة لدى أكثر من سياسي في موقع منصبها، حيث في الوقت الذي ابتلع فيه البعض ألسنته، بعد فيضانات تارودانت المفجعة، صرخت زينب قيوح، بجرأتها ونزاهتها الفكرية، لتطالب بتعويض ضحايا الفيضانات مؤسسة لموقفها، قانونيا ونظريا ودستوريا، بعيدة عن أية مزايدات شعبوية.
زينب قيوح .. المناضلة المبدئية والسياسية الحادقة، والجمعوية التطوعية الراقية، والفاعلة الاقتصادية بحس وطني عال، والأم ترعرع في كنفها أبناء يعتبرون مصدر فخر واعتزاز لعائلة قيــوح.