الرئيسية غير مصنف زوما يقلب الطاولة في جنوب إفريقيا: هل تتراجع بريتوريا عن دعم البوليساريو؟

زوما يقلب الطاولة في جنوب إفريقيا: هل تتراجع بريتوريا عن دعم البوليساريو؟

IMG 4177
كتبه كتب في 13 يونيو، 2025 - 3:38 مساءً




في خطوة تحمل دلالات كبيرة، عبّر حزب “أومكونتو ويسيزوي” (رمح الأمة) المعارض، الذي يتزعمه الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، في وثيقة صادرة عنه، عن تأييده لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
قد يبدو هذا الموقف للوهلة الأولى فرديًا من رئيس سابق خارج دائرة الحكم، لكن قراءة سياقه السياسي والإقليمي والدولي تكشف عن تحول نوعي بدأ يتسلل إلى مواقف الدول التقليدية الداعمة لجبهة البوليساريو، وعلى رأسها جنوب إفريقيا.
لا تعد بريتوريا مجرد مؤيد عادي للبوليساريو كما يعلم الجميع، بل هي بمثابة رافعة دبلوماسية كبرى للطرح الانفصالي داخل الاتحاد الإفريقي والمحافل الأممية. وقد استخدمت جنوب إفريقيا إرثها النضالي في مقاومة “الأبارتايد” لتغذية سردية “الاستعمار في الصحراء”، وهي سردية لطالما تبنتها الجزائر وحرصت على تسويقها طيلة عقود، مسخرة في ذلك إمكانياتها المالية من عائدات النفط والغاز.
موقف حزب جاكوب زوما الجديد – ثالث قوة سياسية بالبرلمان الجنوب إفريقي – الذي يتعارض بشكل واضح مع توجه الحزب الحاكم الداعم لجبهة البوليساريو الانفصالية، ربما يكشف عن بوادر انقسامات داخلية وصعود تيارات سياسية بدأت تفرض نفسها داخل المشهد السياسي الجنوب إفريقي بشأن ملف الصحراء. لا يمكن اعتبار هذا التحول مجرد موقف ظرفي أو محكوم باعتبارات انتخابية ضيقة، بل يعكس تغيرًا في موقف شريحة وازنة من النخبة السياسية الجنوب إفريقية تجاه النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
إن التحول في موقف زوما، وإن لم يصدر عن حكومة بريتوريا، التي لعبت دورًا محوريًا في تجذير الانحياز للبوليساريو داخل إفريقيا، يشكل صفعة رمزية قوية للجزائر التي تراهن دائمًا على دعم جنوب إفريقيا وقواها السياسية باعتبارها إحدى قلاعها التقليدية في الدبلوماسية الإفريقية. وتتزامن هذه الخطوة مع تآكل الدعم للطرح الانفصالي في إفريقيا، وتوالي الاعترافات بمغربية الصحراء، وآخرها الدعم البريطاني لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء، وموقف كينيا وغانا اللذين أكدا تحررهما من الابتزاز الإيديولوجي القديم الذي رسخته الجزائر والجبهة الانفصالية.

مشاركة