رشيد التازي،أقصر مواطن بالمعازيز ” قالو لي العامل مكيستقبلش المعاقين”الصور + فيديو)

نشر في: آخر تحديث:

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي /يوسف حامسي/لوطفي

انتقل الطاقم الوطني لموقع صوت العدالة زوال اليوم الأحد 29 شتنبر 2019 الى ” المعازيز” إحدى جماعات إقليم الخميسات للتسجيل مع مواطن مغربي أرادت الظروف أن يكون أقصر مواطن مغربي، اتصل بالجريدة ليرسل رسائله للمسؤولين بالإقليم والشعب المغربي كافة.

في طريق طاقم الجريدة لجماعة المعازيز، وقف على حقائق مرة، طريق غير صالحة للدواب ما بالك بالسيارات، أناس يعيشون كالرحل داخل أكواخ صممت من العشب والطين،وبمدخل (الجماعة) قنطرة مهددة بالسقوط، وأتربة في كل مكان وكأنك تعبر قرية مهجورة من زمن طويل،بالاضافة الى أحياء غير مهيكلة،ومنازل لا تتوفر على قنوات الصرف الصحي،بل أغلبها بنيت دون ترخيص يقول جمعوي بالجماعة.

وأمام منزل بسيط، جلس شاب قصير القامة، يراقب المارة في صمت، علمنا أنه ” رشيد التارزي” الشاب الذي اتصل بنا لنكون جسر تواصل بينه وبين المغاربة، جلسنا الى جانبه كما جلست عائلته، واستمعنا إليه ولما يقوله من كلام حقيقة يدمر النفس في زمن قلت غيه الانسانية وكثرت فيه المجاملات والمصالح.

رشيد التازي، تحدث طويلا عن حالته الصحية، وعن معاناته اليومية، وعن حلمه، وعن مستقبله، فقال ” أنا رشيد التازي، أعيش حياة غير عادية،أعاني من مرض لم أعرف طبيعته، انتقلت الى كل المستشفيات، لكن، كنت دائما أجد نفس الأجوبة ” ماعندك والو” ، عندي 38 سنة، تابعت دراستي حتى الثامنة إعدادي، وأحفظ ثلثي كتاب الله، لكن لبعد المدرسة، وحالتي الصحية توقفت وانطويت على نفسي بمنزل الأسرة،في انتظار من يساعدني على تجاوز هذه الوضعية” سألناه عن مطالبه قال ” أطلب من المسؤولين الالتفاتة والاهتمام لوضعيتي، ومنحي رخصة أو منحة تضمن لي العيش الكريم، أٍريد فقط أن أكون كباقي المواطنين، أن أحس أني مغربي لي نفس الحقوق كغيري،لي امكانيات تساعدني على بناء حياة جديدة، أريد أن أعيش في كرامة …”.

وعن الجهات التي قصدها رشيد من مؤسسات ومجالس، قال ” سبق وأن راسلت المؤسسة الاقليمية لعدة مرات،لكن كان دائما نفس الجواب هو أنه ليس للمؤسسة ما تقدمه لي، ومرة ذهبت أنا وصديق لي لعمالة الخميسات ، وطلبنا مقابلة العامل، فكان جوابه أن “العامل لا يريد مقابلة المعاقين”.

كلام رشيد التازي، خطير للغاية،حيث أنه في الوقت الذي كان من المفروض على عمالة اقليم الخميسات الاهتمام بهذه الشريحة وتقديم يد العون، نجدها تتعامل بمنطق الاقصاء والتحقير والتمييز في ضرب خارق لخطابات جلالة الملك، التي أمر فيها كل المسؤولين ” اعتبار المواطن محور السياسات العمومية”، وبالتالي تكريس قيم المواطنة السمحة والتقليص من الفوراق التي تثقل كاهل هذا الاقليم المنكوب.

كما أن تخلي المجلس الاقليمي والمجالس المتعاقبة بالمعازيز على هذه الفئة هو في حقيقة الأمر تخلي عن الوعود التي قدموها في برامجهم الانتخابية، تخلي عن العقد الذي يجمعهم بالساكنة، تخلي عن المواطنة والانسانية، فلا يعقل أن يستقيم حال شعب فرط في قيمه ، وتخلى عن وعوده،فكان من الواجب على المجلس الاقليمي ومجلس المعازيز تخصيص ميزانية تصرف كمنح لهذه الشريحة من المجتمع أو تخصص لشراء لوازم خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ودعمهم باعتبارهم مواطنين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.

أب رشيد التازي،بنبرة حزينة يرد على سؤالنا حول مطالب ابنه قال ” رشيد ابني ازداد كباقي الأطفال، جد عادي، لكن، مع الوقت تبين لنا أنه يعاني من ألم بركبتيه،فقصدنا المستشفيات العامة والخاصة، التي أكدت لنا أنه جد عادي، وأن مرض في إذنيه تسبب له في الألم،ومع توالي الأيام لاحظنا أن رشيد ليس كباقي الأطفال، يعاني كثيرا من ألم في ركبتيه ولم يعد يقوى على النهوض، كما أن قامته بقيت كما هي لم تتغير….”

سألنا أب رشيد عن الجهات التي راسلها، فأكد لنا أنه راسل كل الجهات، لكن دون جدوى، ” كتبنا ليهم كاملين، ساعة كيجاوبونا بأنهم ما هندهم ما يعطيو لرشيد”، ويناشد بدوره كأب الجهات المسؤولة بالاقليم وباقي المغاربة التدخل ومساعدة رشيد على الاستمرار في ظروف انسانية من خلال تمكينه من دعم أو منحة تضمن له العيش الكريم.

حالة رشيد، هي واحدة من الحالات الكثيرة التي تعيشها فئة عريضة من المجتمع المغربي، حالة تحول حياة الأسرة الى جحيم ،تجعل من المعاناة عنوان على جبهة كل ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يعانون في صمت، أمام للا مبالاة المسؤولين المحليين والوطنين، رغم المحاولات المحدودة لجمعيات المجتمع المدني والغيورين على هذا الوطن من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج. فكفى من اللامبالاة والاقصاء والتمييز؟ فحماية رشيد وأمثاله مسؤولية عامل الاقليم ومسؤولية رئيس المجلس الاقليمي ومسؤولية رئيس المجلس القروي للمعازيز…..

اقرأ أيضاً: