صوت العدالة- عبد السلام العزاوي
اعتبر الأستاذ عبد الرزاق الجباري رئيس نادي قضاة المغرب، موضوع حقوق الإنسان، يخضع لمعيارين، الأول ثابت من خلال النص على هاته الحقوق ضمن مجموعة النصوص المكرسة على المستوى الدولي أو الوطني، والثاني متغير يرتكز بالأساس على ممارسة هاته الحقوق على مستوى الواقع.
واستحضر الأستاذ عبد الرزاق الجباري، خلال مداخلته في اليوم الدراسي المنظم بمدينة طنجة يوم السبت 21 اكتوبر 2023، من طرف المركز المتوسطي للدراسات القانونية والقضائية، حول موضوع: الحماية القانونية لحقوق الإنسان في المغرب، الواقع والأفاق ، والذي عرف حضور مسؤولين قضائيين ومحامين، نذكر منهم الاستاذ رضوان الدهدوه نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بطنجة، الاستاذ محمد غدان المحامي بهيئة طنجة، مجموعة من الأدوات، التي نص عليها النظام الدستوري المغربي، في مجال ممارسة حقوق الإنسان، كأداة الإقرار، بحكم هاته الحقوق يتولاها الدستور المغربي صراحة، بتخصيص باب مستقل للحريات والحقوق الأساسية، ويتجلى الإقرار في الإحالة على الاتفاقيات والمواثيق الدولية، التي تسمو على التشريعات الوطنية في حالة التعارض أو الفراغ التشريعي.
كما تطرق الأستاذ عبد الرزاق الجباري رئيس نادي قضاة المغرب، لأداة التنظيم،التي يتولاه القانون طبقا للفصل 71 من الدستور المغربي، عبر ملاءمة القوانين فيما يرتبط بالحقوق والحريات، فأداة الصيانة بمفهومها الشامل و العام، وتندرج ضمن كل هاته الآليات المؤسسة الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي تتولى صيانة حقوق الافراد والجماعات و حقوق الإنسان بصفة عامة، وذلك طبقا للفصل 42 من الدستور المغربي المعمول به حاليا، ثم أداة الدفاع، أو بمعنى اصح الجهة المدافعة عن حقوق الإنسان.
وابرز الأستاذ عبد الرزاق الجباري، بكون القضاء بنوعيه سواء الدستوري يتولى حماية حقوق الإنسان، خاصة في الطعون الرامية إلى الطعون بعدم دستورية بعض النصوص القانونية الواجب التصديق على النزاعات الموضوعة على القضاء العادي. أو القضاء العادي، وذلك طبقا للفصل 119 من الدستور المغربي، بحكم القاضي يتولى حماية حقوق الأفراد والجماعات، وان كانت هاته المهام الموكولة المسندة للقضاة، في أصلها مهام أوكلها المشرع للمؤسسة الملكية، طبقا للفصل 42 من الدستور، لتفوض هاته المهام للقضاة نيابة عن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، باعتباره رئيسا للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ضمن مفهوم الإمامة العظمى التي تمتح من تراثنا الإسلامي والفقهي.