انس خالد- صوت العدالة
في خطوة تُجسد عمق العلاقات المغربية-الموريتانية، قام السيد محمد بوعرورو، رئيس مجلس جهة الشرق، بزيارة عمل وصداقة إلى جهة اترارزة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية خلال الفترة من 27 إلى 29 نونبر 2024. رافق السيد بوعرورو في هذه الزيارة السيدة نعيمة الحروري، عضو مجلس جهة الشرق المكلفة بملف التعاون مع الجهات الموريتانية، وذلك في إطار اتفاقيات شراكة تجمع جهة الشرق بكل من جهة اترارزة وجهة لعصابة.
جاءت الزيارة استجابة لدعوة من السيد محمد ولد الشيخ، رئيس مجلس جهة اترارزة، بهدف تفعيل علاقات التعاون بين الجهتين وتعزيز الشراكات التنموية. وفي لقاء رسمي مع والي جهة اترارزة بمقر الولاية، تباحث الجانبان سبل تثمين التعاون المشترك وتعميق التفاهم في عدد من الملفات ذات الأولوية.
الزيارة تزامنت مع الاحتفالات المخلدة للذكرى 64 لاستقلال موريتانيا، حيث شارك وفد جهة الشرق في مراسيم رفع العلم الوطني بمدينة روصو، في مشهد يعكس الأخوة المتبادلة بين البلدين.
خلال اجتماع موسع بمقر مجلس جهة اترارزة، أكد السيد محمد بوعرورو، بحضور منتخبين ومدراء جهويين للقطاعات الحكومية، على أهمية بناء برنامج عمل مشترك سنوي يشمل أنشطة عملية ومتكاملة. وشدد على ضرورة تبني مقاربة رابح/رابح لتحقيق أهداف التنمية الترابية وتحسين ظروف العيش لساكنتي الجهتين، مشيرًا إلى الفرص الكبيرة التي يمكن استثمارها لخدمة الجانبين.
تضمنت الزيارة جولات ميدانية شملت عددًا من المرافق والمؤسسات بجهة اترارزة. واستمع وفد جهة الشرق إلى شروحات قدمها مسؤولو هذه المؤسسات، مما فتح المجال أمام تعزيز فرص الاستثمار وإطلاق مشاريع اقتصادية ذات قيمة مضافة.
اختتمت الزيارة بسلسلة من اللقاءات مع شخصيات سياسية موريتانية بارزة، حضرها السيد حميد شبار، سفير المملكة المغربية بنواكشوط. وشملت هذه اللقاءات وزراء ونواب حاليين وسابقين، إضافة إلى شخصيات مدنية ومستثمرين، في إطار توطيد العلاقات الثنائية واستكشاف سبل جديدة للتعاون.
وفي ختام الزيارة، وقع السيدان محمد بوعرورو ومحمد ولد الشيخ على مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون بين جهتي الشرق واترارزة. تضمنت المذكرة اتفاقًا على استكمال المشاورات لإعداد مشروع تنموي مشترك، يُعرض للتمويل ضمن النسخة الخامسة من الصندوق الإفريقي لدعم التعاون اللامركزي الدولي.
تمثل هذه الزيارة خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون المغربي-الموريتاني على مستوى الجهات. كما أنها تعكس حرص جهة الشرق على توطيد العلاقات مع نظيراتها الإفريقية بما يخدم التنمية المستدامة والتكامل الإقليمي.
تُعد مذكرة التفاهم الموقعة بين جهتي الشرق واترارزة لبنة أساسية لتحقيق تطلعات الطرفين، وتفتح المجال أمام مشاريع تنموية مستقبلية تعود بالنفع على ساكنة المنطقتين، مؤكدين بذلك التزامهما بمسار الشراكة الإستراتيجية وتعزيز روابط الأخوة والصداقة.
