ذئاب المائدة: المصالح تقودهم والغدر عقيدتهم

نشر في: آخر تحديث:

بقلم عزيز بنحريميدة

في حياتنا الاجتماعية والسياسية والعملية، نجد دائمًا من يتخذون من المصالح المشتركة وسيلة لتجميع الأفراد حولهم،هؤلاء الأشخاص لا يجتمعون على مبادئ صادقة أو قيم أخلاقية، بل تدفعهم الأنانية المفرطة نحو تحقيق أهدافهم بأي وسيلة كانت، حتى لو كان ذلك على حساب القيم والمبادئ الإنسانية.

ينطبق عليهم لقب “ذئاب المائدة” لا يجمعهم الحب أو الولاء، بل تربطهم خيوط المصالح المؤقتة،كل فرد منهم يسعى لتحقيق مكاسب شخصية دون اعتبار للآخرين، ولا يترددون في الانقلاب على شركائهم متى ما تغيرت الظروف أو انتفت الحاجة إليهم،هؤلاء الذئاب يزيفون الابتسامات ويخفون خلفها خناجر الغدر، يتقنون فنون النفاق الاجتماعي والسياسي لتحقيق غاياتهم.

الذئب في الأدب الشعبي رمز للخداع والمكر، وهكذا هي حقيقتهم ، قد يظهرون بمظهر الأصدقاء الحريصين على مصلحة الجماعة، لكن حقيقتهم تكمن في الاستغلال والانتهازية. ما إن تلوح لهم فرصة أفضل حتى يتخلون عن شركائهم بلا تردد، غير مكترثين بما يتركونه خلفهم من صدمة و خيبة أمل.

وجود هؤلاء “الذئاب” في مجتمعنا أدى إلى انعدام الثقة بين الأفراد وتفشي ثقافة الشك والريبة،لأن التعاون القائم على النفاق والغدر لا يمكن أن يثمر نجاحًا مستدامًا. فالعلاقات التي تقوم على هذه المصالح الهشة سرعان ما تنهار عند أول اختبار جدي.

قد يكون من المستحيل التخلص تمامًا من “ذئاب المائدة”، ولكن يمكننا التقليل من تأثيرهم بنبذهم ومن خلال تعزيز ثقافة الصدق والأمانة مع من يستحق،والعمل مع من تجمعنا معهم قيم مشتركة لا مجرد مصالح مؤقتة.

اقرأ أيضاً: