صوت العدالة- محمد البشيري و عبد القادر السباعي
في فصل اخر من فصول رواية البؤساء، لا تزال مطالب ساكنة درب القباج بحي بنصالح بالمدينة القديمة مجهولة المصير، حيث تعود بنا الاحداث الى واقعة انهيار احد الفنادق العتيقة بالمدينة القديمة والتي كانت صرحا معماريا يشهد على شموخ المدينة وأهلها. المبنى كان يستغل كمركز لمزاولة حرف ذات طابع تقليدي، لكن عامل الزمن و حدوث تجاوزات بشرية ادى الى بروز شقوق على مستوى دعاماته الاساسية وواجهته الخارجية، مما جعله آيلا للسقوط. هذا الامر دفع ساكنة الحي غير ما مرة الى اشعار السلطات المختصة ورفع شكايات موقعة قصد الاسراع بترميمه خاصة وان البناية المذكورة تعد امتدادا للحي وتقع وسط مجمع سكني مأهول.
وبالفعل استمرت احداث البؤساء لكن بتصرف – الفندق بات ما صبح- فرسالة الاهالي لم تكن كافية لتردع تصدع المبنى امام اهمال المسؤولين بالمدينة والذين كان لهم رأي اخر فعملوا بمبدأ- لي زربو ماتو…خلاصة الحكاية صار الفندق في خبر كان، وهو الذي صنف بعدد الشقوق على الجدار بدل النجوم.حيث انهار الجزء الخلفي للفندق ليلا ليخلف حالة من الهلع وسط سكان الحي المذكور. حالة لم تجد معه بعض الاسر بدا من مغادرة مساكنها المجاورة للفندق بشكل كلي مما جعلها معرضة للتشرد خاصة وان اجزاء من سقف هذه البناية لا تزال معلقة الى حدود كتابة هذه السطور، لتعلق معها امال اسر بفك العزلة عنها والعودة الى منازلها بشكل آمن في ظل غياب كامل للقيمين على الشأن المحلي . هؤلاء ليسو جزءا من رواية البؤساء، لكنهم بكل بكل بساطة تسللوا هنا ليصبحوا قوى غير فاعلة باطلاق، فلا موقف لهم يحسب ولا اقتراح منهم يفعل .. من جهة اخرى لم يخف الحرفيون تذمرهم من الحيف الذي طالهم جراء فقدانهم للاوراش التي يشتغلون بها بالفندق وعدم توصلهم باي مبادرة من طرف المسؤولين بالمدينة او المجلس الجماعي قصد ايجاد حل توافقي يفضي الى ترميم البناية في اطار برنامج الحاظرة المتجددة الذي يعنى بترميم واصلاح الفنادق العتيقة والآيلة للسقوط او الاستفاذة من تعويض يؤهلهم لمزاولة نشاطهم الحرفي من جديد. احذاث الرواية تتعاقب حين اكتفت الجهات المسؤولة بالمدينة الى الاعتماد على حلول ترقيعية متجاوزة اقل ما يمكن وصفها به مقولة جا اكحلها اعماها، تمثلت في استعمال دعامات خشبية لتدعيم جدران وصفت بالهشة والمهترئة تذكرنا اننا في القرن السابع عشر، في اشارة واضحة الى الاستخفاف بارواح المواطنين . كل ذلك في انتظار الفصل الاخير من اطوار هذه الرواية التي قد تحمل عاصفة بعد كل هذا الهدوء، مالم تتدخل الجهات المعنية لتقييم الوضع وتفعيل الحلول.