بقلم عزيز بنحريميدة
في الوقت الذي تتعالى فيه شكاوى المواطنين من ضعف الخدمات ببعض المرافق العمومية، تبرز دائرة الشرطة بمرس السلطان كنموذج حيّ لإدارة أمنية صغيرة بحجم الإمكانيات، كبيرة بحجم العطاء، حيث ينجح ضباطها وأطرها في تحويل النواقص اللوجستية والضغط اليومي إلى دافع إضافي للقيام بالواجب بدل أن يكون عائقًا.
فمن خلال مواكبة يومية لعمل هذه الدائرة، يلمس كل مرتفق أن روح المهنية لدى ضباطها تتقدم على كل الإكراهات، وأن حس القرب الأمني حاضر بقوة، سواء في حسن استقبال المواطنين أو في التفاعل السريع مع شكاياتهم ومشاكلهم.
ما يميز هذه الدائرة ليس فقط الانضباط الإداري أو الالتزام بالتعليمات، بل ذلك الجهد الإضافي الذي يبذله الضباط لتفسير المساطر للمواطنين، وطمأنة المتضررين، والاستماع الجيد حتى في الظروف التي تعرف ضغطًا كبيرًا رغم شساعة المنطقة التي يتم تغطيتها والتي تعرف كثافة سكنية كبيرة كدرب ليهودي و درب بوشنتوف .
لقد أصبح واضحًا أن المقاربة الجديدة التي تعتمدها دائرة مرس السلطان تقوم على اعتبار المواطن طرفًا وشريكًا، وليس مجرد ملف عابر، وهو ما يعزز الثقة ويعيد الاعتبار للعمل الأمني النبيل.
ورغم محدودية الموارد، يصرّ ضباط الدائرة على تعويض ذلك باجتهاد شخصي وانخراط مهني صادق، مما يجعلهم قدوة في خدمة المواطن، ودليلًا على أن الإنسان المهني الكفء هو الرأسمال الحقيقي لأي مؤسسة.
إن دائرة الشرطة بمرس السلطان تقدم درسًا مهمًا:
حينما تجتمع الإرادة والكفاءة وحب الوطن، تصبح الإكراهات مجرد تفاصيل، ويصبح الأمن خدمة مواطِنة تُقدَّم يوميًا بضمير ومسؤولية.

