حوار خاص عن اعمال فطيمة الحميدي استاذة وفنانة تشكيلية .

صوت العدالة : سهام الناصري .
الاستاذة والفنانة فطيمة الحميدي، واحدة من فنانات المغربيات التشكيليات فردنا وجودهن ، والتي تحظى أعمالها بإعجاب كبير من النقاد قبل المهتمين ،إختارت من خلال أعمالها، مدرسة التعبيرية التجريدية، التي تعكس عمق نظرة الفنان إلى الواقع وحضور شحنة من الأحاسيس الحقيقية ، ما يجعل المتلقى أمام لوحاتها وإن إختلف الناس في قراءاتها، فأنهم يتوحدوا في الإقرار بجمالية إبداعها وقوة رسائلها القوية المعبرة عن واقع الحياة..

*كيف كان المسار الدراسي للفنانة فطيمة الحميدي؟

أكاد أجزم أن مساري الدراسي عرف انتقالات صعبة على تلميذة تنتمي لمدينة لم تكن تفسح للأنثى مجالا لتحمل المسؤولية. فمباشرة بعد المرحلة الإبتدائية والإعدادية بمدينة القصر الكبير، كان لا بد لي أن أتحمل المسؤولية وأبدأ مشوارا مغايرا بالانتقال من مدينة القصر الكبير إلى ثانوية مولاي يوسف التقنية بمدينة طنجة حيث نلت شهادة الباكالوريا لأجد نفسي بين أحضان معهد الفنون الجميلة بمدينة تطوان حيث درست فيه مدة سنتين . بعدها انتقلت الى مدينة الدار البيضاء وبداية المشوار المهني بالمركز التربوي الجهوي كأستاذة طالبة حيث تخرجت منه أستاذة للفنون التشكيلية بمدينة أزيلال سنة 2003
ثم بعدها إلى مدينة القنيطرة سنة 2009

*ماهي أول لوحة لك؟

في الحقيقة يصعب تحديد أول لوحة لسبب بسيط، هو أنك تكتشف دائما أنها ليست الأولى، إذ سبقتها محاولات لصقل المهارات. لذلك فإن أول لوحة لا تكون إلا عصارة للوحات سابقة. وعلى العموم فإن أول لوحة عن اقتناع كانت عبارة عن بورطري لامرأة في العالم الآخر وأحمل لها كل الود. كان ذلك سنة 1997. وكنت حينها تلميذة بالقسم الثانوي ومنغمسة الى حد كبير بالواقعية. وحينما يضيق الأفق بالواقعية يفسح التجريد مساحات شاسعة أمام الفنان. لذلك أستطيع أن أقول أنه وعلى المستوى الاحترافي فإن أول لوحة كانت هي لوحة متاهات سنة 2009 وهي الإبداع الأول لأسلوبي الجديد في التعبير إشراقات ربيعية.

*ماهي المعارض التي شاركت فيها؟

في بداية الأمر، لم تكن فكرة المشاركة في المعارض تستولي على اهتماماتي. كان كل همي أن أسهر بكل ما لذي من مشاعر وأفكار على الإنتاج الفني. لكن بعد ذلك بدأت المشاركة سواء تحت الطلب أو بمبادة شخصية مني، وعلى العموم أسحضر المشاركة بليلة الأروقة بمدينة القنيطرة سنوات 2015 – 2016- 2017.
تنظيم معرض فردي بقاعة النادرة بالرباط تحت عنوان إشراقات ربيعية من19الى28ابريل 2018
صاحبة فكرة تنظيم ليلة الأروقة بمدينة القصر الكبير سنة2019 والمشاركة فيها
شاركت سنة 2021 شهر شتنبر بمتحف الأبراج بمدينة pomar بإسبانيا من تنظيم الفنان والناقد التشكيلي السوري عبد القادر الخليل بصفتي المغربية الوحيدة في ذاك المعرض التشكيلي العالمي الذي شارك فيه جميع دول العالم
كما شاركت في المعرض الجماعي العالمي في شهر أكتوبر 2021 بمدينة بلباو بإسبانيا من تنظيم الفنان والناقد التشكيلي السوري عبد القادر الخليل…
كما سبق ان قمت بمعارض في كل من طنجة العرائش …ومدن أخرى
هذا دون الإشارة إلى تأجيل المعرض الفردي تحت عنوان :اصرار بسبب اندلاع فيروس كورونا الذي كان من المبرمج يوم 7 مارس 2020 بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بالمركز الثقافي القنيطرة والذي كان له نصيب ان نظم من 24 إلى 30 أبريل 2022 بالمركز الثقافي القنيطرة وكان الافتتاح بمناسبة مهرجان ليالي رمضان الفنية في نسخته الأولى المنظم من طرف المركز الثقافي القنيطرة والفنانة التشكيلية فطيمة الحميدي وجمعية برج اللقلاق.

*لماذا الأخضر في جل أعمالك؟

تجدر الإشارة في البداية إلى أن أعمالي الأولى كانت ترتكز على اللون الأزرق في شكل لوحات مبتلة بقطرات الماء في إشارة إلى رمز
الحياة. وكأني أسقي تلك اللوحات لتشيع إشراقات ربيعية بامتياز.
اللون الأخضر اطمئنان وبهجة هي أفق كل إنسان هي الأمل الذي نطمح إليه …

*على ماذا تركز في أعمالك على لفت الانتباه ام على الإثارة الفكرية؟

إذا كانت اللوحة رسالتي، فقد كنت دائما ما أجد نفسي منساقة للبحت عن مساحات أفسح للتواصل مع هذا المتلقي أو ذاك. لذلك جاءت جل لوحاتي تعكس توجها يمكن الاصطلاح عليه بالتجريدية التعبيرية مخاطبة لمختلف درجات الفهم والإدراك لدا المتلقي.
وكفنانة لا تنسلخ عن عواطفها وأحاسيسها فقد كانت القضية دائما حاضرة في أعمالي .
يكفي أن تتتبع أعمالي لتجدها كانت دائما حبلى بصرخة امرأة عنقاء تنبعث من رماد التاريخ…

*لماذا نجد في أعمالك كولاج لبعض المواد؟

صحيح في أعمالي غالبا ماتجد خيوط وحبال ومادة الخيش مع الصباغة فوق القماش…
هذه المواد( الحبال والخيش )هي في الأصل تستخدم للمواد الصعبة وانا عندما أعبر بها أقصد التعبير عن بعض التراكمات والضغوطات مع محاولات الخروج منها نحو الاشراقة الربيعية وبإصرار …