بقلم:عشار أسامة
عرفت مدينة بوزنيقة خلال الأيام الماضية حملة لتحرير الملك العمومي، انتهت مؤقتاً وسط أجواء إيجابية وإشادة كبيرة بالطريقة التي أُديرت بها العملية، والتي اعتُبرت نموذجاً في التدبير الهادئ والفعّال.
أبرز ما ميز هذه الحملة هو الشخصية البارزة لباشا المدينة، السيد عبد المجيد بن عمار، الذي نجح في كسب احترام وتقدير الساكنة، بفضل أسلوبه المتواضع والقريب من المواطن. وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثر يظهر فيه الباشا وهو يتحاور بلطف واحترام مع أحد الباعة، مشهداً لقي إعجاباً واسعاً واعتُبر مثالاً للإدارة التي تنصت وتحتوي.
الاستعدادات للحملة لم تكن عادية، إذ سبق انطلاقتها اجتماع تواصلي دعا إليه باشا المدينة، جمع عدداً من ممثلي الساكنة، أصحاب المحلات، ورجال ونساء الصحافة. تم خلال اللقاء تقديم الخطوط العريضة لخطة العمل، وتوضيح الأهداف المرجوة، وهو ما ساعد على خلق مناخ من الثقة والتعاون.
هذه المقاربة الاستباقية جعلت الكثير من المخالفين يعمدون إلى إزالة تجهيزاتهم وتجاوزاتهم بشكل طوعي، ما ساهم في مرور الحملة بسلاسة، دون تسجيل أي توتر أو صدام مع السلطات.
ويجمع العديد من الفاعلين المحليين على أن ما حدث في بوزنيقة يُظهر أن الحملات التنظيمية لا تحتاج إلى القوة بقدر ما تحتاج إلى تواصل فعال، وتدبير حكيم، وإرادة صادقة في خدمة الصالح العام.
و مما سبق يتبين أن تجربة بوزنيقة اليوم قدمت درساً في كيف يمكن للمسؤول أن يكون قريباً من المواطن دون أن يتنازل عن هيبة القانون.

