صوت العدالة : محمد زريوح
توفي، يوم الخميس 27 نونبر 2025، بالمستشفى العسكري بالرباط، السيد بنصابر الغزواني، مدير مركز القيادة بالمديرية العامة للأمن الوطني (Chef PCD)، عن عمر يناهز الستين عامًا. وبهذا المصاب الجلل، تفقد أسرة الأمن الوطني واحدًا من خيرة رجالها الذين بذلوا حياتهم في خدمة الوطن، وأعطوا مثالًا حيًا للمهنية العالية والأخلاق الرفيعة.
لقد كان الفقيد، رحمه الله، واحدًا من الذين تركوا بصمة لا تُنسى في مسيرتهم المهنية في الناظور، حيث برع في عمله في إدارة الأمن وكان نموذجًا للجدية والانضباط في أداء واجباته. كان الراحل يتقن عمله بإتقان تام، ويُظهر حرصًا شديدًا على الحفاظ على النظام والأمن في مدينته، وهو ما جعله يحظى بثقة كبيرة من قبل زملائه ورؤسائه على حد سواء. إضافة إلى ذلك، كان معروفًا بحكمته في اتخاذ القرارات، حيث كان دائمًا يضع مصلحة الناس في المقام الأول، ويتعامل مع جميع القضايا بحنكة وبعد نظر.
الراحل كان يتسم بالتواضع في تعاملاته مع الجميع، دون أن يفقد أبدًا هيبته الوظيفية، مما أكسبه حب واحترام الجميع. كانت علاقاته مع زملائه ومرؤوسيه، وحتى المواطنين، قائمة على الاحترام المتبادل، وكان يحرص على أن تكون كل خطواته في خدمة المصلحة العامة. لقد كانت كفاءته وحكمته في العمل تجسد القيم التي طالما نادى بها رجال الأمن: الانضباط، والشفافية، والإخلاص في أداء الواجب.
كان الفقيد من عشاق الرياضة، وخاصة كرة القدم، إذ كان دائمًا حاضرًا في مباريات فريق الهلال الرياضي الناظوري لكرة القدم خلال فترة تألقه في القسم الأول. كان من الداعمين المستمرين للفريق، ويشجع اللاعبين بشكل دائم، مما جعله جزءًا من تاريخ النادي ومشجعيه. كانت علاقته بالرياضة تعبيرًا عن روحه الطيبة وحبه للخير والنماء في المجتمع، وكان دائمًا يسعى لدعم كل ما من شأنه أن يعزز الروح الرياضية والفائدة الاجتماعية.
نستحضر اليوم صورة الراحل وهو دائمًا حاضر بابتسامته ووجهه الطيب، في الوقت الذي كان يتمتع بحضور مميز في محيطه المهني والاجتماعي. كان يولي أهمية كبيرة لكل تفصيل في عمله، سواء كان في تأدية المهام اليومية أو في التعامل مع القضايا الأمنية المعقدة التي يتطلب حلها تفكيرًا دقيقًا وتخطيطًا محكمًا. وقد ترك وراءه إرثًا من العمل الجاد والاحترام المتبادل.
وفي هذه اللحظات العصيبة، نتقدم بأحر التعازي إلى أسرته الكريمة، وخاصة إلى زوجته المصونة التي كانت أستاذة في مدرسة ابن خلدون بمدينة الناظور، وندعو الله أن يمنحهم الصبر والسلوان. كما نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويجعل مثواه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
لقد كان السيد بنصابر الغزواني مثالًا حيًا للتفاني في العمل وحب الخير للجميع، ورغم رحيله، ستظل ذكراه خالدة في القلوب والعقول، ليس فقط بسبب إنجازاته المهنية، بل أيضًا بفضل شخصيته التي لا تُنسى، وتواضعه الذي جعله أحد الأسماء اللامعة في مجال الأمن الوطني.

