يبدو أن الكرة المغربية على موعد مع نجم جديد في مركز حراسة المرمى، اسمه بولعروش، الحارس الصاعد الذي خطف الأنظار خلال بطولة كأس إفريقيا الأخيرة للفتيان، وأعاد إلى الأذهان ذكريات تألق الأسطورتين بادو الزاكي وياسين بونو، وذلك بفضل أدائه البطولي وتصدياته الحاسمة التي قادت المنتخب المغربي إلى منصة التتويج.
بولعروش، الذي لم يكن ضمن الأسماء اللامعة قبل البطولة، استطاع أن يفرض نفسه رقما صعبا في المعادلة بفضل ردة فعله السريعة، وثقته الكبيرة في نفسه، وقدرته على قراءة تحركات الخصوم، ليشكل سدا منيعا أمام مهاجمي أقوى المنتخبات الإفريقية.
وقد تألق الحارس المغربي بشكل خاص في مباراة نصف النهائي أمام منتخب كوت ديفوار، حيث تصدى ببراعة لثلاث ضربات جزاء، إحداهما في الوقت القاتل، ليمنح المغرب بطاقة العبور إلى النهائي. وفي مباراة التتويج ضد منتخب مالي، واصل بولعروش عروضه المبهرة بتدخلات بطولية حافظ بها على نظافة شباكه، وأسهم بشكل مباشر في تتويج الأسود بالكأس القارية بتصديه لركلتي جزاء.
ولم يكن الفوز مجرد تتويج باللقب فحسب، بل كان أيضا تتويجا لمسيرة استثنائية لحارس واعد شق طريقه بثبات نحو النجومية، مثبتا أن المغرب لا يزال خزانا غنيا بالمواهب في مركز الحراسة، مركز طالما أنجب رجالا من طينة الزاكي وبونو.
اليوم، وبعد هذه البطولة الاستثنائية والتي تحصل فيها على لقب أحسن حارس في الدورة، سيصبح اسم بولعروش يتردد بقوة في الأوساط الرياضية، ليس فقط كحارس موهوب، بل كرمز لجيل جديد من اللاعبين المغاربة الذين لا يخافون من التحدي، ويحملون راية الوطن بشجاعة في المحافل القارية والدولية.
