صوت العدالة – عمر الشرقاوي المكناسي
احتضنت دار الثقافة حسان بالرباط، حفل توقيع المنجز الشعري “وجع النخيل” للشاعر إدريس الزايدي، نظمته جمعية نرجس برئاسة الشاعرة نادية العمراتي مساء يومه السبت 23 يونيو الجاري، حضره نخبة من شعراء وشاعرات ومثقفين ومهتمين.
افتتح حفل التوقيع بكلمة تقديمية رحبت فيها الشاعرة نادية العمراتي بالحضور النوعي الوافد من مدن مغربية مختلفة لمعانقة الحرف والتملي بجمالية الصورة الشعرية والبلاغية، معبرة فيها عن سعي الجمعية إلى ” جمع شمل كل الإقلام الجادة من مختلف جهات المملكة، ومن بعض الدول العربية والإفريقية لتحقق التضامن الثقافي لضمان الاستمرارية والتواصل والتعريف بالثقافة والتراث المغربي…” كما أشادت في كلمتها بفاعلية الجمعية وفي غضون سنوات قليلة في إغناء المشهد الثقافي المغربي ” من خلال تنظيم مجموعة من البرامج الثقافية، من بينها “مساء الشعر ياعرب” و الاحتفال بالإصدارات الجديدة في جميع الأجناس الأدبية مغربية كانت أو عربية، هذا إلى جانب تنظيم عدد من الأمسيات الشعرية والفنية والندوات الثقافية، ومسابقات لفائدة تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية …” إضافة إلى مواصلة الجمعية المسعى النبيل من خلال تنظيم توقيعات على رأس كل شهر …وفي هذا السياق يأتي حفل توقيع الديوان الشعري “وجع النخيل ” للشاعر والناقد المتميز إدريس الزايدي الذي حل من مدينة مكناس الزيتون، إلى الرباط مدينة الأنوار…وفي ختام كلمتها عبرت عن شكرها وتقديرها لرئيسة مجلس مقاطعة حسان، ولمدير دار الثقافة ولكل الأطر وجنود الخفاء المساهمين في تنظيم هذا الحفل.
قام بتسير الحفل وتنشيط فقراته، الشاعر والناقد الدكتور عمر قلعي، حيث قدم كلمته الترحيبية بالحضور، وورقة تعريفية بالمحتفى به ” كشاعر يحيا بالشعر وللشعر، يتحقق وجوده الجمالي في الحياة بالشعر…شاعر لم يكتب الشعر ليشقى …شاعر يمتطيه الصحو، ورث الشعر، سافر في خرائطه، ففيأ نظامه في المشرق مع عنترة بن شداد، وفي المغرب مع ابن زيدون…” لينتقل بعد ذلك إلى الغوص في عمق متنه الشعري “… الشعر في عرف الزايدي اتحاد وجنون وعمامة الصوفي، وغواية جميلة، فما أسعد من اتبع الغواية الجميلة ! الشعر في ديوانه أيضا جمال الروح ، تحرر، لا يتحقق الشعر في نظر الزايدي ولا يصح إلا بثلاث: ـ سؤال الوجود والكينونة ـ الإبداع (سر الحرف المكنون) ـ العقل والجنون (الفكر والخيال)…” كما عرج في ورقته التعريفية على المنجز الشعري “وجع النخيل” لتقديم تعريف موجز عنه ( هو ديوان شعري أصدره إدريس الزايدي عام 2015 وجعل له عقيقته وسماه “وجع النحيل” وما أجمل الاختيار!” فالنخلة ـ يقول الدكتور عمر قلعي ــ “كانت دائما في صلب اهتمامات الإنسان العربي، هي الشجرة التي ذكرها ابن منظور في لسان العرب، بأنها الشجرة الشريفة، هي الشجرة التي ترمزإلى الطيبوبة، وترمز أعمق من ذلك ، إلى الصبر وإلى التضحية، هي الشجرة التي تفضل أن تعيش بعيدا، تمتص لهيب الشمس وتصبر على الوجع لتقدم أجمل منتوجها للإنسان، تقدمه جماعات في شكل عنقود…
القراءات النقديتان في الديوان تقدم بهما كل من الناقد الأستاذ الباحث الدكتور مصطفى الشاوي، والشاعر الناقد الأستاذ محمد الملواني تناولا في مجملها عتباته على مستوى العنوان والغلاف ومضامين نصوصه الشعرية والصور البلاغية…كما تخللت فقرات الحفل مواد فنية موسيقية وغنائية أمتع بها الحضور أستاذ الموسيقى رشيد عبدون، وقراءات شعرية لبعض النصةص المختارة من الديوان من إلقاء المحتفى به، إلى جانب شهادة في حقه أدلى بها صديقه محمد إد الرخى. ليختتم الحفل بتقديم شهادات تقديرية للمحتفى به وباقي المشاركين في حفل التوقيع، مع أخذ صور تذكارية جماعية تخليدا للمناسبة.
