الرئيسية غير مصنف جمعيات المجتمع المدني بإقليم الصويرة إلى أين؟ وتحديداً منطقة الشياظمة نموذجاً.

جمعيات المجتمع المدني بإقليم الصويرة إلى أين؟ وتحديداً منطقة الشياظمة نموذجاً.

IMG 20190830 WA0041
كتبه كتب في 30 أغسطس، 2019 - 6:37 مساءً

صوت العدالة – رضى عبد الحكيم

نبتعد قليلاً عن الساسة والسياسين والجماعات المحلية ونقوم باطلالة قصيرة عن جمعيات المجتمع المدني بإقليم الصويرة ومنجزاتها على أرض الوقع.

كما يعلم الجميع فجمعيات المجتمع المدني بكل مكوناته يشكل قوة ضارية بإمكانها أن تحدث التغيير حينما تمارس استقلاليتها في إطار جبهة موحدة تتبنى موقفا يتماشى و الأهداف التنموية،تحمل مشروعا نهضويا مستوفيا لكل الشروط مشروع له اهتمامات خيرية وحقوقية تربوية ثقافية رياضية وتطلعاته المستقبلية نحو رسم معالم إقليم متطورة إن كانت الرغبة في ذلك وهدفهم الأسمى تستدعي فقط استحضار رؤية شاملة محددة المرامي لايمكنها أن تتحقق إلا بإرادة قوية وإيمان راسخ بقضايا من شأنها خدمة الإقليم والمواطن والمنطقة.

وتأطيره ليكون قادرا على تسيير الشأن العام الوطني والمحلي فجمعيات المجتمع المدني باعتباره قاطرة للتنمية بإمكانه صياغة سياسة منسجمة مع انتظارات المواطنين من خلال خدمات يتم تنزيلها لتحقيق تحولات شاملة على مختلف الميادين دون إخضاعها لتوجهات تيارات معينة تخدم الأفراد وتقدسهم إما تزلفا وابتغاء لمرضاتهم وما ينوبهم منهم من مكاسب مالية أو مصالح ضيقة لتصبح جمعيات المجتمع المدني زائغة عن مسارها وأداة تسخر لتمجيد الأشخاص وتلميع صورهم وخدمة لأجندتهم من أجل إحاطتهم بهالة من التعظيم لكسب رهانات انتخابوية أو غيرها عوض البحث عما يخلق التوازن الديموقراطي ويحقق مطامح مجتمعية.

هدا ما أصبحنا نراها بإقليم الصويرة وخصوصاً منطقة الشياظمة بالتحديد فتناسل الجمعيات والمنظمات بها على تنوعها واختلاف توجهاتها تندس وسطها جمعيات لها مزامير تنشد نغمات وإيقاعات تطرب صاحب النعم لأجل حمايته وتحصينه من هجمات معارضة لسياسته فإختزال الدور المحوري لمثل هذه الجمعيات في الدفاع عن الأشخاص دون اهتمام بقضايا مجتمعية من شأنها إرباك المشهد الخيري التطوعي والزج به في متاهات ملغمة بصراعات مفتعلة لإقناع المواطنين بعدم جدواه مستغلين في ذلك أساليب قذرة لمحاربة أعماله الجادة والوقوف عند بعض ماتتخللها من هفوات لإيقاف مده الخيري والانتقاص من تفاعله المثمر مع مختلف الظواهر الاجتماعية.

فالصراع يوظف لصالح أفراد أو تيارات على حساب مصلحة المواطنين بهده المنطقة ليترتب عنه ضحايا بدل لعب دور الوسيط لتحقيق مكاسب ينتفعون بها لكن حينما تختلف المصالح وتتضارب التوجهات تختفي معها الاهتمامات الجادة بقضايا المواطنين ليطفو على أنقاضها صراع حاد بين الفاعلين المتضادين صراع تستعمل فيه أعتى الأساليب المتضمنة للألفاظ الجارحة التي تأتي في سياق التلاسن المستفز للمشاعر مع أن المجتمع المدني مجتمع المبادئ والقيم الخلوقة التي تنسجم وتتناغم مع توجهاته الإنسانية مما يستوجب عليه تبني الخصال السمحة بتقبل الآخر بمحبة وتراض في إطار التعايش السلمي بعيدا عن الكراهية باعتباره شريكا فعالا بقراراته الداعمة للمجتمع وتنميته في الوقت الذي تخلت فيه الأحزاب السياسية عن دورها الذي يتقاطع وشروط ومبادئ المجتمع المدني في شموليتها النهضوية التي تلامس قضايا المواطنين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والصحية وقد يستدعي ذلك تخصص الهيئات والجمعيات في تبني إحدى المجالات المتعددة لإبراز إسهاماتها الطلائعية في تطور هدا المجتمع والمضي به إلى تحقيق التنمية المستدامة بصناعة القيادات والنخب التي قد يكون لها دور في تسيير الشأن العام الوطني والمحلي وخصوصاً بمنطقة الشياظمة.

فالمجتمع المدني بفعالياته جاء مكملا لما عجزت الدولة عن تحقيقه للمواطنين ومساعدتهم على مجابهة تحديات الحياة و متطلباتها.

وفي ظل غياب الوعي بالدور المنوط بالهيئات الجمعوية فقد تحول بعضها إراديا بأن استباحت لنفسها أن تكون أبواقا مسخرة لهدم الأعمال الجادة ونشر أفكار عدائية تزرع الانقسام بين مكونات المجتمع المدني بهده المنطقة وتذكي الصراع بتبادل التهم التي توزعها بين اعتبار بعضهم مجرد خونة متضلعين في نشر القلاقل بين أفراد المجتمع و البعض الآخر مرتزقة يستفيدون من مساعدات المنظمات الخارجية في حين يبقى انخراطها في التنمية كفيل بمدى تفاوظها على بدائل يقترحها لإحداث التغيير في تنسيق تكاملي مع الدولة إذا لقيت منها دعما وتعضيدا لإنجاح مشاريعها التنموية التي تلامس القضايا المجتمعية لكن واقع الحال يفند الشعارات التي يرفعها بين حين وآخر أمام تخاذلها عن التدخل لمعالجة ما يجري في مختلف القطاعات الحيوية من ضعف الخدمات الصحية والاختلالات التي تعرفها المدارس العمومية ونهب المال العام وتفشي الإجرام كلها قضايا كبرى تتبدَّى فيها مواقف المجتمع المدني متباينة يغلب عليها الخذلان وخصوصاً بمنطقة الشياظمة كما أشرنا سالفا.

وما انقطاع الماء الصالح للشرب بإقليم الصويرة وبمنطقة الشياظمة على صعيد عدة جماعات ترابية ودواوير ومداشر وقرى في عز ايام الصيف الحالي دون تحريك ساكنا إلا خير دليل على ذلك حيث تم التكتم على ما حدث بسببه دون تدخل من أحد فإضافة إلى مشاكل قطاعية أخرى استفحل أمرها كانت تحتاج إلى تكتل جميع الهيئات الجمعوية لتجاوزها بصياغة برنامج تنموي موحد هادف ومتكامل من شأنه أن يلامس مشاغل المواطنين للرقي بهم ثقافيا وأخلاقيا إذا ما تمت مواجهة تلك الاختلالات بإرادة حقيقية دون الوقوف عند الزلات العابرة وتوجيه الاهتمام الكلي نحو الأهداف الكبرى التي تخدم المواطن بهده المنطقة وتنمي لديه الوعي بحقوقه والدفاع عنها باعتبار المجتمع المدني وسيطا رقابيا بإمكانه التأثير على الدولة من أجل تحقيق المصلحة العامة لكن مع تعدد الهيئات والمنظمات وتناسلها بشكل مثير قلت أنشطتها واقتصرت في تدخلاتها على إثارة القلاقل و محاولة تقزيم أدوار جمعيات فاعلة والتركيز على تمجيد الأشخاص والتيارات الحزبية لاغير.

فالمجتمع المدني قوي بحياده واهتماماته التنموية وفي ابتعاده عن الخزعبلات التي تشده إلى الوراء قوة شاحنة لإرادة فاعلية ففي كثرة هيئاته ومنظماته إضعاف له لما يتسبب فيه من صراعات واهية تبعده أكثر عن الشروط والمبادئ الجمعوية الجادة منطقة الشياظمة نمودجا.

مشاركة