بقلم : م. البشيري/ ع. السباعي
صوت العدالة
استيقظت ساكنة دوار الحنيشات التابعة ترابيا لجماعة مطران يوم امس على وقع جريمة قتل دموية بشعة. حيث اقدم شاب في منتصف العشرينات على قتل احد رفاقه بالدوار المذكور.. جريمة القتل هاته بدت في مجملها غاية في الغرابة.. خاصة وان معالمها لم تتضح بعد الى حدود الساعة. وان دوافعها لا تزال غامضة. لتحل عناصر الدرك الملكي بالعونات لاعتقال الجاني.
وحسب مصادر الجريدة فجريمة القتل البشعة وقعت بعدما نشب خلاف حاد بين الجاني والضحية لسبب مجهول، هذا الامر دفعه الى ان يعود الى المنزل لحظات فقط قبل ان يختار الجاني حمل السلاح الابيض ومباشرة انهاء حياة الضحية ، حيث وجه له طعنات دقيقة قاتلة على مستوى الصدر اردته قتيلا بدم باردة.
في نفس الصدد، نشير ان الجاني يبلغ من العمر 26 سنة، قاطن بمدينة الدار البيضاء بحي الهراويين . مما يعني ليس من ابناء المنطقة المذكورة ، بل كان فقط يتردد بين الفينة والاخرى اثناء العطل والمناسبات الاستثنائية على بيت الجدة المتواجد بدوار الحنيشات.. لم يستطع انهاء مساره التعليمي الثانوي نظرا لاسباب اجتماعية قاهرة.. كما انه ليس من ذوي السوابق العدلية وليس له سابق عهد بالاجرام ..لكنه هذه المرة بالذات، اراد ان يبرهن بأنه ليس شخصا عاديا، بل هو الانسان استثنائي الخارق.. لاثبات هذه الفكرة المجنونة قرر أن يرتكب “الجريمة المثالية غير الكاملة”. مما طرح التساؤل عن دوافع واسباب هذا الفعل الشنيع.
من جهة اخرى، اكد ذات المصدر للجريدة ان الضحية كان يعرف قيد حياته بحسن السيرة وصلاح السريرة، حيث لم يكن من مرتادي الاماكن المشبوهة، ولا من متعاطي المواد المخدرة .. وهب حياته لتحصيل المعارف المكتسبات، فكان مساره الجامعي حافلا بانجازات التفوق العلمي والاكاديمي.. مكنته في الاخير من تحصيل شهادة الاجازة بعلامة مشرفة جدا..فرصة التحاق الضحية بالجامعة كانت ملاذا للتحرر من قيود العائلة خلال مرحلة معينة، مما مكنه من اكتساب تجارب مكنته من اظهار براعة على المستوى الاجتماعي , كان وسيما وذو شخصية جذابة.. فأي علاقة له السلاح الابيض و بالجاني؟؟!
جريمة وعقاب.. بعد إجهاز الجاني على الضحية بدم بارد مستعملا سكينا من الحجم الكبير اشبه بالساطور. حاول ان يجعل من الجريمة مثالية وكاملة بالشكل الذي القضية قبل بدايتها، لتختفي به الاثار والدلائل .. فعمد الى اخفاء السلاح و الادات المستعملة، ويطلق عنانه للريح والاختفاء عن الانظار. امر دفعه للسير لساعات مشيا على الاقدام مقنعا نفسه انه صار في منأى عن العدالة والعقاب.. لكن يقظة الدرك، وقدرتهم على تتبع دقائق الامور، خطوة بخطوة.. حال دون ذلك فخاب مسعاه.
حنكة بالغة.. في محاولة لربط خيوط الجريمة بأسرع ما يمكن، قامت رجال الدرك الملكي بالعونات بتتبع الجاني الذي لاذ بالفرار مسافة ساعات مشيا على الأقدام ، حيث تتبعت الاثر وحرصت على عدم ضياع اخر الخيوط الناظمة في القضية، خاصة وانهم يدركون خطورة الموقف.. وان اي تأخير في مطادة الجاني، قد تقدم له فرصة الوصول الى المناطق المأهولة بالساكنة والاختفاء عن الانظار الى حين ولو لزمن..
على هذا الاساس.. سارع رجال الدرك الى تفقد الطرق والمنافذ المؤدية الى محيط الدوار ، مستعينة بالحنكة والحكمة في صبر اغوار مثل هذه القضايا، لتتمكن بعد مطاردة هوليودية كتب لها النجاح كالمعتاد، من القبض على الجاني الذي بدت عليه حالات الارهاق التعب الشديد واقتياده الى مكان الجرم المشهود لاعادة تمثيل احداث الجريمة.. في انتظار تقديمه يوم غد الاثنين على انظار وكيل الملك بتهمة القتل مع سبق الاصرار والترصد.