الرئيسية صحة جراحة التجميل ظاهرة و حاجة اجتماعية أم ضرورة طبية ؟

جراحة التجميل ظاهرة و حاجة اجتماعية أم ضرورة طبية ؟

IMG 20180218 WA0059.jpg
كتبه كتب في 19 فبراير، 2018 - 9:13 صباحًا

 

صوت العدالة – أمال العورفة القدسي خبيرة الصحة و الجمال

 

في زمننا المعاصر هناك اهتمام بالغ وكبير بمظهر الإنسان، خصوصا فيما يتعلق بشكل الجسد، بحيث أنه في الثقافات المختلفة، وعلى مر العصور، كان الجسد هو من أهم الاهتمامات البشرية، بحثا عن التوازن النفسي و الجسدي، لأنها غريزة إنسانية. فعملية التجميل هي عملية نقوم بها للحصول على مظهر أجمل، و من خلالها نرغب في استرجاع شباب الجسد والعضلات والمظهر الحسن. فهي مرتبطة بعصرنا الحالي، وفي المجال النفسي هناك علاقة حميمة بين الذات والجسد.
كيف ينظر الشخص لجسده ؟
وكيف يتعامل معه ؟
وكيف يتواصل مع نفسه ومع الآخرين؟.
هناك اختلاف من شخص لآخر، فهناك من يحظى بالسكينة ويتعامل مع جسده بأريحية، وهناك فئة أخرى تحس بصعوبات ومشاكل مع جسدها، إلى درجة أن هناك من يشمئز من النظر إلى ذاته، مما قد يؤدي إلى معانات نفسية، ويمكن أن يكون ذلك ناتج عن التربية التي نتلقاها، وعلاقة كل شخص بأفراد أسرته، والتجارب الحياتية، و كذا طريقة تعامل أفراد المجتمع معه.
ومن أجل الحصول على التوازن، أو في محاولة البحث عن ذلك، نلجأ إلى الجراحة التجميلية. فالمرأة والرجل على حد سواء، يلجؤون إلى الطبيب الأخصائي في التجميل، بعد تردد عشرات المرات، بعد الإحساس بالرغبة و الحاجة إلى تغيير جذري في شكلهم، فهو تأثير باطني يمكن أن لا نعبر عنه.
هل يلجأ الرجال لعمليات التجميل؟
في بعض الحالات تكون الحاجة ملحة عند الرجال أكثر من النساء، لأنه ليس معتادا أن يهتم الرجل بمظهره الخارجي، وهذا كان دائما يعتبر من اهتمامات النساء. القيمة المضافة للرجل كانت ولا تزال يبحث عنها من خلال الاهتمام بشكله ومظهره ولكن بطريقة سرية. من الناحية الاجتماعية لهذا الموضوع نتكلم عن رأسمال رمزي هو الجسد. بورديو قال،الجسد هو عبارة عن خطاب رمزي يوجهه الإنسان في إطار عملية التواصل مع الآخرين. الصورة أصبحت اليوم أكثر استهلاكا من ذي قبل. هذا الرأسمال لا يحس به إلا الذين يعيشون صعوبات حقيقية، وأزمات نفسية. الاهتمام بالجسد يبدأ منذ مرحلة المراهقة، فهناك تكامل بين المظهر والجوهر، ويمتد إلى مرحلة الشيخوخة. الانطباع الذي نتركه لدى الآخرين هو الذي يؤثر فينا حتى نكون منسجمين مع دواتنا. في مجتمعنا نعيش منافسة من حيث المظهر الخارجي، بحيث نلاحظ، في غالب الأحيان، عند اختيار جل الشركات والمقاولات ووسائل الإعلام أفرادا لمنصب شغل،فإنهم يبحثون عن معايير محددة، فإن لم يكن الشكل مقبولا و أنيقا لا يحصلون على الوظيفة، وهذا ما ساهم في الإقبال على عمليات التجميل، لأن المنافسة قوية في السوق. المورفوبسيكولوجي أو علم نفس الشكل، يعتبر الوجه هو أساس المظهر، وينقسم إلى ثلاثة طبقات:
ـ الطبقة الأولى من الوجه، وهي العليا خاصة عند الشخص الذي سيتم اختياره لوظيفة معينة، هل لديه القدرة على التفكير؟ والقدرة على التركيز؟
المظهر يدلنا على ذلك، إذن هذه الطبقة تدل على رصد الأشياء والتحكم فيها.
ـ الطبقة الثانية من الوجه، وهي التي تتواجد من العينين حتى الأنف، وتدل على الانفعالات، وهناك مختصون في قراءة هذه الدلالات.
ـ الطبقة الثالثة من آخر الأنف إلى الذقن، وتدل على أن الشخص قادر على السلوك الفعلي وعلى التطبيق (المظهر يدلنا على الجوهر).
في علم النفس يتم رصد الخصوصيات الشخصية من خلال طبقات الوجه كما سلف الذكر، بشكل علمي ودقيق، بحيث أنه في أوربا وأمريكا أصبح هناك مختصون يشتغلون في المقاولات والشركات وظيفتهم اختيار الموظفين. الإنسان هو كائن اجتماعي بطبعه، يتأثر بالآخرين، و تفاعلاته معهم تؤثر على نفسيته وذاته، وعلى توافقه الاجتماعي. الإنسان ليس جسدا فقط، وإنما هو مجموعة من المعطيات الأخرى التي تتكامل. الجسد يعتبر كمسكن، لكن دائما يبقى السؤال الوارد: هل نحن راضون عنه أم لا؟
قبل أن يخضع الزبون إلى أي نوع من العمليات الجراحية التجميلية أوالتقويمية، يجب البحث عن طبيب جيد ومختص في هذا الميدان. فهذا الأخير ملزم بتقديم وثيقة تفسر وتعرف بنوعية العملية، و كيفية إجرائها، و نوعية التخدير، هل هو محلي، أم جزئي، أم نصف جسدي، أو عام. كما يجب أن يوضح الأخصائي النتيجة المنتظرة، و كذا المدة هل هي مابين ثلاثة أو ستة أشهر، و العواقب الوخيمة يجب أن تكون مرصودة ومنصوص عليها في الوثيقة.
ليس المستوى المعيشي هو الذي يدفع المرأة أو الرجل إلى الخضوع لعملية التجميل، كما هو الحال قبل 20 سنة، الآن أصبح الطلب جد مرتفع نظرا لتأثير وسائل الإعلام، بحيث أن الأغلبية من النساء و الرجال أصبحوا يلجؤون إلى اللباس العصري عوض التقليدي والفضفاض والواسع. رغم غياب التغطية الصحية في عمليات التجميل، إلا أن المقبلين عليها في تزايد مستمر، والأطباء المغاربة يلمحون إلى ضرورة شمول التغطية الصحية لهذه النوعية من الجراحات، لمدى أهميتها لتحسين الظروف النفسية والاجتماعية للفرد. أما الجراحات التقويمية، و في حالات نادرة جدا، تزود بالتغطية الصحية، فهي عمليات تهدف بالأساس إلى الاستقرار العائلي. خصوصا وأن النساء أصبحن يعبرن عن حياتهن ومشاكلهن بكل حرية. سلوكيات بعض الرجال تدفع أغلبية النساء للقيام ببعض العمليات التجميلية خاصة في منطقة البطن. بعد الولادة يصاب عدد كبير من السيدات بترهل في هذه المنطقة من الجسم، فيلجؤون إلى هذا النوع من العمليات التجميلية و التقويمية قصد الحصول على الرشاقة و اللياقة المطلوبة. العمليات التجميلية و التقويمية رغم خطورتها، إضافة إلى حساسية المواد المستعملة فيها، أثارت مؤخرا ضجة بخصوص جودة مكوناتها. في المغرب أصدرت وزارة الصحة في سياق عملية شد الصدر، بيانا تؤكد فيه سلامة المواد المستعملة، فلا مجال للتخوف من هذه المنتوجات مادامت خاضعة للمراقبة. العمليات التجملية والتقويمية لا تعزل عن العمليات الجراحية عموما، فهي تخضع لقوانين خاصة وصارمة، ومراقبة من طرف وزارة الصحة. وهذا ما أدى إلى ظهور ظاهرة السياحة الطبية في المغرب، مما يؤدي إلى نمو و ازدهار اقتصادي للبلد. نظرا للمستوى الجيد للأطباء المغاربة في هذا المجال. فالأغلبية الساحقة منهم قاموا بتجاربهم في أوربا وأمريكا، بحيث لديهم كفاءات معترف بها على الصعيد الأوروبي، والخليجي، والإفريقي. في الدول الإفريقية، لديهم الطلب ولكن ليس لديهم المؤهلات أو المستشفيات الخاصة في هذا المجال.
لدينا في المغرب دكاترة أكفاء في هذا المجال . بحيث أصبحت السياحة الطبية في المغرب هي (أقل تكلفة لأحسن طبيب في أحسن موقع).
تتم عملية الشفط عن طريق جرح صغير جدا بحوالي ثلاثة ثقوب، بمقياس 3 إلى 5 ملم عن طريق أنبوب لمنطقة خلايا الدهنيات التي يتم شفطها. الشفط هو خلايا حية موجودة في الجسد التي تكون هي السبب في تراكم الدهنيات التي سيتم تنقيص العدد منها، يعني عن طريق الحمية تنقص الخلية حجمها التي يمكن أن تعود لحجمها الأصلي بعد ذلك،أما الشفط يزيل هذه الخلايا نهائيا. تقليص عدد الخلايا في الجسم يمكن أن تصل إلى تقليل السكري والضغط وأشياء كثيرة. هناك طريقتان لوسيلة العلاج:
ـ وسائل لتصغير خلايا الدهنيات.
ـ وسائل لنزع خلايا الدهنيات.

مشاركة