مكتب السمارة: عبد المجيد الخياطي/ رشيد بيسموكن
بعد تنامي تصعيد لهجات الخطاب حول جماعة المحبس التابعة لأسا الزاك بين رئيسها و رئيس جماعة الجديرية ذات الانتماء الترابي لاقليم السمارة، وتداعيات لعبة شد الحبل الناتج عن الملتمسين اللذين وجهما ممثلا الساكنة للسيد لفتيت وزير الداخلية. بعدما كان طه العبيدي الذي قد طالب بإلحاق منطقة المحبس بإقليم السمارة، كان مرتكزا في ملتمسه على وثائق تاريخية تثبت الانتماء. فيما فند محمود أبيضار كل ما قيل، رغم التاريخ المقاوماتي المشترك للعنصر البشري الصحراوي المقيم حينها في نفس المكان.
وحسب التصريح الأخير الذي خرج به أبيضار في إحدى المنابر الإلكترونية، فإن الموضوع الذي تابعته ساكنة الصحراء وواكبت مستجداته حاول رئيس جماعة المحبس احتواءه وهضمه وهو يثني مقابله على التراجع عن ملتمسه، ويدعوه وبرلمانيي الإقليمين إلى اجتماع طارئ لتجاوز الأزمة القائمة، فيما أبعد اللوم على العائدين إلى أرض الوطن واقتصار ردود فعله على شخص عائد واحد هو طه لعبيدي.
بهذا الخصوص لخص رئيس جمعية الولي الصالح الرقيبي داود للتضامن والتنمية لصوت العدالة أن احتجاج العائدين إلى أرض الوطن تلبية للنداء الملكي السامي ” إن الوطن غفور رحيم ” للراحل الملك الحسن الثاني قدس الله روحه، جاء بعد مناوشة أبيضار لهذه الفئة التي آثرت الرجوع إلى المغرب، وأن عددا مهما منهم هم من الساكنة الأصلية للمحبس. كما أعرب عن سروره بالتلاحم السائد بين شريحة العائدين وباستنفارهم في وجه كل من سولت له نفسه المساس بكرامتهم والتشكيك أو الانتقاص من وطنيتهم.
فاجتماعهم للمرة الأولى والثانية كان بهدف استنكار وشجب ما قيل من طرف أبيضار، وتنديدهم لما تضمنه لفظه من عبارات.
وفي بيان محرر في هذا الشأن تلاه رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ الثانوية التأهيلية الأمير مولاي رشيد ؛ السيد : لبات الموساوي، أجمع الحاضرون والحاضرات من أعيان وجمعويي الساكنة الأصلية للمحبس على رفضهم المطلق للحملة الأخيرة حول جماعة المحبس.
وأكد المتدخلون في معرض مداخلاتهم على أن المحبس تاريخيا وجغرافيا جزء لا يتجزأ من إقليم السمارة بشهادة كل الحاضرين والحاضرات من السكان الاصليين للمحبس الذين يقطنون بمدينة السمارة.
الدكتور مولاي المهدي عوبا استعرض في حديثه كرونولوجيا للمحبس الذي كان المستعمر الاسباني كان يسميه :” بوسطو ” ، موضحا للحضور أن منطقة المحبس حسب الوثائق التاريخية وخصوصا منها المراسلات الإدارية كانت تثبت أن المحبس داخلة في النفوذ الترابي لاقليم السمارة.
من جهته، جدد السيد : محمد سالم الدخيل؛ أحد شيوخ وأعيان السمارة، تنديده بتصريح أبيضار، وألح على مطالبته بحقوق الساكنة الأصلية للمحبس بخصوص سكنهم المسلوب منهم، وبجبر ضررهم عن سنوات الضياع والحرمان والتيه.
واستنكر السيد : مولاي الصالح سيبا – أحد الأعيان ورئيس جمعية الساقية الحمراء لتثمين وتنمية الموارد الطبيعيه النباتية والحيوانية الصحراوية بالسمارة، موقف رئيس جماعة المحبس ومحاولته تدليس الحقائق التاريخية لصالحه، حيث ثمن ما سبق ذكره في المداخلات السابقة.
وأكد السيد محمد الحجوجي على ضرورة إعادة الاعتبار لساكنة المحبس المقيمين منذ عقود بالسمارة، وعلى إلزامية أبيضار بتقديم اعتذار رسمي لكل العائدين على اختلاف مناصبهم الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
في مداخلته شجب السيد : لبات الموساوي السلوك الغير المسؤول لرئيس جماعة المحبس مضيفا صوته إلى المنددين من الحاضرين. كما قام بتلاوة بيان في هذا الشأن باسم كل العائدين من أصول منطقة المحبس.
وتفاعلا مع المتضررين، عبر السيد : محمد لمين الراكب – العائد إلى أرض الوطن و الفاعل الجمعوي ورئيس اللجنة الإقليمية لتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بالسمارة، عن تضامنه المطلق واللامشروط مع كل المحتجين من الساكنة الأولى للمحبس، مباركا خطواتهم الشرعية في المطالبة بمطالبهم المنطقية التي يزكيها التاريخ والذاكرة الشعبية وأرشيف الماضي.
وتبقى كل هذه التجاذبات مثار نقاشات مستفيضة وحديث جماعي مفتوح تحسم فيه جهة رسمية حكومية واحدة، لها اليد الطولى في معالجة الوضع وفق معطيات جيو- سياسية واجتماعية تجيد فك شفراتها بامتياز وزارة الداخلية.. فهي المرجع والحكم وصاحبة القرار الحاسم.