كثرة الهم كتضحك».. هكذا يقول المثل العامي المغربي، الذي قد ينطبق على عديد حالات، عندما لا يجد من أحاطت به الهموم من وسيلة للتخلص منها غير السخرية والضحك منها، عسى «صاحب الحال» أن يغير من حال إلى حال..
ولأن السخرية من بعض المواقف قد تكون وسيلة لـ«النقد البناء»، بطبيعة الحال، فإن واقع بعض الممارسات يدفع من امتلكوا الحس الساخر إلى ابتكار وصلات لفضح ما يجدونه أمامهم، ولا يستطيعون إلى تغييره سبيلا، لذلك يلجؤون إلى السخرية منه.
ولنقد وضع الإدارة المغربية، التي كان جلالة الملك قد خصها بخطاب له، في تعامل بعض أفرادها مع المواطنين ومتطلباتهم، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، أخيرا، صورة لختم طبعت عليه كلمة «إن شاء الله» بأحرف لاتينية، مشيرين إلى أن الغرض من هذه الخطوة هو السخرية، من واقع لطالما ارتفعت الأصوات للتنديد به، لما يحدث داخل الإدارات بطريقة هزلية، عندما لا يجدون الآذان الصاغية، أو لما يضطرون إلى زيارة بعض الإدارات أكثر من مرة من أجل استصدار وثائق إدارية بسيطة، من قبيل عقود الازدياد أو شهادات الإقامة…
وقد تفاعل العديد من رواد موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» مع صورة الختم «Inchallah»، حيث أكدوا أن عبارة «إن شاء الله» مرتبطة بشكل وثيق بالواقع اليومي الذي يعيشه الكثير من المغاربة، عندما يتطلب قضاء أغراض إدارية بسيطة لدى بعض الإدارات مسيرة من الذهاب والإياب، لأن الجواب المنتظر ممن يتكلفون بهذه المهام يبقى هو عبارة «إن شاء الله»، عوض المبادرة إلى أداء المهمة دون «تسويف».
وزيادة في السخرية مما اعتبره نشطاء الفايس بوك «واقعا لا يرتفع اقترحوا إنجاز أختام أخرى تحمل عبارتي «رجع غدا» أو «الله غالب»، باعتبارها من الجمل المتداولة بكثرة في الإدارات العمومية، وحتى لا يضطر مرددوها إلى بذل جهد كبير في قولها، اقترحوها تضمينها في «كاشي» موحد..!!
سخرية «كاشي» إن شاء الله، طريقة مبتكرة، من مواطنين يظهر أن أملهم في إصلاح الإدارة المغربية قد خاب، ولأن أصواتهم بحت من العتاب، وجدوا «التفكه» سبيلا، لعل الرسالة تصل إلى من يعنيهم الأمر، للتعبير عن سخطهم من البيروقراطية التي تعرفها الإدارات، ولمحاولة لفت النظر لهذا المشكل من أجل تغييره في المستقبل..
