ثانوية موسى بن نصير التأهيلية بالخميسات: تراث عالمي في مهب الإهمال؟

نشر في: آخر تحديث:

تُعد ثانوية موسى بن نصير التأهيلية بمدينة الخميسات واحدة من المؤسسات التعليمية التاريخية في المغرب، حيث تم بناؤها خلال فترة الاستعمار الفرنسي، ثم خضعت للترميم لاحقًا. وكونها مصنفة ضمن التراث العالمي، فإن أي تغيير في بنيتها أو طريقة استغلال مرافقها يجب أن يخضع لمعايير صارمة تراعي قيمتها التاريخية والتعليمية.

تحويل جناح من الثانوية إلى التكوين المهني: تساؤلات مشروعة

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، تم تفويت أحد أجنحة الثانوية إلى جمعية “ارتقاء النقل المدرسي” لاستغلاله في برنامج التكوين المهني غير النظامي (الفرصة الثانية – الجيل الجديد)، رغم أن هذه الجمعية لا تملك أي خبرة في هذا المجال، بل يقتصر نشاطها على النقل المدرسي.

هذا القرار يطرح عدة تساؤلات حول:

هل تم احترام المعايير المطلوبة في اختيار الجمعيات المستفيدة؟

لماذا لم تستفد جمعيات أخرى متخصصة في التكوين المهني؟

هل كان الجناح المفوت فضاءً غير مستعمل فعلًا، أم أنه كان يُستخدم لأغراض تعليمية أخرى؟

ثانوية موسى بن نصير: من نموذج تعليمي إلى سوء استغلال

كانت ثانوية موسى بن نصير في الماضي نموذجًا متميزًا، حيث كان كل جناح مخصصًا لمادة تعليمية معينة، ما ساعد على تحسين جودة التعليم واستفادة التلاميذ من بنية تربوية متكاملة. لكن اليوم، يبدو أن الأمور تغيرت، وأصبحت بعض مرافق هذه المؤسسة تُستغل خارج نطاقها الأصلي، مما يهدد دورها التعليمي والتاريخي.

انتهاء مدة الشراكة واستمرار استغلال المقر

وفقًا لدفتر التحملات الخاص ببرنامج الفرصة الثانية، فإن مدة الشراكة لا يجب أن تتجاوز ثلاث سنوات. ومع ذلك، تشير مصادر مطلعة إلى أن الجمعية ما زالت تستغل المقر رغم انتهاء هذه المدة، وهو ما يفتح الباب أمام التساؤلات التالية:

لماذا لم يتم احترام المدة القانونية المحددة في دفتر التحملات؟

هل هناك اتفاقات غير معلنة تسمح للجمعية بالاستمرار في استغلال المقر؟

هل سيتم اتخاذ إجراءات قانونية لاستعادة الجناح وإعادة توظيفه في المجال التعليمي؟

تساؤلات موجهة إلى السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين

في ظل هذه التطورات، نوجه إلى السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الأسئلة التالية:

  1. ما هي المعايير التي تم اعتمادها لتفويت الجناح لجمعية لا تملك خبرة في التكوين المهني؟
  2. هل تم احترام تصنيف ثانوية موسى بن نصير ضمن التراث العالمي عند اتخاذ هذا القرار؟
  3. ما هي الإجراءات التي سيتم اتخاذها بعد انتهاء مدة الشراكة القانونية؟
  4. لماذا لم تُمنح الأولوية لجمعيات متخصصة في التكوين المهني؟
  5. هل هناك نية لإعادة الجناح إلى وظيفته التعليمية الأصلية؟

خاتمة

إن ثانوية موسى بن نصير التأهيلية بالخميسات ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي جزء من تاريخ المدينة وتراثها، وأي تغيير في طريقة استغلال مرافقها يجب أن يكون في إطار رؤية واضحة تحترم مكانتها. فهل سيتم تصحيح هذا الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها؟ أم أن الثانوية ستظل ضحية لسوء التدبير والإهمال؟

اقرأ أيضاً: