رشيد أنوار / صوت العدالة
حقق مهرجان ” تيميزار ” الفضة في دورته 12 رقما قياسيا من الحضور الجماهيري ، فاق 100 الف متفرج حسب احصائيات مقربة من المنظمين .
و حسب متابعين للشأن الفني ، فإن البرمجة الفنية و التنوع في الأذواق ، بين الأمازيغي و الشعبي و الأغنية الشبابية جعل تزنيت وجهة عشاق الفن من داخل و خارج المغرب .
و كعادته و بحنجرته الذهبية ، أثبت عبد الله الفوا قائد مجموعة اودادن ، ان الفن الأمازيغي لا يعلو عليه ، حيث رددت حناجير المتفرجين الذين غصت بهم ساحة العروض ، “ضيف الله ” و تمايلت اجسادهم باحساس متناغم ،وبدون شعور ، متفاعلين مع نغمات البانجو و كلمات نابعة من عمق الارتباط بالأرض و الهوية ،
من مختلف الأعمار نساء و رجال و اطفال ،الكل اسلم نفسه لموسيقى تخاطب الروح قبل الاذان ،و تسحر كل متلقى سواء فهم المعنى او استسلم “للحال لي ما يشاور ” كما يطلق عليه بالعامية المغربية .
جمهور ذواق ذو اذن فنية ، اجتمع بالالاف و تفرق بنظام و انتظام ، يضرب في العمق دعاة المقاطعة و العدميين الذين يغيضهم كل تجمع فني .
مهرجان تيميزار استطاع في دورته 12 ان يثبت دور الفن في خدمة التنمية ، و كسر هدوء تزنيت ، بفضل رؤية المنظمين الثاقبة ، لمشروع اقتصادي ، اخرج الفضة من خلف اسوار الصياغين ، الى خلق ثورة اقتصادية قادمة ، حيث ينتظر ان يخرج مشروع ” منظومة الفضة ” الوجود ،الذي سيمكن من توفير آليات جديدة تساهم في ان تصبح تزنيت مدينة تنافس مثيلاتها من دول العالم المتخصصة في الصياغة ، لمضاعفة الانتاج و توفير منتوج موجه نحو الاسواق الوطنية و الدولية و بجودة كبيرة .
و حسب متابعين للشأن الاقتصادي و الفني ، فإن سبب التألق هو كون القيمين على الجمعية من اهل الاختصاص ، و ابناء صناع تقليديين ، شباب بغيرة على الاقليم ، و يحضون بدعم من كافة المسؤولين المنتخبين و المؤسسات ، لخلق اقلاع فني و اقتصادي يليق و القيمة التاريخية لعاصمة الفضة تزنيت ، الغنية بالتنوع الثقافي و الفني ، و كذا الأنشطة ذات الطابع الاقتصادي التضامني ، الذي ساهمت فيه المرأة إلى جانب الرجل عبر الزمن .