تيفلت تستضيف حسن أوريد وتتقاسم معه هم الثقافة بالمغرب

نشر في: آخر تحديث:

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي/ عبد الحليم السعيدي/ رشيد غيتان

نظمت جمعية ربيع تيفلت للإبداع والتنمية مساء السبت 5 يناير بدار الشباب 9 يوليوز لقاء من نوع خاص مع المفكر والأديب حسن أوريد في موضوع” في الحاجة الى ثورة ثقافية بالمغرب”، بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي الوطني.

استهل محمد شيكي الشاعر والروائي المغربي الأمسية الفكرية بمجموعة من الأسئلة، تنقب في جب الثقافة والفكر، وتبحث عن مأوى لهم المفكر المغربي، الذي حسب سياق كلامه راح يبحث في التاريخ عن إبداع يمكن أن يغنيه أن المتاهة الخطيرة التي سلكها بعض المفكرين بالمغرب.

حسن أوريد المعروف بعمق تفكيره وتأنيه قبل التفاعل مع الآخر، انطلق من واقع الثقافة بالمغرب، وقدم مجموعة من الأسئلة التي بقيت معلقة الى إشعار آخر،واعتبر أن الاكراه الوحيد الذي يعيق تبلور الفكر هو الخمول الذي قد يصيب مجموعة من المبدعين في ظل واقع يكرس استغلال واستهلاك المستهلك.

مضيفا ،ن تطور المجتمع لن يحدث دون تطوير المنظومة التربوية، بترسيخ قيم الحرية والاستقلالية عوض التركيز على الطاعة والخنوع والخضوع.

وانتقد الكاتب غياب النخب التي ينبغي أن تضطلع بدور النموذج والقدوة، معتبرا أن تحديث المجتمع لن يتحقق بنخب غير جدية لا تدرك عمق وتعقد العملية التربوية وتختزل الإصلاح في مسائل تقنية ومادية.

وقال صاحب مؤلفيْ “مرايا الغرب المنكسرة، الإسلام السياسي في الميزان” إن الشعوب ترفع شعارات تنادي بالحرية والعدالة والكرامة لكن المثقفين مطالبون من جهتهم بدراسة معنى الحرية والتفكير في الميكانيزمات التي تفضي للعدالة وتحديد مفهوم الكرامة.

هذا التغيير أو الثورة لن تتحقق -وفق ما يرى- إلا بالارتقاء بالمنظومة التربوية، ولن يتأتى ذلك في غياب شيء اسمه الدولة وفي تفشي الثقافة المخزنية التي تجعل المواطنين يقبلون وضعهم كرعايا، ويفضلون الامتيازات عوض الجهد، والاحتيال عوض المثابرة، والتمسح بالأشخاص عوض الائتمار بقواعد أو التحلي بالكفاءة، والخضوع والخنوع عوض الكرامة وعزة النفس.

ونحا أوريد باللائمة على النخبة أو الصفوة، معتبرا إياها مسؤولة عن الاستبداد بسبب شعورها السلبي حياله، فهي تصبح متواطئة معه إن استمرت في ممالأته وخدمة المستبد وتبرير ذلك بخدمة الوطن والصالح العام.

والاستبداد ليس شخصا -يؤكد أوريد- وإنما منظومة تستند إلى شبكة من ذوي المصالح، يتصرفون كمستبدين صغار في دائرة اختصاصهم، ويشيعون شعور الخوف والترهيب في الأوساط العليا ويعتمدون الشعبوية في تعاملهم مع الشعب.

وليس الاستبداد وحده ما يعوق تفتق الحرية، بل إن عوائق ثقافية أخرى يفصلها المؤلف في كتابه قد تصد عن ذلك منها الفهم السلبي للدين والتقاليد المستشرية التي تأبى التجديد.

واستند في حديثه، على نماذج محددة، جعلت من الفكر المغربي وجبة دسمة لبعض الأفكار التي تدعو الى التخلص من المستورد والرجوع الى الأصل، على اعتبار أنه الطبيعة التي لا يمكن العبث معها، هذا مع دعوته الى اعتناق الفكر الحديث والبحث في التاريخ بشكل يجعل من الثقافة المغربية نموذج يمكن تنزيله وحتى تحيينه أنا شأنا.

وتوجهت مجمل المداخلات حول المعيقات التي حالت دون تطور الفكر والثقافة المغربية، معتمدة على المدرسة كنموذج للتراجع والخنوع،فيما اعتبرت أخرى أن السلطة تقف دائما في وجه تطوير الفعل الثقافي، لأنها تعتبره محفزا على المطالبة بالحقوق والمكتسبات.

  

مريد تفاعلا مع كل المداخلات، التي اعتبرها ايجابية،تساءل هو الآخر”  كيف نحقق ثورة ثقافية ساحتها المنظومة التربوية وكيف نبلغ ما نبتغي منها؟ 

مجيبا في الختام  أن  المجتمع في حاجة الى  إنسان جديد يقطع مع إنسان الالتقاطية الذي يكتفي بنقل ما حمل أو إنسان هجين يحمل تقنيات الإنسان الحديث لكن ذهنه مطبوع بثقل التقاليد.

وختم هذا اللقاء بتوقيع لكتابه موضوع اللقاء” في الحاجة الى ثورة ثقافية بالمغرب”، وصور تذكارية أكيد ستبقى شاهدة على هذا العرس الثقافي ،الذي ترك مجموعة من الأسئلة عالقة، الجواب عنها مسؤولية الأجيال القادمة.

 

اقرأ أيضاً: