بقلم محمد أشكور
عرفت قاعة المحاضرات بمكتبة ابي الحسن الشاذلي بمرتيل؛ مساء يوم الجمعة 23 مارس 2018؛ تنظيم ندوة النموذج التنموي المغربي وأثره على حياة المواطن عمالة المضيق الفنيدق نموذجا وذلك من تنظيم جمعية الحياة الثقافية والإجتماعية والتنموية والبيئية ،أشرف على تأطير الندوة كل من الأستاذ الجامعي بكلية العلوم القانونية والإجتماعية والإقتصادية الذكتور حميد ابولاس ، ومدير غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بتطوان الأستاذ ناصر الفقيه اللنجري والأستاذ الجامعي بكلية العلوم بتطوان الأستاذ جواد الديوري.
هذفت جمعية الحياة من خلال تنظيم هذا النشاط إلى تقديم مقترحات وحلول للخروج من مشكل فشل النموذج التنموي الذي أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ، فيما تطرق في بداية الندوة الأستاذ ناصر الفقيه اللنجري إلى بعض الأطراف التي تحاول فرملة العملية التنموية بالمغرب ، وقدم نموذج بلد رواندا التي لا تتوفر على ثروة مالية مثل البترول مثلا ولكنها تتوفر على إرادة جماعية ، ثم بعد ذلك أعطى ست منطلقات للخروج من فشل النموذج التنموي المغربي عن طريق تنمية القرية وتنظيم القطاع الغير المهيكل ،بالإضافة لخلق الثروة ودعم القطاع الخاص لتخفيض نسبة البطالة ، أكد الأستاد اللنجري أيضا على ضرورة إعطاء الأولوية لقطاع التربية والتكوين وتشجيع المدرسة العمومية ، معرجا على ضرورة تفعيل الإدارة المغربية وقلب معادلة التدبير من 20% من الموظفين إلى 80% ، ركز كذلك الأستاد اللنجري على الرقمنة والإستدامة والحكامة والعدالة والديموقراطية التشاركية.
من جهة اخرى ركزت مداخلة الأستاذ جواد الديوري على المشكل الحقيقي الذي تسبب في إفشال النموذج التنموي هو غياب إرادة حكومية حقيقية لخلق إقلاع تنموي حقيقي ، ووصف كذلك الأستاذ الديوري أغلب المكونات السياسية والجمعيات المدنية بالشلل والعقم في انتاج البرامج التنموية واتخاد القرارات الإستثمارية بالنسبة للمنتخبين ، خاتما مداخلته بأن الدولة تسلب المواطن حقوقه وخصوصا في قضية نزع الملكية بعذر المصلحة العامة في الواقع نجد مشاريع خاصة تزيد من تفقير الفقير وترفع من ثروة الأغنياء ، وكتوصية دعا الديوري إلى ضرورة التقدم في الجهوية ومنح الجهات سلطة القرار.
كما تطرق الدكتورحميد ابولاس في مداخلته لتعريف النموذج التنموي المغربي وإعتبر ان المغرب لم يعرف نموذج تنموي ولكن كانت هناك فقط سياسات قطاعية متخبطة بين علاقة المركز بالتراب ، وأعزى سبب فشل هذه السياسات القطاعية إلى غياب الإنسجام والرؤية ما بين مختلف المصالح ، غياب التقييم والمحاسبة .
كذلك قدم الدكتور أبولاس نقط القوة داخل إقليم عمالة المضيق الفنيدق كالواجهة المتوسطية والقطاع التجاري النشيط ، قطاع الصيد البحري المتقدم والمناخ المعتدل والأمطار المتوفرة . ونقط الضعف فلاحة معيشية منعدمة وضعف الإنتاجية الإستغلال العشوائي للشواطئ وهشاشة البنية التحتية وغياب تحفيظ العقار وتحديد الفرص في الإنفتاح على البحر والإستثمار في القطاع التجاري والتهديدات والمخاطر في هجرة الشباب وفراغ القرى وارتفاع العقار.