محمد بنعبد الله : صوت العدالة
لقد وصفت جريدة صوت العدالة بالموضوعية و بمصداقية ما تنشره من حقائق تابثة تساهم في تشكيل رؤية صائبة إزاء وقائع معينة .
لقد اتصل بجريدتنا احد المتقاعدين من سلك الشرطة يروي شيء من ماض حافل بالتضحيات و المحن . زهاء 23 سنة من الخدمة بالأقاليم الصحراوية المسترجعة منذ سنة 1976 قائلا : أننا إذا عدنا بعقولنا للخلف فإننا سنشاهد كثيرا من الصور السلبية و المواقف المؤلمة التي ألمت بنا نتيجة ترسيخ مفاهيم و قواعد خاطئة في حياتنا المهنية . ذلك أن في الأيام القليلة الماضية تم ظهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي رئيس تنسيقية أسرى الوحدة الترابية . الذي أعادني إلى الوراء و هو يحكي في بعض حلقاته عن ماض يستحق مني ان يحكى . يشخص حال ضحاياه رجال مخلصين أعطوا الدروس و العبر في التضحية في سبيل استقلال هذا الجزء من الوطن . و حتى ينعم أهله بالأمن و بخيرات الاقاليم الصحراوية المسترجعة بعدما كانت طرقها الشائكة حقلا للألغام و قد كانت فرصة لي لأعبر من خلالها عن ما أكنه من احترام و تقدير لهم على ما بدلوه من تضحيات فداء لهذا الوطن .
لكن ما اثأر حفيظتي كون رئيس التنسيقية أفاد أن الأسرى الذين كانوا بسجون المرتزقة هم من القوات المسلحة الملكية و القوات المساعدة و الدرك الملكي و المذنيين . و نسى أو تناسى رجلي امن اللذين كانا ضمن هذه القوات بسجون الذل و العار .
و لتصحيح المعلومات فأنا لا أتذكر الماضي لجماله و لكن لتعم الفائدة و ليعلم من لا علم له بها أن أسرة الأمن الوطني قد أعطت نصيبها من الضحايا شهداء و أسرى و جرحى في سبيل استتباب الأمن و النظام العامين بهذه المناطق كالشهيد المسمى قيد حياته حليلو الميلودي استشهد داخل ثكنة الأمن بالعيون بنيران العدو إبان السبعينات من القرن الماضي إلى جانبه شهداء آخرون و هم يزاولون مهامهم التنظيمية لتفكيك مخيم اكديمزيك .
أما الأسيرين اللذين كانا بسجون الذل و العار أولهما شرطي ينتمي لقبيلة الرقيبات و ثانيهما الشرطي الذي تم أسره سنة 1979 بمدينة طانطان أثناء توليه مهام المراقبة بالسد من طرف شرذمة المرتزقة . و قد عشت في غضون 23 سنة حالات لا يمكن وصفها بحيث أن عدوانية العدو التي هي على شكل عصابات لم تتوقف وقتها لتؤذي سنة 1998 مجموعة من الشرطيين من بينهم المتحدث و قد تم إحراقنا داخل سيارة المصلحة أثناء مزاولتنا لمهامنا التنظيمية بواسطة قنينات حرقة فتم ايدائنا جميعا حيت صنفت الحروق في الدرجة الثالثة و لازالت لحد الان أعاني من تفاقم أضرارها بعد تقاعدي . و لم يتم إنصافي مطلقا خلاف لما استفاد به رفقائي على الرغم من الشكايات العديدة في هذا الصدد . و من بين التضحيات كذالك ما وقع للشرطي (ع.ا) ( بمراكش حاليا ) الذي تم اتهامه عنوة بجريمة قتل أحد الخارجين عن القانون لما كان بمعية رفاقه يقومون بأعمال تخريبية مدججين بالأسلحة البيضاء غايتهم في ذلك الانتقام منه نظرا لما كان يتسم به من حزم و شجاعة في مواجهة المصاعب كلما طلب منه ذلك لكن في الأخير ظهر الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوق .
و تقديرا بحجم التضحيات الجسان التي تم سرد جزيئا منها . فان إستراتيجية العدو الذي كان تنهج نهج العصابات و المباغتة اصبحت لم تجد طريقها إلى ما كانت تطمح إليه بفضل حنكة و يقظة المسؤولين الأمنيين الذين اعتبرهم مدرسة لكل مجالات الشرطة وقد خلفوا الأثر الطيب في نفوس ساكنة مدينة العيون و رسموا خطة عمل استباقية و ناجحة من بينهم رجل اقول فيه كلمة حق لانه يستحق الا وهو والي الأمن حميد البحري . و والي الأمن الدخيسي و كذا والي الامن الحالي ابو الدهب .