صوت العدالة : محمد زريوح
كشفت الصحفية والباحثة الهولندية رينا نيتجيس في تقرير ميداني من سوريا أن مئات من عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية شاركوا في النزاع السوري ضمن شبكة مقاتلين جندها نظام الأسد وحلفاؤه. وأوضح التقرير أن هؤلاء العناصر لم يشاركوا فقط في القتال، بل تلقوا تدريبات متقدمة على القتال التكتيكي واستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما يعكس خطورة انتشار خبراتهم في مناطق أخرى.
وأشار التقرير إلى أن بعض هؤلاء المقاتلين فرّوا إلى لبنان بعد انهيار النظام السوري في مناطق عديدة، بينما لا يزال العشرات منهم محتجزين لدى قوات الأمن في إدلب، في انتظار التحقيقات حول نشاطاتهم ودورهم في النزاعات المسلحة.
وحسب نيتجيس، فقد أكدت تقارير سابقة، بما فيها مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، أن مئات المقاتلين من البوليساريو تلقوا تدريبات عسكرية متقدمة في إيران، وهو ما يعكس وجود شبكة علاقات بين عناصر الجبهة الانفصالية وقوى إقليمية تسعى لتصدير النزاعات المسلحة خارج حدودها.

ويعتبر خبراء الأمن الإقليميون أن مشاركة هذه العناصر في النزاعات السورية، سواء في صفوف النظام أو في مناطق أخرى، يمثل تهديدًا للأمن في شمال إفريقيا، حيث يمكن أن تنتقل خبراتهم القتالية وأسلحتهم إلى مناطق نزاع أخرى، بما في ذلك الصحراء والدول المجاورة.
وتوضح المصادر أن جبهة البوليساريو، التي تصنفها بعض الدول كجماعة إرهابية، استغلت النزاعات الإقليمية لتوسيع نفوذها وبناء قدرات قتالية غير محدودة، ما يزيد من تعقيد الملف الأمني في المنطقة، ويطرح تساؤلات حول طبيعة الدعم الذي تتلقاه من أطراف إقليمية ودولية.
ويؤكد المحللون أن هذا الكشف يفتح ملفًا جديدًا حول الدور غير المباشر للجبهة الانفصالية خارج حدود الصحراء المغربية، ويشير إلى ضرورة مراقبة تحركات عناصرها ومدى ارتباطهم بالشبكات المسلحة الدولية، لما لذلك من تأثيرات على الاستقرار الإقليمي والأمني.

