صوت العدالة : عبد القادر خولاني
نظرا للأدوار التي تضطلع بها غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة في تمثيل المنتسبين إليها وخاصة المهنيين السياحيين، وتأطيرهم في جميع المجالات والدفاع عنهم لتحقيق استمراريتهم التي تعود بالنفع على التنمية المحلية والشاملة لبلادنا ، و مساهمة من الغرفة بمعية شركائها / وزارة السياحة ، جماعة تطوان ، و المجلس الجهوي للسياحة و المجلس الإقليم للسياحة بتطوان ، في القضايا المرتبطة بقطاع السياحة بالجهة، قامت بتنظيم المناظرة الجهوية حول السياحة بالجهة، تحت شعار “من أجل إقلاع سياحي قوي، منتظم، ذكي، ومستدام” ، أيام 4 ، 5 ، 6 و7 دجنبر 2024 بمدينة تطوان، لتكون المناظرة فضاء يجمع كل المتدخلين في المجال السياحي من قطاع عام و قطاع خاص ومجتمع مدني وخبراء و رجال الإعلام و الصحافة ، يطرحون فيه واقع السياحة بالجهة و افاق تطويرها ، و مركزين على الخروج بتوصيات عملية تكون لها أثارا فعالا في تنمية السياحة و دعم الفاعلين فيها ، على أساس طرح للنقاش أربع محاور انطلاقا من الأهداف المسطرة و المتفق عليها .
وقد أعطى انطلاق مراسيم الجلسة الإفتتاحية السيد يونس التازي ولي الجهة صباح يوم الأربعاء 4 دجنبر 2024 بمقر عمالة تطوان ، و بحضور ممثل وزارة السياحة المدير العام للشركة الهندسية المغربية للسياحة ، إلى جانب رئيس غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات ، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة ، رئيسة المجلس الجهوي للسياحة ، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة ، و رئيس مجلس جماعة تطوان ، علما أن هذه المناظرة كانت قدسبقتها لقاءات تواصلية تحضيرية على مستوى عمالات وأقاليم الجهة، وهي عصارة لما تم تداوله خلال اللقاءات التحضيرية، حيث تم إعداد وبلورة جميع التوصيات التي تم التوصل إليها خلال التحضيرات الاستباقية.
وقد استهل اللقاء بكلمة ترحيبية لولي جهة طنجة تطوان الحسيمة، مذكرا في كلمته بالتطور الذي عرفه القطاع بفضل العناية المولوية للملك محمد السادس نصره الله، والذي يحدثه التطور على مستوى البنية التحتية وتطور مؤشرات الاستثمار في القطاع السياحة وتحسن جودة الخدمات على مستوى القطاع بالجهة، مشيدا بالجهود المبذولة للحد من إشكالية الموسمية التي يعاني منها قطاع السياحة على مستوى الجهة، ومؤكدا على ضرورة تظافر جهود كل الفاعلين في مواجهة الرهانات والتحديات الكبيرة التي تواجهها المملكة، كما نوه ولي الجهة، بالنتائج الإيجابية للبرامج المسطرة والتي تروم بالأساس تحديث الاقتصاد الوطني، ورفع الإنتاجية، وتحسين التنافسية، ودعم حجم الاستثمارات، وإقامة أقطاب جهوية للتنمية المندمجة،و مشيدا بازدهار السياحة الداخلية.
وأوضح المدير العام للشركة المغربية للسياحة، ممثل وزارة السياحة على أهمية ، قطاع السياحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة ،باعتبارها واجهة للسياحة الوطنية و الدولية، مشيرا ممثل الوزارة إلى خارطة الطريق التي تبنتها الوزارة، التي يمكن من خلالها استقطاب أكثر عدد ممكن من السياح ، مؤكدا في الآن نفسه على أهمية المشاركة في دعم القطاع، عارضا مختلف البرامج الكبرى، و معبرا عن ارتياحه على مستقبل الجهة، في افق التحديات الوطنية ، و أنه من المرتقب أن ترتفع مداخيل السياحة، التي تعد ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، حيث انتقل المغرب من مليون و 15 الف مقعد إلى مليون و 47 ألف مقعد في سنة 2024، كما اطلقت خطوط جوية جديدة تربط بين مجموعة من مدن الجهة مع محطات دولية، و بالنسبة للربط الداخلي هناك خطوط تربط بين طنجة ومدن مغربية كورززات و أكادير و مراكش و الصويرة..
كما قدم الخطوط العريضة لاستراتيجية تنمية القطاع السياحي، لضمان استمرارية وتعزيز إنجازات، وتحديد أهداف جديدة مع التركيز على محورين أساسيين بالنسبة للعشرية المقبلة يتمثلان في تدعيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي أبانت عن نجاعتها، مع إدراج مفهوم جديد يكمن في التنمية الجهوية المستدامة.
وأشار إلى أن المغرب أضحى من الفاعلين الأكثر نشاطا في القطاع السياحي ، حيث يعد اليوم من بين الوجهات السياحية في العالم، وأبرز أن القطاع السياحي يعد أول قطاع مساهم على الصعيد الوطني في ميزان الأداءات، وثاني مساهم في الناتج الداخلي الخام، وثاني أكبر مشغل لليد العاملة، بفضل خريطة الطريق 2021/2026 ، التي تهدف إلى تعزيز موقع المغرب كوجهة دولية، فضلا عن جعل إنعاش السياحة الداخلية والسياحة العائلية، من بين أولوياتها.
وقال إن وزارة السياحة تبذل مجهودات كبيرة من أجل تطوير العرض في مجال التنشيط الثقافي والترفيهي من مستوى دولي، بما يعزز جاذبية الوجهات السياحية الوطنية وتحقيق الوصول إلى استقبال 17مليون سائح سنويا ، كما سيتم إنجاز مشاريع كبرى مهيكلة مدعومة من طرف الدولة والجهات والقطاع الخاص.
وفي كلمة رئيس غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات ، أكد أن المناظرة سعت من خلالها الجهات المنظمة لدعوة جميع الفاعلين والمعنيين بقطاع السياحة على مستويين الوطني والجهوي والمحلي وإشراكهم في أشغالها سواء خلال مرحلة انعقادها ابتدأ من يوم 4 إلى 7 دجنبر 2024 أو خلال مرحلة التحضير لها، وهنا لابد من التذكير، انه في مرحلة إعداد لهذه المناظرة عقدت سبع لقاءات تحضيرية استباقية على مستوى عمالات والأقاليم بالجهة، انطلاقا من تطوان مرورا بعمالة المضيق الفنيدق، ثم وزان، العرائش، الحسيمة، أصيلة والفحص أنجرة في لقاءات مشتركة وصولا إلى إقليم شفشاون.
هذه اللقاءات التنظيمية الذي راكب أشغالها أزيد من 1050 مشاركا من مختلف التمثيليات الإدارية والمهنية والمدنية، توجت باستصدار 185 توصية همت مختلف الجوانب المرتبطة شكلا ومضمونا بالمناظرة، لتشكل أرضية عمل اللجنة التنظيمية للمناظرة خلال مرحلة تسطير محاور وبرنامج هذا اللقاء الجهوي السياحي، باعتبار أن القطاع أصبح أكثر حيوي على مستوى الجهة و المغرب ، حيث يشغل يدا عاملة كبيرة ويساهم وطنيا في حصة كبيرة في النسيج الداخلي الإجمالي، غير أن أهميته في الحقيقة بكونه قطاع أفقي له ارتباط وتأثير مباشر على القطاعات الأخرى، فتطور السياحة في مجال ترابي معين، يعني حتما تطور القطاعات الأخرى المرتبطة بها “التجارة، الصناعة والحرف، النقل، …”.
وفي كلمة رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة ، أكد أنه أصبح من الضروري توفير المناخ الأنسب والإمكانيات والإجراءات الكفيلة لرفع وثيرة النمو الاقتصادي والاستثمار للتخفيف من التقلبات الاقتصادية التي مر بها العالم التي كان لها أثر مباشر عن انهيار القطاع السياحي…
و تحدت رئيس جماعة تطوان ،عن المؤهلات السياحية بالجهة بفعل موقعها الجغرافي،مشيرا إلى توفر الشرط الدفع بالقطاع السياحي على مستوى الجهة ، و مشيرا إلى انفتاح مجلس الجماعة على كل المبادرات التي من شأنها أن ترتقي بالقطاع السياحي ولها ارتباط بالجماعة.
وعبرت رئيسة المجلس الجهوي للسياحة في كلمتها عن أملها بأن تصبح هذه المناظرة موعدا سنويا على مستوى الجهة للوصول إلى الهدف الواضح، من أجل تطوير القطاع، مشيرة إلى اقتناع مؤسسة مجلسها بضرورة التعاون مع مختلف الجهات المتدخلة في القطاع للوصل إلى تحقيق الغايات معتبرة أن هذا هو الهدف الأساسي من هذه المناظرة، معتبرة بأن مستقبل السياحة في الجهة يعتمد على رؤية جماعية و هذه الرؤية التي تدافع عنها عبر الكونفدرالية للسياحة مع مختلف الجهات الحكومية الفاعلة في القطاع بهدف منح المكانة التي تستحقها ،و تعد هذه المناسبة فرصة تمينة لتوحيد الجهود و التحدث بصوت واحد لرصد أولويات مطالبنا و المطلبة بالوسائل اللازمة لتحقيقها، معتبرة بأن الإزداهر الذي يعرفه قطاع السياحة يشكل فرصة فريدة لتتبيت مكانت وجهتنا للسياحة في مساره الإقتصادي.
واستعرض منصف الطوب رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بتطوان، السياق العام الذي جاء فيه تنظيم هذه المناظرة ومشيرا إلى أهداف خريطة الطريق، مذكرا على أنه في في شهر أكتوبر 2024 وصل المغرب إلى استقبال 14مليون و 100ألف سائح، الذين دخلوا المغرب، و هذا يذل على ان خريطة الطرق تمت بنجاح بفعل المؤهلات الطبيعية و التقافية و الحضارية التي يزخر بها المغرب ،و خاصة المدن العثيقة و من بينهم إقليم تطوان ،الذي حضي بعناية كبيرة، و هذه المناظرة جاءت لتنزيل المشاريع، مؤكدا على ضرورة العمل المشترك والجاد للحد من الموسمية التي يعاني منها القطاع على مستوى الجهة، معتبرا بأن هذه المناظرة هي الخطوة الأولى من سلسلة الخطوات المبذولة لتقوية القطاع السياحي بالجهة أو ما اعتبره بالصناعة السياحية ، وأن المخطط الإقليمي للسياحة بتطوان سيكون حاضرا خلال برنامج جلسات المناظرة من خلال مداخلة حول موضوع “سبل تطوير التسويق السياحي بالجهة”.
كما تم عرض شريط فيديو يبرز حصيلة الانجازات التي تم تحقيقها على مستوى القطاع السياحي، حيث أبرز المنظمون في هذا الشريط أن السياحة بالجهة حققت قفزة مهمة خلال السنوات الأخيرة وذلك بفضل الاستراتيجية التنموية الطموحة التي انطلقت سنة 2021، تحت الرئاسة الفعلية للملك محمد السادس نصره الله .
لتنطلق الجلسات بعد زوال يوم الأربعاء 4 دحنبر 2024, بجلسة عامة أولى، همت مداخلات القطاعات الوصية والتمثيليات القطاع الخاص وبعض الخبراء ، من خلال طرح محاور تتمثل في: محور التشخيص الحالي للسياحة لجهة طنجة تطوان الحسيمة ، همت مداخلة كل من المديرية الجهوية للسياحة حول موضوع “تطور المؤسسات السياحية بالجهة “، و مدخلة الشركة المغربية للهندسة السياحية حول موضوع “الخطة الوطنية للسياحة و برامج جهة طنجة تطوان الحسينة ” ، ومداخلة الوكالة الوطنية فإنعاش التشغيل و الكفاءات ” حول موضع المؤسسات السياحية و إشكالية التشغيل بالجهة ” ، ومداخلة المجلس الجهوي للسياحة بالجهة حول موضوع ” واقع التسويق السياحي بالجهة ” ،و مداخلة رئيس جمعية التنمية و المحافظة على التراث حول موضوع “واقع السياحة القروية بالجهة” ، ومداخلة رئيس مجموعات الجماعات “بوهاشم” ، حول موضوع ” السياحة القروية من خلال تجربة بوهاشم “، و مداخلة غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات بالجهة ، حول موضوع ” واقع السياحة بالجهة على ضوء مخرجات اللقاءات التحضيرية “.
و في الجلسة العامة الثانية، تم طرح محور ” استراتيجية تطور قطاع السياحة بالجهة ” ، عبر مداخلة مجلس الجهة حول موضوع ” مستقبل السياحة بالجهة على ضوء المخطط الجهوي لإعداد التراب و برنامج التنمية الجهوية ” ، و مداخلة المركز الجهوي للاستثمار للجهة حول موضوع “أفاق تطور الاستثمار السياحي بالجهة ” ، و مداخلة وكالة إنعاش و تنمية الشمال حول موضوع ” تطور السياحة بالجهة من خلال برامج و مشاريع الوكالة”، مداخلة المجلس الإقليمي للسياحة بتطوان حول موضوع ” سبل تطور التسويق السياحي بالجهة”، و مداخلة جمعية الرحالة لهواة المشي في موضوع ” السياحة البيئية و المستدامة و رهانات التطور بالجهة – السياحة الجبلية نموذجا”، و مداخلة غرفة التجارة و الصناعة والخدمات للجهة في موضوع “أفاق تطور السياحة بالجهة على ضوء مخرجات اللقاءات التحضيرية لمناظرة “.
كما تظمن برنامج المناظرة عقب الجلستين عامتين ،الأولى و الثانية
مذاخلات عدد من ممثلي المصالح الإدارية و المهنيةالمرتبطة بالقطاع السياحي ،بالإضافة إلى مداخلات بعض الخبراء و الأساتذة الجامعيين، تخللهما مناقشة عامة ،و اختتمت هذه المناظرة بشكلها الموضوعاتي ، بعد زوال يوم خميس 5 دجنبر الحالي بتلاوة توصيات المناظرة.
كما ستتواصل أشغال المناظرة في شق أنشطتها الموازية يومي 6 و 7 دحنبر الجاري، وهذه الأنشطة تظم زيارات سياحية ،برنامج تكويني لفائدة مهني السياحة في فضاء المعرض الذي سيتواصل العرض به طيلة الايام الأربعة للمناظرة.
بالفعل تمكن القطاع السياحي بجهة طنجة تطوان الحسيمة، من تحقيق نتائج جيدة بفضل مختلف الأوراش المهيكلة المفتوحة، فضلا عن وضع استراتيجية واضحة للسياحة القروية والسياحات ذات الطابع المحلي، فضلا عن تطوير النقل الجوي، واعتماد سياسة مدعومة للترويج والإنعاش السياحي، والتكوين المستمر وإعادة التنظيم المؤسساتي.