بقلم: محمد البشيري
صوت العدالة :
في الوقت الذي انتظرت فيه الاسر المغربية حلولا توافقية بينها وبين مؤسسات التعليم الخاص، لترميم الهوة وتجاوز العثرات التي فرضتها الظرفية الراهنة اكراها لا اختيارا، لازالت بعض مؤسسات التعليم الخاص تواصل تصعيدها ضد مقترحات اباء واولياء التلاميذ الرامية لتجاوز الازمة الراهنة، والتي ترتب عنها توقف الدراسة داخل الاقسام الدراسية، مع استمرارها افتراضيا باعتماد التعليم عن بعد باستعمال وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي خضم هذه التطورات ذات الصلة بالمنظومة التعليمية، ومواكبة من جريدة ” صوت العدالة ” لمستجدات الملف المتعلق بإحدى المؤسسات التعليمية بالرباط، أوضحت مصادر مطلعة للجريدة أن آباء واولياء التلاميذ بالمؤسسة المذكورة وبتنسيق مع كافة الفاعلين، عملوا على محاولة خلق مناخ للتواصل مع ادارة المؤسسة بشكل رسمي، عبر ثلاث مراسلات تحمل مقترحات عملية للتداول، لتعزز في اخر المطاف بمراسلة رابعة مسلمة من طرف عون قضائي،و تتوفر الجريدة على نسخة منها، موجهة بشكل مباشر للسيد مدير المؤسسة، طالبوا من خلالها بإيجاد تسوية توافقية بين الطرفين، عبر مقترحات قابلة للتفعيل والأجرأة، وتقضي بتخفيض واجبات التمدرس الخاصة بكل من شهر مارس،ابريل وماي مع الاعفاءالكلي للآباء من اداء واجبات شهر يونيو، علما انه وحسب اعترافات المؤسسة ،فإنه لم يتم تفعيل التعليم عن بعد عبر تقنية زوم بالنسبة للابتدائي إلا بعد 12 من ماي الجاري ، وهو ما يؤكد أن التلاميذ لم يستفيدو من حصص دراسية بالمؤسسة كما هو متفق عليه في العقد من جهة، ولم يتابعوا الدراسة عن بعد بشكل مسترسل منذ البداية.
وأشار ذات المصدر أنه وفي ظل الغياب غير المبرر لجمعية آباء واولياء التلاميذ بالمؤسسة، والذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول النوايا الحقيقية من وراء هذا الاقصاء الممنهج ،باعتبارها ركيزة أساسية وفاعلا لا يستهان به في المنظومة التربوية من خلال مد جسور التواصل بين جميع مكونات المنظومة التعليمية، بدء بالتلميذ ومرورا بالاطر التعليمية كل المهتمين بالحقل والفاعلين والغيورين على القطاع التربوي، وكذا لدورها المؤثر في الاسهام والاشراك في تدبير الشأن التعليمي بالمؤسسة، فقد برهن آباء واولياء التلاميذ عن حسن النية، عبر مد جسر تواصل بناء يرمي الى ايجاد حل مرضي، وايجاد مخرج يضمن حقوق الطرفين.
ويؤكد ذات المصدر، ان المراسلة الموجهة للسيد المدير، بتاريخ 05/06/2020 و التي تتوفر الجريدة على نسخة منها جاءت على خلفية تجاهل وعدم استجابة الادارة لمجموعة من المراسلات السالفة، والتي اكد من خلالها آباء وأولياء التلاميذ حسن النية، مع استعدادهم الفعلي للانخراط وبشكل مشترك في أي مبادرة من شأنها تقليص الهوة، وانهاء اي خلاف محتمل في الرؤى بين الاطراف، باعتبارها شريكا في العملية التربوية. كما عبر الأباء من جهتهم عن كونهم قوة اقتراحية كفيلة بتقديم ما يمكن اعتماده لانهاء الخلاف، حيث يرى الاباء من جهتهم ولعدة اعتبارات معقولة أنه من الضروري تخفيض واجبات التمدرس التي كان الأب يؤديها سنويا بشكل منتظم، ونظرا للظرفية الراهنة، والتي بموجبها تم توقيف الدراسة الفعلية داخل الفصول، فإنه صار من المعقول والاقرب للصواب تخفيض واجبات الاداء لاشهر مارس ابريل وماي، مع الاعفاء الكلي من الواجبات لشهر يونيو، خاصة وان التلاميذ لم يستفيدوا من حصص داخل الفصول الدراسية على حد تعبيرهم، وهو الامر الذي تعاقدت بشأنه الاسر مع المؤسسة التعليمية، والمتضمن في مذكرات ونصوص تنظيمية، وفق إطار قانوني شامل يحدد النظام العام ويؤطر مجال تدخلها وآليات اشتغالها.
هذا ويضيف المصدر أن المؤسسة الخاصة المذكورة تعاملت بمنطق ازدواجية المعايير، في اشارة واضحة الى تكريس منطق “باك صاحبي”، وهو الاسلوب ذاته الذي رفضته فئات عريضة من الاباء واعتبرته تمييزا مرفوضا، وتفييئا غير مقبول من مؤسسة تعليمية كان الاولى أن تقدم النموذج في نبذها لمثل هذه السلوكات. إذ ثم التعامل والانفراد بحالات مع اعفائها من الاداء الكلي أو الجزئي، وبالتالي تصنيفها ضمن خانة الاستثناء، مما يطرح اكثر من علامة استفهام حول المعايير المعتمدة.
وعلى هذا الأساس، يبدوا ان المؤشرات الاولية لهذا الملف تنذر بالعاصفة ، مع حالة من الشد والجدب بين مؤسسة تعليمية تراهن على تحصيل مستحقات تراها مشروعة، وبين واسر متضررة من الجائحة ترى أن ابناءها لم يستفيدوا من خدمات تعليمية، تجعلهم يؤدوا واجبات التمدرس كالمعتاد.. وهو ما يطرح علاقة جدلية حول ضرورة اعادة خلخلة القطاع، لتحديد الأدوار مع اليات الاشتغال، مع احداث قطيعة ولو جزئية مع المنظور التقليدي للمنظومة التعليمية التي ترى أن المؤسسة الخاصة مجرد فضاء لتحصيل الارباح والاغتناء أكثر منه مؤسسة للتربية والتعليم.
جدير بالذكر ان الجريدة حاولت اكثر ما مرة طيلة اول امس الجمعة و السبت الاتصال بالمؤسسة لاخد رأيها في الموضوع.. الا انه تعذر عليها ذالك
لتبقى جريدة صوت العدالة متابعة للملف لترصد أهم أحداثه وتنقلها لكم لحظة بلحظة.
ويبقى موقعنا وفي إطار الحياد الإعلامي، المشروط مفتوحا للجميع من أجل الرد، إحتراما لكل الآراء، ومحاولة لكشف الحقائق، بدون زيادة أو نقصان. [email protected]
…… يتبع……