الرئيسية رياضة بين العدالة الألمانية والملاحقة المغربية، مصير محمد بودريقة على المحك

بين العدالة الألمانية والملاحقة المغربية، مصير محمد بودريقة على المحك

IMG x pixel 47
كتبه كتب في 26 أغسطس، 2024 - 11:56 مساءً

محمد جعفر

يبدو أن موضوع محمد بودريقة، رئيس نادي الرجاء الرياضي، الذي غادر المغرب بحجة إجراء عملية جراحية على القلب ومن ثم اعتقل في ألمانيا، يشغل الرأي العام في المغرب ويتطلب تناولاً دقيقاً نظرًا لتعقيداته القانونية والدولية.

إن عدنا لتحليل القضية من بدايتها لهذه اللحظة نجد أن هناك العديد من الغموض ، بداية بأسباب الغياب وصحتها ام هناك أشياء أخرى لا يعلمها الرأى العام المغربي

بدأ الأمر بمغادرة بودريقة للمغرب تحت ذريعة إجراء عملية جراحية على القلب، وهو أمر يتطلب بلا شك عناية طبية خاصة. ومع ذلك، طال غيابه لأكثر من ستة أشهر، مما أثار الشكوك والتساؤلات حول الأسباب الحقيقية لعدم عودته، انهالت بعدها الاتهامات ،فكانت الأولى أنه رجل فر خارج البلد وانه مبحوث عنه بدعوى شيكات بدون رصيد، واخرى تؤكد تورط الرئيس في عمليات نصب وتزوير،و بينما للزال في الخارج، ظهرت في المغرب تقارير تفيد بأن بودريقة مطلوب للعدالة بتهم تتعلق بشيكات بدون رصيد والنصب والاحتيال. هذه التهم ليست بالبسيطة، وهي تحمل تبعات قانونية خطيرة

بعد فترة من الزمن تم اعتقال بودريقة في مطار هامبورغ بألمانيا حين كان يهم للقاء المدرب الألماني جوزيف زيمباور من أجل التفاوض على تدريب فريق الرجاءأسباب الإعتقال لم تعلن بشكل واضح ، هل بسبب الشيكات بدون رصيد او النصب والاحتيال، غموض يثير العديد من التساؤلات حول النظام القضائي وكيفية تعامل الدول مع القضايا القانونية بين بعضها البعض. اذ نشرت اخبار ان السلطات الألمانية ستسلم المتهم في غضون أسبوع بعد إستكمال الإجراءات، ويبدو أن السلطات الألمانية لم تسلم بودريقة للمغرب حتى الآن، مما يثير العديد من الاحتمالات

القانون الألماني والقضاء المستقل: من المحتمل أن يكون هناك تحفظ قانوني في ألمانيا بشأن تسليم بودريقة للسلطات المغربية. القوانين الأوروبية قد تكون صارمة بشأن تسليم المطلوبين، خاصة إذا كانت هناك شكوك حول نزاهة المحاكمة أو إذا كانت التهم لا تتماشى مع القوانين الألمانية

فربما عدم كفاية الأدلة او هناك شك في قوة الأدلة المقدمة من قبل السلطات المغربية. في حال لم تكن الأدلة قوية أو قاطعة بما يكفي، قد تتردد السلطات الألمانية في تسليمه، لذلك نتسائل عن الوضع القانوني لبودريقة، فمن الممكن أن يكون هناك وضع قانوني خاص لبودريقة في ألمانيا، سواء كان ذلك بسبب حصوله على إقامة مؤقتة أو وضعه كلاجئ، مما يعيق عملية تسليمه

لحد.كتابة هذه السطور ضهرت أخبار أن محمد بودريقة تسلم هاتفه الشخصي ويتواصل مع أعضاء مكتبه القديم، إذا كانت الأخبار صحيحة حول تسلم بودريقة لهاتفه النقال وقيامه بالتواصل مع أعضاء المكتب المسير للرجاء، فهذه نقطة غامضة تستحق التوقف عندها. كيف يمكن لشخص معتقل أن يحتفظ بوسيلة تواصل؟ هل هناك تسهيلات خاصة؟ أم أن النظام السجني في ألمانيا يسمح بمثل هذه الأمور؟

فيا ترى ماهو مصير بودريقة، اذ يبقى السؤال الأهم هو: هل سيتم الإفراج عنه قريبا أم أن هناك قضايا أخرى غير معلنة قد تؤثر على مصيره؟ وما هي الدوافع الحقيقية وراء عدم تسليمه حتى الان ؟

قضية محمد بودريقة تطرح العديد من التساؤلات حول مآل العدالة، وتزامنها مع القانون الدولي، والتعاملات بين الدول في مثل هذه الحالات. إن غموض الموقف وتعقيداته القانونية يفرضان علينا الانتظار للحصول على مزيد من المعلومات والحقائق لفهم الأسباب الحقيقية لعدم تسليمه حتى الآن وما إذا كان سيواجه المحاكمة في المغرب أو سيبقى قيد الاحتجاز في ألمانيا. تبقى الأمور غير واضحة، وتتطلب تحليلاً دقيقا ومتابعة مستمرة لمعرفة الاتجاه الذي ستسلكه هذه القضية خثوصا مع شح المعلومات المتوفرة من هناك.

مشاركة