ساتيفي – قديري المكي الخلافة
طالب باحث بماستر حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني بكلية الحقوق أكدال بالرباط
قال “محمد بنعليلو” مدير مؤسسة وسيط المملكة، أنه لا يمكن إغفال التواجد الدولي لمؤسسة وسيط المملكة، كمظهر آخر من مظاهر التطور الإصلاحي الهام على الصعيد الحقوقي، انطلاقا من الإرادة الملكية الواضحة لجعل هذه المؤسسة منفتحة على محيطها الدولي، ومواكبة للتوجهات الديمقراطية الحديثة، ومنخرطة في المقاربات والممارسات الحقوقية العالمية، بما تمثله من تعزيز لدور الوساطة وتثبيت ثقة المرتفقين في أدائها وتدخلاتها لدى مكونات القطاع العمومي على قاعدة الاستقلالية، وهي الإرادة المعلنة في الرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان (9 دجنبر 2001) حينما قال:
“إن (…) النهج القائم على استلهام مقاصد شريعتنا السمحة، وتقاليدنا الحضارية في إيجاد حلول مغربية لقضايا مغربية، لم يمنعنا من الانفتاح على القيم المثلى للتراث الإنساني المشترك، والإفادة مما يعرفه من مؤسسات مماثلة في النظم المعاصرة؛ ضامنين لديوان المظالم، من خلال وضعه بجانبنا، كل التجرد والاستقلال. (…)”؛
مضبفا خلال ذات الندوة المنظمة من لدن “المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية”، بشراكة مع “مؤسسة هانس زايدل” اليوم 8 يوليوز 2019، بمراكش،
أن الاختيار الدستوري والتشريعي الذي أطر عمل مؤسسة وسيط المملكة على امتداد ما يناهز عقدين من الزمن، أهلها للالتحاق بمصاف التجارب الدولية في البلدان المتقدمة على صعيدي التطور الديمقراطي والحكامة في مجال الحقوق.
يضيف أن ذلك جعل المملكة المغربية تلعب دوراً فاعلا لدى الأمم المتحدة من أجل دعم دور وموقع مؤسسات الوساطة في حماية الحقوق ونشر ثقافة الحكامة، لتكون المملكة إلى جانب مملكة السويد أول من تقدم بمشروع توصية خاصة بدور الوسطاء والأمبودسمان في مجال حقوق الإنسان، وهي التوصية التي فاق عدد الدول المصادقة عليها 90 دولة.
من جهة أخرى، أضاف أن المغرب يعتبر من بين مؤسسي الجمعية المتوسطية للوسطاء (سنة 2008)، ومن بين المساهمين في إنشاء الجمعية العربية للوساطة، دون إغفال عضوية المغرب الفاعلة في الجمعية الفرنكوفونية للأمبودسمان والوسطاء، التي يضطلع وسيط المملكة حالياً برئاستها لمدة ثلاث سنوات.
وهي ماعتبره، من جملة الأسباب التي أهلت مؤسسة الوسيط لاحتضان مركز دولي للتكوين وتبادل الخبرات يستقبل العشرات من الأطر العاملة في مجال الوساطة المؤسساتية من كافة الدول في دورات متخصصة تروم دعم الكفاءات وتنمية المعارف الوظيفية لمساعدي الأمبودسمان.
فضلا “كما قيل” عن حضورها في معظم التجمعات الدولية والإقليمية التي تلتئم من أجل التشاور وتبادل الآراء والاستفادة من أفضل الممارسات الميدانية ذات الصلة.