بمناسبة اليوم الدولي لذكرى الاتجار بالرقيق الأسود وإلغائه (23 غشت) واليوم الدولي للمنحدرين من إفريقيا. (31 غشت).تعريف بالأماكن المرتبطة بذاكرة تجارة الرقيق بدكالة خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر.

نشر في: آخر تحديث:

  • استاذ ضريف الجيلالي.

    لكسر الصمت الذي كان يحيط بتاريخ تجارة الرقيق والعبودية ووضع حد للجهل بالأحداث التاريخية المرتبطة بهذه الظاهرة اللاإنسانية أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو)، في جمعيتها العامة بجمهورية بنين، سنة 1994، انطلاق مشروع ثقافي أطلقت عليه “طريق الرقيق”. وبمناسبة احتفالها بالذكرى العشرين لهذا المشروع أعلنت اليونسكو، سنة 2014، عن العقد الدولي للمنحدرين من أصل إفريقي (2015-2024).
    Décennie internationale d’Ascendance Africaine 2015-2024
    بناء على هذا الإعلان قررت منظمة الدول الأمريكية في جمعيتها العامة سنة 2016 تخصيص العشرية 2016 -2025 للمنحدرين من أصل إفريقي في الأميركيتين (الشمالية والجنوبية).
    منذ إعلان مشروع “طريق الرقيق” من طرف اليونسكو بقي الاهتمام بالمنحدرين من أصل إفريقي في الأميركيتين منحصرا في أجناس من جنوب الصحراء ذوو البشرة السوداء، ولم يأخذ المنحدرون من العبيد المغاربة، بصفة خاصة، أي اهتمام بأمريكا اللاتينية على الخصوص باستثناء عبد أعطي له اسم استيبانيكو (استيبان الصغير). الذي ارتبط اسمه بحدثين اثنين في تاريخ الغزو الاسباني للأراضي الأمريكية:
  • الرحلة الفاشلة التي قادها بانفيلو دو نارفييز بأمر من الملك شارل الخامس لغزو الأقاليم الممتدة من فلوريدا إلى المكسيك سنة 1527.
  • والرحلة الاستكشافية لشمال المكسيك (نيومكسيكو وأريزونا) التي قادها القسيس ماركوس دو نيزا بأمر من نائب الملك بإسبانيا الجديدة (المكسيك) أنطونيو دو ماندوزا سنة 1536، واختار له كمرشد في الطريق العبد استيبانيكو، لقدرته على التواصل مع قبائل الهنود المحليين…
    كان استيبانيكو من بين الأشخاص الأربعة الذين تمكنوا من الوصول إلى المكسيك بعد 8 سنوات (1528-1536) من المعاناة داخل الأقاليم الممتدة من فلوريدا إلى شمال المكسيك.[1] وقد يكون لقى حتفه في شهر ماي 1538وقيود الاستعباد في يديه عند قبائل الزُّوني الهندية بنيومكسيكو على الحدود مع الأريزونا. لو لم يشر ألفار نونيز (الملقب بكابيسا دو فاكا أي رأس البقرة) لأصل استيبانيكو في نهاية الفصل 38 والأخير من التقرير حول الرحلة الفاشلة والتعيسة لغزو فلوريدا، ما كان أحد سيعرف أنه عبد مغربي تم نقله من أزمور. [2] . في بعض الفصول من التقرير يشير له كابيسا دو فاكا بلقب نـِﯖرو (Negro) الذي قد يعني به العبد وليس الأسود، ولم يشر في أي فصل من تقريره بأن استيبانيكو كان عبدا لدورنتيس ، أو أن هذا الأخير كان سيدا لإستيبانيكو. نونو دو غوزمان حاكم غاليسيا الجديدة (شمال المكسيك) إلى غاية 1537، وصف استيبانيكو بأنه أسمر اللون.
    يقال: إن العبد لا تاريخ وراءه وسيرته تنحصر فيما كتب في صك استعباده، فشخصية استيبانيكو نموذج للآلاف من الشبان والشابات المغربيات من دكالة ضحايا ظاهرة تجارة الرقيق والعبودية التي ترويها الأحداث التاريخية التي وقعت خلال الغزوات الإيبيرية لسواحل البلدان الإفريقية ولأمريكا خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر.
    مجموعة من الشهادات تسمح لنا باستحضار أماكن الذاكرة بدكالة المتعلقة بهذه الظاهرة التاريخية:
  • يروي المؤرخ الإسباني برتلومي دومنغو غاتييرز Bartolomie Domingo Gatierrez (1886) عن الغارة الفاشلة التي قام بها فرسان من خيريز (Jerez) للاستيلاء على مدينة أزمور في 27 يوليوز 1480: ” مجموعة من الشهادات التي وصلت إلينا موثقة توضح ان هذه الغارة على أزمور لم تكن الأولى ولا الأخيرة بحيث تعرضت المدينة لمجموعة كبيرة من الهجومات الموجهة من موانئ الأندلس على السواحل المغربية، لقد كانت عمليات مستمرة لنبلاء من خيريز وقادش وسان لوكار وبورتو دو سانتا ماريا للسطو على كل ما يجدوه على سواحل المغرب وتحويل الكثير من السكان إلى عبيد.” [3]
  • يقول بيدرو دو ماريز Pedro de Mariz “لا يمر يوم دون أن يتعرض هذا الإقليم لهجومات وغارات كبيرة وغريبة. مدينة أزمور الحصينة والمكتظة أخذ سكانها الرعب والخوف من نوايا ملك البرتغال يوحنا الثاني Joao II اقترحوا عليه مبايعته وأن يصبحوا تحث حمايته مقابل أدائهم له الجزية السنوية من أسماك الشابل، كان ذلك سنة 1486… وفي نفس الفترة أرسل يوحنا الثاني ألف جندي من المشاة ومائة فارس تحت قيادة دييغو فيرناندش دي ألميدا Diogo Fernades de Almeida من أجل الانتقام وإخضاع القرى والدواوير، التي بحكم عددها وثقتها في قدراتها بدأت تثور ورفضت المعاهدة وأداء الجزية. رغم أن إحدى هذه القرى التي هاجمها البرتغاليون في بداية غارتهم كانت حصينة ورجالها مسلحون، لكنهم انهزموا بعد مقاومة كبيرة وكان من بينهم عدد كبير من القتلى حيث كانت الحصيلة من بين المغاربة تسعمائة قتيل وأربعمائة أسير.” [4] في رسالة وجهها للكاردينال سيسنيروس سنة 1497، يقول كاتب مجهول شارك في هذه الغارات؛ “نزلنا من البحر عند الفجر خفية وبحذر شديد، وقمنا بتدمير مجموعة من الدواوير (القرى)، أسرنا من بين سكانها ثمانمائة نفس (أسير) وقتلنا أكثر من عدد الذين أسرناهم، وكذلك عددا كبيرا من الماشية.”[5]
    يبدو من خلال عدد الجنود البرتغاليين الذين هاجموا المنطقة أتوا على متن أسطول كبير، نزلوا بمرسى مازيغن (مازغان) حيث كانت توجد قرية تحمل نفس الاسم. هذه القرية الحصينة أشار إليها المستكشف والجغرافي باشيكو بريرا دوارت Pacheco Pereira Duarteفي وصفه لمرسى مازغان في بداية العقد الأول من القرن السادس عشر.” هذا هو المكان الذي كانت تقع فيه مدينة مازغان، والتي أصبحت اليوم مدمرة بالكامل. يعد هذا الخليج مرفأً جيدًا للسفن الكبيرة…” [6] بعد بناء القلعة الحصينة مازغان (1541) أصبح البرتغاليون يشيرون إليها باسم مازغاو فِييُّو (Mazagao Velho) مازغان القديمة.
  • على الرغم من معاهدة 1486، لم يتعامل ممثل الملك البرتغالي إيمانويل الذي عينه كوسيط تجاري بالمنطقة

اقرأ أيضاً: