في إطار مواصلة الجهود المبذولة لإعادة الإعمار ومواكبة أوضاع ساكنة المناطق المتضررة من زلزال الحوز، استقبلت جماعة أسني بإقليم الحوز وفداً فرنسياً رفيع المستوى، تقوده رئيسة جهة إيل دو فرانس، فاليري بيكريس، وذلك في زيارة ميدانية خصصت للوقوف على التقدم المحرز في مشاريع إعادة البناء ودعم الساكنة المتضررة.
وكان في استقبال الوفد كل من رئيس مجلس جهة مراكش-آسفي، السيد سمير كودار، ورئيس المجلس الجماعي لأسني، السيد جمال امرهان، إلى جانب السلطات المحلية وممثلي المجتمع المدني، حيث شكلت الزيارة مناسبة لتعزيز التعاون الدولي ودعم جهود التنمية المحلية.
وتم خلال هذه الزيارة تفقد عدد من الأسر التي تقيم في منازل مركبة بدوار أسلدة، والاطلاع عن كثب على ظروف إيوائهم، مع الاستماع لانشغالاتهم وتطلعاتهم، في مشهد إنساني يعكس البعد التضامني لهذه المبادرة.
وفي بادرة لاقت تجاوباً كبيراً من الساكنة، قامت السيدة فاليري بيكريس، برفقة السيد سمير كودار وأعضاء الوفد، بتلبية دعوة إحدى السيدات للدخول إلى منزلها والتحدث معها مباشرة، حيث عبّرت عن امتنانها لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدة دعمها الكامل لمواصلة تقديم يد العون للمتضررين.
كما شمل برنامج الزيارة الوقوف على محطة نموذجية لتصفية المياه العادمة بدوار أسلدة، التي تُعد من المشاريع البيئية المتميزة بالإقليم، والتي أنجزتها منظمة سويسرية في إطار شراكة تنموية، ولا تزال تشتغل بفعالية تحت إشراف فرق تقنية متخصصة، مما يعكس نجاح النموذج في تحقيق الاستدامة وحماية البيئة في الوسط القروي.
ولم تغب عن الزيارة اللمسة الاجتماعية، حيث تم توزيع حقائب مدرسية وهدايا رمزية على التلاميذ والتلميذات، في مبادرة تهدف إلى التخفيف من الأعباء المادية على الأسر، وتشجيع الأطفال على متابعة دراستهم في أجواء إيجابية.
وقد عبّرت رئيسة جهة إيل دو فرانس عن إعجابها الكبير بالتقدم المسجل في إعادة الإعمار، وبالروح التضامنية التي تطبع تدخلات مختلف المتدخلين، مشيدةً بالمجهودات التي تبذلها المملكة المغربية في تدبير تداعيات الكارثة، ومؤكدة استعدادها لتعزيز أواصر التعاون بين الجهتين في مجالات متعددة.
واختُتمت الزيارة وسط ترحيب واسع من طرف الساكنة، التي اعتبرتها خطوة مهمة نحو استقطاب مزيد من الدعم الدولي، والاطلاع على تجارب ناجحة في تدبير الأزمات وإعادة البناء، بما يسهم في تحقيق تنمية مندمجة ومستدامة للمنطقة.



