“إن الانتقال الطاقي يشكل في نفس الوقت التزام وفرصة لتنميتنا الاقتصادية والمستدامة، مع احترام البيئة والساكنة”، ذلك ما صرح به وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، السيد عزيز رباح، الذي نابت عنه السيدة نزهة الوافي لترأس اليوم المغربي الألماني الأول للطاقة، نتيجة وجوده بإفريقيا.
قامت السيدة نزهة الوافي إلى جانب سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية غوتز شميت – بريمي، بترأس أول يوم مغربي ألماني للطاقة، والذي عقد في 28 من شتنبر بمدينة الرباط.
“إن أهدافنا في مجال الطاقة المستدامة والنجاعة الطاقية والتزامنا القوي من أجل تخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تجعلنا من أكثر البلدان طموحا في إفريقيا، مثل ألمانيا في أوروبا، وهذا ما يجعل هذه الشراكة الطاقية ضرورية. هذا اليوم سمح لنا بالتبادل مع الفاعلين العموميين والخواص في البلدين حول العناصر الرئيسية والعوامل السياسية والأثار الاقتصادية لهذا التحول”، أضاف السيد الوزير.
ووصف السفير الألماني، من جهته، المغرب بأنه “قائد الانتقال الطاقي في افريقيا وشريك استراتيجي لألمانيا لكي تبرهن، على الصعيد الدولي، إمكانية الانتقال الطاقي وفوائده الكبيرة للمجتمعات والاقتصادات والمناخ في بلداننا”.
تعمق نقاش اللجان الثلاث حول الأسئلة المفصلية للانتقال الطاقي: كيفية التخطيط على المدى الطويل، كيفية الاستجابة لتحديات الإنتقال الطاقي بإدماج إنتعاش الاقتصاد الوطني وكيفية جعل الانتقال الطاقي مشروع المجتمع ككل؟
واتفق الشركاء الذين يمثلون وزارات الطاقة في كلا البلدين والعاملين في القطاع وكذلك الوكالات الدولية، والمراكز البحثية، وممثلي الصناعة والمجتمع المدني حول أربع ركائز لنجاح الإنتقال الطاقي: النجاعة الطاقية، والاستعاضة عن مصادر الطاقة الأحفورية بمصادر متجددة بالأساس، وإدخال المرونة في النظام الكهربائي، فضلا عن ادماج الصناعة والبناء والنقل، عبر كهربة هذه الأخيرة.
“صياغة هذه العناصر في رؤية طويلة الأمد أمر ضروري لخلق ظروف مستقرة للاستثمار في المستقبل” يؤكد مارتن شوبه، رئيس قسم التعاون الدولي في مجال سياسة الطاقة الألمانية بوزارة الطاقة الفدرالية.
ووفقا لما ذكره السيد عبد الرحيم الحفيظي، الكاتب العام لوزارة الطاقة والمناجم والتنمية المستدامة: “فقد تقدم المغرب بالفعل بخطوات عملاقة في الانتقال الطاقي بأهدافه الطموحة لـ 2030، وشرع في التفكير في الفترة بعد الـ 2030 “. ويتم هذا التفكير بدعم من التعاون التقني الألماني GIZ، في إطار الشراكة الطاقية.
والهدف من ذلك هو تحديد المسارات الممكنة لتطور مزيج الطاقة المغربي في أفق 2050.
ولتعزيز عمل الوزارة بشأن هذا الموضوع، سيتم إنشاء “مركز للتحليل والتوقع في مجال الطاقة “، بدعم من الجانب الألماني. في ابريل 2016، اتفقت كل من ألمانيا والمغرب على “العمل معا من أجل مستقبل مستدام ومتجدد في أفق سنة 2050”.
اما فيما يتعلق بالآثار الاقتصادية للانتقال الطاقي، فقد اتفق الشركاء في كلا البلدين على أهمية إدخال المرونة في نظام الكهرباء لمعالجة تقلبات مصادر الطاقة المتجددة. كما تمت إثارة الفوائد المتوقعة كزيادة الاستقلال عن الوقود الاحفوري وتحسين القدرة التنافسية للصناعة المحلية. ومن الآثار الإيجابية الأخرى خلق فرص العمل. وتشرح السيدة يوهانا كلوديوس من معهد think tank Öko-Institut ، المشاركة في هذا اللقاء: “في ألمانيا توظف صناعة الطاقة المتجددة اليوم 370 الف شخص وتحقق رقم معاملات يقارب 19 مليار يورو، ونعتقد أنه مع استمرار الانتقال الطاقي وبلوغ الأهداف المناخية، سيتم خلق 500 ألف وظيفة إضافية إلى حدود 2050 وزيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4,4%”.
وفي المغرب، فإن الافتتاح المقرر له في 11 أكتوبر 2017 لمصنع سيمنز غامسا للطاقة المتجددةSiemens Gamesa Renewable Energy في طنجة، الذي سيخلق 700 وظائف مباشرة، يدل علي الإمكانات الاقتصادية للطاقة المتجددة. لكن هناك أيضا العديد من المرافق الصغيرة التي تحفز على خلق فرص العمل: وفي ألمانيا، فإن ما يقرب من 50 في المائة من وحدات الطاقة الخضراء ترجع إلى المواطنين. أما في ما يخص المغرب، فإن الافتتاح المقرر في 11 أكتوبر 2017 لمصنع سيمنز غامسا للطاقة المتجددة Siemens Gemesa Renawable Energy بطنجة،و الذي سيخلق 700 وظيفة مباشرة، يدل علي الإمكانات الاقتصادية للطاقة المتجددة. لكن هناك أيضا العديد من المرافق الصغيرة التي تمكن من خلق فرص العمل: “في ألمانيا مثلا، ما يقارب 50% من وحدات الطاقة الخضراء تعود للمواطنين. ونحن نقدر أنه في المغرب، يمكن إنشاء حوالي 11000 وظيفة في القطاع السكني في أفق 2030، وذلك بفضل الافتتاح المقبل للشبكة المنخفضة الجهد وإدخال المنشآت الشمسية الصغيرة”، ذلك ما شرحه كريستوف أوربشات، المدير العام لشركة إكلرون ECLAREON، الذي أجرى الدراسة المعنية لصالح التعاون الألماني GIZ.
وفي الواقع، فان الانتقال الطاقي يتم على جميع المستويات، وهذا ما تم عرضه، مرورا بالمشاريع الكبيرة إلى تلك التي تتم على الصعيد المحلي. حيث قدم محمد السفياني، رئيس بلدية شفشاون، مشاريعها: “لقد التزمنا لعدة سنوات بجعل مدينتنا، مدينة لامعة في مجال الانتقال الطاقي، وللقيام بذلك نتعاون مع بعض
المدن الألمانية”. وقد جهزت مدينة شفشاون المسبح البلدي والمكتبة بألواح شمسية، وأدخلت مصابيح منخفضة الاستهلاك للإنارة العمومية، وهي تختبر حاليا مفاهيم جديده للتنقل الكهربائي. ويضف السفياني أنه: ” للنهوض بهذه المشاريع، نحتاج إلى إشراك مواطنينا من خلال الوعي والمشاركة في صنع القرار.
اليوم المنظم من طرف كتابة الشراكة الطاقية المغربية – الألمانية Parema ، تحت إشراف وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة والوزارة الاتحادية للاقتصاد والطاقة للجمهورية الاتحادية الألمانية، استضاف أكثر من 350 ممثلا من المغرب وألمانيا. ويعلن المنظمون انهم سيجعلون هذه التجربة الناجحة الاولى حدثا سنويا، من أجل التركيز على التقدم المحرز والاستمرار سويا من أجل النهوض بالتحول الطاقي على المستوى العالمي.