صوت العدالة – رياضة
وجد فريق الوداد نفسه مضطرا للقبول بنتيجة التعادل ضد فريق الترجي التونسي الجمعة الماضي بهدف لمثله في ذهاب نهائي عصبة الأبطال الإفريقية.
حيث توضح جريدة الصباح المغربية في عددها ليوم 28 مايو في مقال لكاتبه عبد الاله المتقي ،أنه سبق لها أن أشارت إلى تغيير كبير في موازين القوى داخل الكنفدرالية الإفريقية، بعد العودة القوية للثري التونسي طارق بوشماوي، الذي ترأس لجنة الحكام بـ “كاف” 20 سنة، ويشغل عضوية المكتب التنفيذي ويمثله بـ “فيفا”، وهي العودة التي شددت الخناق على الرئيس أحمد أحمد، وحلفائه، وضمنهم نائبه فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
و تضيف ذات اليومية ،ظهرت أولى إشارات تغيير الموازين في مباراة الزمالك وحسنية أكادير، حين ارتكب الحكم الأنغولي هيلدر كارفايو مجزرة في حق الحسنية، دون أن ينال العقاب، بل تمت مكافأته بتعيينه في مباراة الوداد وصان داونز، أسبوعين بعد ذلك.
وتستخلص نفس الجريدة أن بوشماوي يرتبط بمصالح كبيرة مع المصريين، بما أن شركته تمتلك حق التنقيب عن البترول في صحراء مصر، ومع الاتحادين المصري والتونسي والأندية التابعة لهما، وكان له دور كبير في تخفيف العقوبات في حق الصفاقسي التونسي، بعد أحداث مباراة بركان، كما قال إنه كان له دور كبير في تتويج الترجي بعصبة الأبطال مرتين.
وحسب المعطيات نفسها، فإن جناح الرئيس أحمد أحمد أصبح يبحث عن بعض التوازن، في مواجهة العودة القوية لبوشماوي، ولو على حساب حسنية أكادير والوداد، وذلك لإرضاء خصومه، وحماية مصالحه، من خلال تعيين حكام يخدمون هذا التوجه، خصوصا جهاد جريشة، الذي تم تعيينه لمباراة الجمعة الماضي في آخر لحظة.
وكان متوقعا أن يكون جريشة قاسيا في حق الوداد، بالنظر إلى حرب النفوذ الباردة بين المغرب ومصر، للسيطرة على دواليب القرار بأجهزة الكنفدرالية الإفريقية، علما أن المنتصر في هذه الحرب يحظى حكامه بامتيازات كبيرة، خصوصا في ما يتعلق بالتعيينات للمباريات الكبرى. وكان مقررا أن يدير مباراة الجمعة الماضي الإثيوبي باملاك تيسيما، المعروف بكفاءته واستقلاليته، قبل تكليفه لمراقبة تقنية “الفار”، على أن يتنقل مباشرة بعد ذلك إلى مصر، لإدارة مباراة الزمالك ونهضة بركان، أمس (الأحد).
ورغم أن القانون يعطي لرئيس حكام “الفار” الحسم في الحالات التحكيمية، إلا أن تيسيما ترك المسؤولية لحكم الساحة جهاد جريشة، الذي أعاد مشاهدة اللقطات أكثر من مرة، مرتكبا مجزرة في حق الوداد.
وسبق لمرتضى منصور، رئيس الزمالك، أن نعت جريشة بالمرتشي. وفي محاولة أخرى لإظهار حسن النية وإرضاء المؤيدين لطارق بوشماوي، قرر فريق أحمد أحمد، في آخر لحظة أيضا، استخدام تقنية “الفار” في المباراتين النهائيتين.
وألغى جريشة، حسب حميد باعمراني، الحكم المغربي المتقاعد، هدفا صحيحا للوداد، بدعوى لمس الكرة يد إسماعيل الحداد، ثم تغاضى عن ضربة جزاء ضد الترجي، بعد لمس الكرة يد أحد مدافعيه، داخل منطقة الجزاء، حسب باعمراني.
وقال باعمراني، في تصريح لـ “الصباح”، إنه لو لم يستعن الحكم بتنقية “الفار”، لتم اعتبار الخطأين غير مقصودين، ويدخلان في إطار سوء التقدير، لكن ما حدث يعطي الانطباع بأن هناك أمورا أخرى مدبرة ومقصودة، هدفها إطفاء توهج الكرة المغربية على الصعيد الإفريقي.