صوت العدالة ؛ متابعة
يستعد المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة في الناظور لإطلاق دورته الرابعة والعشرين تحت شعار “ذاكرة السلام”، مؤكدًا التزامه بطرح قضايا التعايش والعدالة الانتقالية عبر الفن السابع. يُعد السلام مطلبًا عالميًا ملحًا، خاصة في ظل النزاعات المستمرة التي تترك وراءها خسائر بشرية جسيمة وآثارًا نفسية عميقة. وانطلاقًا من هذا الوعي، يسلط المهرجان الضوء على أهمية تعزيز ثقافة السلام كوسيلة لحل النزاعات وضمان مستقبل أكثر عدالة.
منذ تأسيسه، جعل مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم من العدالة الانتقالية أحد ركائزه الأساسية، مؤكدًا على ضرورة جبر الضرر المادي والمعنوي للضحايا، والحفاظ على الذاكرة الحية، وإصلاح الأطر التشريعية لضمان عدم تكرار الانتهاكات. في هذا السياق، جاءت مبادرة “إعلان طنجة حول العدالة الانتقالية بين الدول” كخطوة مهمة نحو تبني استراتيجيات دولية قادرة على تعزيز السلام المستدام بين الشعوب.
يولي المهرجان أهمية خاصة لدور السينما كأداة فعالة في نقل التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار. من خلال الأفلام الروائية والوثائقية المشاركة، سيتم تناول قضايا حقوق الإنسان، المصالحة، والعدالة، مما يساهم في إثارة النقاش حول أساليب تحقيق السلام العادل. السينما ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل نافذة تتيح استعادة الذاكرة الجماعية ومقاومة النسيان، مما يجعلها وسيلة قوية للتغيير المجتمعي.
بالإضافة إلى العروض السينمائية، ستتخلل المهرجان ندوات ولقاءات تجمع بين صناع الأفلام، الأكاديميين، والناشطين في مجال حقوق الإنسان، بهدف مناقشة سبل تعزيز ثقافة السلم والتسامح. كما سيتم التطرق إلى مبادرات عالمية مثل إعلان “ثقافة السلام” الصادر عن الأمم المتحدة، وأهمية التربية على السلم كركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار.
يشكل مهرجان السينما والذاكرة المشتركة في الناظور محطة سنوية للتفكير في كيفية بناء عالم أكثر عدلًا وإنسانية. فمن خلال الفن والسينما، يمكن تعزيز قيم الحوار والتفاهم، وتوجيه رسالة قوية بأن السلام ليس مجرد مفهوم نظري، بل ممارسة يومية ومسؤولية جماعية تتطلب التزامًا مستمرًا من الجميع.