الرئيسية أحداث المجتمع “المونديال” أرضية للعب بالاوراق السياسية

“المونديال” أرضية للعب بالاوراق السياسية

IMG 20221127 WA0028.jpg
كتبه كتب في 27 نوفمبر، 2022 - 2:19 صباحًا

مصطفى منجم

انتقل كأس العالم في لحظة من تظاهرة رياضية ذات طابع كروي، إلى محطة سياسية لتعبير عن مواقف وأراء بعض الدول، في قضايا بعيدة كل البعد عن الميدان الرياضي، كما أن هذه المناسبة التي أقلقت أغلب الدول الأوروبية، حظية بحملات ممنهجة ومخطط لها منذ تولي دولة قطر هذا الملف العالمي، بهدف إفشال وإضعاف أول نسخة مونديالية في الأراضي العربية.

دول حاولت امتصاص حماسة قطر والمونديال، عن طريق الصور والبلاغات لإفساد التظاهرة، وتغيير بوصلة الاعلام من تغطية رياضية محضة الى رصد عجائب بعض المنتخبات، التي لبت مطالب بلدانها، للضغط على الدولة المستضيفة، حيث خرجت تلقائيا من ماهو رياضي ودخولها بشكل غير مباشر في حقل سياسي، الذي أثار غضب عديد من الفاعلين الرياضيين الدوليين، الذين شددوا على ضرورة وضع فواصيل بين الرياضة والسياسة.

ومن بين هذه الدول من احتج بسبب انتهاك قطر لحقوق الانسان، ومعاملتها السيئة للعمال المهاجرين، صحيح ومن حق اي دولة أو منظمة أن تحتج وتضع اصبعها مكان الجرح، لكن هذه الدولة التي احتجت بواسطة قميصها الرياضي، تقع في قارة اغتصبت حقوق المواطنين الأفارقة، وجعلت نصب اعينهم حلم الهجرة التي يعتبرها اغلبيتهم طوقا للنجاة، سواء على مستوى البر او البحر لمغادرة القارة السوداء، التي انهكتها قوات الاحتلال الأوروبية، ونهبت ثرواتها الطبيعية بالقوة، وزرعت في تربتها بذور الجهل والفقر والتهميش.

دول أوروبية شربت من دماء الشعوب العربية والافريقية، في مجازر ومذابح يشهد لها التاريخ بأنها من أشنع الاعتداءات وأبشع الجرائم في انتهاك واضح لحقوق الانسان، نستهلها بدولة فرنسا التي مدت ارجلها وايديها في مستعمراتها، حيث قتلت ازيد من 800 الف مواطن في مجزرة رواندا، ومئات السجناء في مدغشقر، وعشرات الأفارقة الذين حاربوا من اجلها حيث سميت بمجزرة “تياروي”، ومجزرة “كبكب” في تشاد، ومجزرة الشاوية بالمغرب، ناهيك عن مجزرة مليون جزائري، هذه مقتطفات من الاعمال العدائية الفرنسية التي ارتكبت في حق القارة الأفريقية.

أما الإمبراطورية البريطانية لها تاريخ دموي حافل مع الدول العربية والافريقية، حيث احتلت أكثر من 8 دول عربية من بينهم منطقة الخليج العربي واليمن ومصر والسودان والصومال والعراق وفلسطين والأردن والمغرب، زيادة على معسكرتها ومجازرها، كمعسكر اعتقال بوير في سنة 1899 ومدبحة “امريتسار” في الهند سنة 1919 حيت رفضت بريطانيا الاعتذار مؤخرا لهذه الدولة، ومجزرة تقسيم الهند وثورة “ماوماو”، وأخيرتها المجاعة في الهند.

في حين ألمانيا التي اجترحت جرائم كبيرة في جميع الحقب، بداية بمرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى، قامت بإبادة جماعية في حق شعب الهيريرو وناما حيث قتلت ما بين 24 الف إلى 100 الف من الهيريروا و10 الف من ناما، ومجزرة كرانموييفاتس بصربيا، والمذبحة الأخيرة في حق شعب ناميبيا.

هذه سوى نبدة عن الانتهاكات الحقوقية التي ارتكبتها الدول الأوروبية التي باتت تندد بحقوق الإنسان، حيث نسيت كيف اغتصبت شرف عديد من البلدان، فالسؤال الذي يطرح نفسه من الذي يخالف مواثيق الدولية لحقوق الانسان؟ فهذه الاعتداءات المذكورة أعلاه فهي مسجلة في تاريخ البشرية اما ما خفية كان اعظم.

هذا وان من بين هذه الدول المعتدية منها من اراد نقل شذوذه الجنسي إلى ثقافة العرب، حيث كانوا يريدون اغتنام الفرصة من أجل نشر الرديلة والمعتقدات اليهودية في اكبر تظاهرة رياضية، كما أن هذه المناسبة اعتبرتها بعض الجهات فرصة لاستهداف الدين الاسلامي، علما أن هذا الحدث يجمع في كنفه مختلف الشعوب باختلاف الثقافات.

ولا يمكن في هذه الاسطر سوى ان نفتخر بدولة قطر التي اعطت صورة مثالية وخيالية للمشهد العربي، والتي خطفت الأضواء العالمية وسط ظلام الحروب، كما ان نجمها سطع في سماء الحاقدين، وأن هذه الانتقادات هي دليل قاطع على نجاح البطولة، رغم الازمات الدولية التي كسرت ايقاع الحياة.

مشاركة