تترقب الجزائر وبوليساريو، بكثير من القلق والانزعاج، نتائج الحضور الرفيع المستوى للمملكة المغربية في أشغال قمة أديس أبابا، المرتقب انعقادها يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، والتي ستعرف مناقشة التحاق المغرب بعضوية الاتحاد الإفريقي، الذي انسحب منه، على عهد المرحوم الحسن الثاني، لظروف وأسباب خاصة، مرتبطة بتلك المرحلة.
ومع بدء العد العكسي لانطلاق أشغال القمة الإفريقية، ووصول جلالة الملك محمد السادس بحفظ الله وسلامته إلى أديس أبابا، حيث سيشارك جلالته في أشغال القمة بمعية وفد هام رفيع المستوى، تتزايد دقات قلوب الانفصاليين، وترتفع حالة الجزع والرعب في نفوسهم، خاصة وأنهم يعلمون أن “الأسد المغربي” يحضر للمشاركة في هذا المحفل القاري، مدعوما بدعم وتوقيعات نحو 40 دولة عضو في منظمة الاتحاد الإفريقي، وهذا ما سيمكن المغرب، بحول الله، من ضمان استعادة مقعده بشكل مريح داخل الاتحاد.
وفي غضون ذلك، تبذل الجزائر وجنوب إفريقيا، وفق الأصداء الواردة من هناك، مساع حثيثة لعرقلة استعادة المغرب لحقه الطبيعي في الاتحاد، وتلجأ إلى أسلوب العراقيل والدسائس، على غرار كل المنهزمين المدحورين.
وما يقلق الجزائر والبوليساريو وجنوب إفريقيا، التي تقوم هذه الأيام بمناورات بئيسة ومساع حثيثة لعرقلة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، إلى جانب بيادق أخرى تستفيد من رشاوى الجزائر من خلال الإكراميات والمنح السخية، هو أن الانضمام الفعلي للمغرب إلى الاتحاد الإفريقي، المتوقع بقوة عقب انعقاد القمة المقبلة للاتحاد، وممارساته صلاحياته بدعم أغلبية الدول الأعضاء في الاتحاد، من شأنه أن ينهي التواجد الطفيلي للكيان الوهمي داخل هياكل الاتحاد إلى الأبد.
ولم يعد من شك في العودة الميمونة للمملكة المغربية إلى بيتها الإفريقي، بعد قرار جلالة الملك، نصره الله، القطع مع سياسة المقعد الشاغر، التي اتضح أن البوليساريو أكبر المستفيدين منها، لذلك فإن من شأن عودة المغرب إلى الاتحاد، أن يقلب الطاولة على هذا الكيان الوهمي، وينتهي ببشرى طرده شر طردة.
إن الزيارات السامية التي قام بها صاحب الجلالة إلى عدد من الدول الإفريقية، التي تمتلك العضوية داخل الاتحاد، والتأثير الكبير في قراراته، دفعت دولا عدة، من قبيل رواندا، وتانزانيا، ومدغشقر، وإثيوبيا، ونيجيريا، إلى الإعراب عن تأييدها لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، هذا في وقت بدأت فيه أطروحات الانفصاليين تعرف تراجعا من حيث القبول والدعم على مستوى باقي الدول الأخرى.