الملك محمد السادس في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان يذكر البرلمانيين بأهمية الدور الفاعل للدبلوماسية الحزبية والبرلمانية في كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد

نشر في: آخر تحديث:

في خطاب تاريخي ألقاه الملك محمد السادس في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان، أعلن جلالته عن تحول استراتيجي في قضية الوحدة الترابية للمغرب ،حيث أشار إلى أن المغرب سيمر من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير، مؤكداً على الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على كامل الصحراء المغربية،يعتبر هذا الاعتراف محطة مفصلية في مسار القضية الوطنية، ومؤشرًا على التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.

أكد الملك محمد السادس أن المغرب قرر الانتقال من مرحلة التدبير التقليدي لقضية الصحراء المغربية إلى مرحلة جديدة من التغيير، هذا التغيير يهدف إلى تعزيز المكتسبات المحققة والبناء على النجاحات الدبلوماسية والسياسية التي حققتها المملكة في السنوات الأخيرة،وقد شدد جلالته على أن هذا التحول يتطلب تعبئة شاملة للجهود الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.

أشار الملك في خطابه إلى الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على كامل الصحراء المغربية، معتبراً هذا الاعتراف خطوة إيجابية ومهمة في مسار حل النزاع المفتعل حول الصحراء. إن هذا الاعتراف يعكس متانة العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا ويعزز من موقف المغرب على الساحة الدولية. كما يعد دليلاً على صحة الموقف المغربي الذي يرتكز على الشرعية التاريخية والقانونية، فهو يعكس الدعم الدولي المتزايد للموقف المغربي ويسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة،هذا الاعتراف يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والتنموي بين المغرب وفرنسا، ويسهم في تعزيز الاستثمارات والشراكات الثنائية.

وأوضح العاهل المغربي، في خطاب افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، أن المغرب يعتز بمواقف الدول العربية والإفريقية الشقيقة، التي تساند، بكل وضوح والتزام، الوحدة الترابية للمملكة، لاسيما تلك التي فتحت قنصليات لها في العيون والداخلة.

وبموازاة ذلك، يكمل الملك، تحظى مبادرة الحكم الذاتي، كأساس وحيد للتوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع، في إطار سيادة المغرب، بدعم واسع من طرف عدد متزايد من الدول من مختلف جهات العالم.

كما شدد الملك محمد السادس في خطابه على أهمية الوحدة الوطنية والتلاحم بين مختلف فئات الشعب المغربي لمواجهة التحديات،وأكد جلالته على ضرورة العمل الجماعي وتوحيد الجهود لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز المكتسبات المحققة،كما دعا الملك إلى الاستمرار في تعزيز الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتحقيق مزيد من التقدم والازدهار.

خطاب الملك محمد السادس في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان يعكس رؤية استراتيجية واضحة نحو تعزيز الوحدة الترابية للمغرب وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. الانتقال من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير يعزز من مكانة المغرب على الساحة الدولية ويدعم جهود التنمية الشاملة.

واسترسل جلالته مخاطبا معشر البرلمانيين بأهمية الدور الفاعل للدبلوماسية الحزبية والبرلمانية، في كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي.

ودعا الملك البرلمانيين إلى المزيد من التنسيق بين مجلسي البرلمان بهذا الخصوص، ووضع هياكل داخلية ملائمة، بموارد بشرية مؤهلة، مع اعتماد معايير الكفاءة والاختصاص، في اختيار الوفود، سواء في اللقاءات الثنائية، أو في المحافل الجهوية والدولية”.

اقرأ أيضاً: