الرئيسية أخبار وطنية المغرب والألعاب الإلكترونية.. من الاستهلاك إلى التصنيع

المغرب والألعاب الإلكترونية.. من الاستهلاك إلى التصنيع

Screenshot 2025 09 03 11 34 28 130 com.facebook.katana edit
كتبه كتب في 3 سبتمبر، 2025 - 11:35 صباحًا


لم يعد الحديث عن صناعة الألعاب الإلكترونية في المغرب مجرد ترفٍ ثقافي أو نشاط ترفيهي محدود، بل أصبح واقعا يفرض نفسه كقطاع اقتصادي واعد قادر على خلق الثروة وفرص الشغل، بل وربما منافسة صناعات تقليدية كبرى مثل السيارات والطيران.
مبادرة وزارة الشباب والثقافة والتواصل بتنظيم أسبوع تكويني بدار الشباب يعقوب المنصور بالرباط، بشراكة مع المعهد الفرنسي ومعهد Créajeux المتخصص في الـGaming، ليست مجرد دورة تكوينية عابرة. إنها خطوة في اتجاه بناء جسر يربط الشباب المغربي بمستقبل مختلف، مستقبل تتحول فيه الهواية إلى مهنة، واللعب إلى صناعة.
الوزير محمد المهدي بنسعيد تحدث بوضوح عن هذا الرهان: المغرب لم يعد يريد أن يظل مجرد مستهلك للألعاب، بل يسعى إلى أن يصبح منتجا لها، وأن يضع بصمته في سوق عالمية يتجاوز رقم معاملاتها مئات مليارات الدولارات سنويا.
لكن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في التكوين، بل في إرساء منظومة متكاملة تشمل بنية تحتية رقمية قوية، تشجيع الاستثمار، احتضان المقاولات الناشئة، وصياغة سياسات تحفيزية تحمي المبدعين وتدفعهم نحو الابتكار. فالشباب المغربي يمتلك الخيال، والمهارة، والحافز، غير أنه يحتاج إلى فضاءات وفرص حتى يحول هذه الطاقات إلى منتجات قابلة للتسويق عالميا.
إن الانتقال من الاستهلاك إلى التصنيع ليس مجرد شعار؛ إنه مشروع استراتيجي يرتبط برؤية المغرب 2030، حيث تصبح الثقافة والصناعات الإبداعية رافعة للتنمية، وأداة للترويج لصورة المغرب كبلد مبتكر وحديث.
لذلك، قد يكون هذا الأسبوع التكويني بالرباط بداية متواضعة، لكنه يحمل رمزية كبرى: أن زمن الاكتفاء باللعب قد انتهى، وحان وقت أن نصنع نحن أيضا ألعابنا، ونحكي قصصنا، ونصدر خيالنا إلى العالم.

مشاركة