الرئيسية غير مصنف المركز الاستشفائي الإقليمي ابن مسيك: نموذج للتميز في ظل محدودية الإمكانيات

المركز الاستشفائي الإقليمي ابن مسيك: نموذج للتميز في ظل محدودية الإمكانيات

IMG 7439
كتبه كتب في 29 أبريل، 2025 - 6:09 مساءً

بقلم عزيز بنحريميدة

في قلب عمالة ابن مسيك، يبرز المركز الاستشفائي الإقليمي كمثال حي على أن التحديات يمكن أن تتحول إلى فرص، وأن روح المسؤولية والمهنية قادرة على تحقيق المستحيل، حتى في ظل ضعف الإمكانيات. فقد استطاع هذا المرفق الصحي، بفضل كفاءة مديرته وتفاني أطُره الطبية والتمريضية والإدارية، أن يرتقي بمستوى خدماته إلى ما يضاهي المصحات الخاصة من حيث الجودة، والاحترام، والعناية بالمرضى.

رغم الإكراهات التي يعرفها المركز من حيث البنيات التحتية المحدودة، والموارد البشرية والمادية غير الكافية، إلا أن روح الفريق، والإرادة الصادقة في خدمة المواطن، كانت العامل الحاسم في رسم صورة مشرقة لهذا المستشفى الإقليمي، الذي أضحى ملاذًا صحيًا موثوقًا لساكنة المنطقة.

وفي هذا الإطار، لا يمكن الحديث عن نجاح المركز دون الإشادة بالدور البارز لمديرته، التي تقود هذه المؤسسة الصحية بحنكة واقتدار، واضعة نصب عينيها هدفًا واحدًا: تقديم خدمات صحية تليق بالمواطن، واحترام كرامته، وتحقيق النجاعة في الأداء، رغم كل الصعوبات. لقد تحوّل المركز، تحت إدارتها، إلى فضاء منظم ومنضبط، يشهد تحسنًا ملحوظًا في الاستقبال، وسرعة في التفاعل مع الحالات، ومهنية عالية في العلاج والمتابعة الطبية.

ويبرز قسم أمراض النساء والولادة كأحد النماذج اللامعة داخل المركز، حيث تشرف عليه طبيبات رفيعات المستوى، عرفن بكفاءتهن العالية، وتفانيهن في العمل، وحُسن أخلاقهن في التعامل مع النساء الحوامل والمُقبلات على الوضع. هذا القسم، الذي يعرف ضغطًا يوميًا كبيرًا بالنظر إلى الكثافة السكانية للمنطقة، يقدم خدمات طبية دقيقة ورعاية شاملة، جعلته مقصدًا مفضلاً للعديد من الأسر، ليس فقط من ابن مسيك، بل ومن الأحياء المجاورة أيضًا.

النجاحات التي يسجلها المركز بشكل يومي هي ثمرة لجهود جماعية متناسقة بين الأطر الطبية والتمريضية، والإدارية، والحراس، وعمال النظافة، الذين يشتغلون بروح التضامن والمسؤولية، واضعين صحة المواطن في صلب أولوياتهم.

إن تجربة المركز الاستشفائي الإقليمي ابن مسيك تقدم درسًا بليغًا مفاده أن جودة الخدمات لا ترتبط دائمًا بوفرة الموارد، بقدر ما ترتبط بنزاهة التدبير، وصدق النية، وروح الفريق. وما أحوج منظومتنا الصحية اليوم إلى تعميم مثل هذه النماذج المشرفة، التي تؤمن بأن لكل مواطن الحق في العلاج اللائق، والاحترام التام، والرعاية الكاملة، مهما كان مستواه الاجتماعي

مشاركة