كشفت وكالة الأنباء “أوربا بريس” أن مصالح الاستخبارات المغربية تحذر من تزايد تهديدات الذئاب المنفردة بعد تفكيك 270 خلية إرهابية في المملكة منذ عام 2002، وتدعو إلى ضرورة تكثيف تبادل المعلومات الاستخباراتية من أجل صد التهديدات الإرهابية، المتمثلة بدرجة أولى في “الفاعلين المنفردين”، الذين أعادوا تنظيم صفوفهم في منطقة الساحل، وشمال إفريقيا.
ودقت الاستخبارات المغربية ناقوس الخطر، كذلك، من كون “الذئاب المنفردة” تبحث عن القيام بهجمات إرهابية في أوربا كرد فعل على تراجع نفوذ “الدولة الإسلامية” في العراق، وسوريا.
عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي لأبحاث القضائية، التابع للمدرية العامة للأمن الوطني، كشف، أيضا، للوكالة الأوربية، أن “المغرب فهم أن التهديدات تحتاج إلى ردة فعل وقائية بتنسيق مع دول الجوار”.
وأضاف أن المملكة تمكنت في إطار الضربات الاستباقية والوقائية من أي تهديد محتمل، من تفكيك 270 خلية إرهابية، منذ سنة 2002.
وأوضح الخيام، كذلك، أن التنسيق والتعاون الاستخباراتي مع إسبانيا مكن من القيام بـ 7 عمليات أمنية مشتركة ضد جهاديين أو خلايا جهادية في السنوات الأربع الأخيرة.
وأبرز أن أول عملية مشتركة تمت في يناير 2014، وأدت إلى اعتقال الجهادي جمال دامير ذي الأصول المغربية، والعسكري السابق في الجيش الإسباني، كما أنه في مارس 2014 اعتقل الجهادي الإسباني رفائيل مايا آمايا، علاوة على اعتقال عناصر أخرى تنتمي إلى التنظيمين الإرهابيين، أنصار الدولة وجنود الخلافة؛ وفي أكتوبر 2015 وفبراير وأكتوبر 2016، تم تفكيك في عمليات مشتركة ثلاث خلايا؛ كما أن آخر عملية تمت بين البلدين كانت في 8 ماي الماضي، والتي مكنت من توقيف ثلاثة جهاديين مغاربة في طنجة، وإقليم كتالونيا.
المساوي العجلاوي، الخبير في الشؤون الأمنية، والعسكرية، أوضح لـ”أخبار اليوم”، أن التهديدات الإرهابية تبقى واردة، لكنه ألح بالقول: “المغرب مُهدَّد، ولكنه ليس منتجا للإرهاب، بل فقط فيه تصدعات”.
الخبير المغربي ذاته بين أن المدينتين المحتلتين، سبتة ومليلية، تشكلان تهديدا واضحا للمملكة، في ظل ارتفاع التجنيد والاستقطاب فيهما لصالح الجماعات الجهادية، وإمكانية تسلل بعض الجهاديين منهما إلى شمال المملكة.
كما اعتبر أن الفقر المنتشر في بعض أحياء المدن المغربية عامل مفرخ للجهاديين، وما يشكل ذلك على المملكة من تهديد؛ علاوة على التهديدات القادمة من منطقة الساحل، وغياب التعاون الأمني مع الجزائر.
“أوربا بريس” أوضحت أن الخيام لخص التهديدات الإرهابية على المملكة وأوربا في نقطتين: أولا، “اندماج ممكن” في المستقبل للجماعات والكتائب المتصارعة فيما بينها إلى حدود الساعة، مثل القاعدة والدولة الإسلامية؛ ثانيا، وصول “الذئاب المنفردة” إلى أوربا انطلاقا من منطقة الساحل، هؤلاء العناصر، وفقا للخيام، “تتحرك دون الحاجة إلى لوجستيك كبير”.
وأضاف الخيام أن “الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة تعيد تنظيم صفوفها بشكل أسرع، خصوصا في منطقة الساحل، ولكن أكبر تهديد يتجسد في اندماج هؤلاء مع الدولة الإسلامية”.
وفي المقابل، أكد العجلاوي اندماج بعض الجماعات، التابعة للقاعدة في منطقة الساحل، لكن حذر من إمكانية اندماج “داعش” في القاعدة مستقبلا في ظل تراجع نفوذها في سوريا، والعراق، وأبرز أن هذا الاندماج يشكل تهديدا على المنطقة بأكملها، وليس على المغرب فقط.