العقيده الانجيليۃ لتبرير الحرب العدوانيۃ من بوش الی ترامب …من هنا سيبدأ انهيار أمريكا !

نشر في: آخر تحديث:


بقلم / هشام الصميعي 
“ان لم ..سأفتح عليکم أبواب الجحيم” , لايصدق أحدا أن تكون هذه العبارۃ مقدمۃ لخطاب رٸيس أعرق الديمقراطيات في العصر الحديث , فمن كان یتوقع, أنه بعد 22 عاما من الحرب علی العراق التي بررها جورج بوش بكذبه امتلاك صدام لأسلحۃ الدمار الشامل و بأن الرب أوكل الیه فی المنام مهمۃ غزو العراق , ليبيد بقنابل الفوسفور 9000 طفل عراقي , من كان يصدق أنه بعد كل هذه المآسي , سيأتي رٸيس أمريكي آخر ليرتل عبارات انجيليۃ علی القنابل والصواريخ وهي تدك المدنيين بكل من اليمن وغزۃ , ویعید وعيدا غير مسبوقا باسم اللاهوت الانجيلي وأسفار العهد القديم بفتح أبواب الجحيم  .

 في كتابه” أعداے المجتمع المفتوح” ینتقد الفيلسوف كارل بوبر محدوديۃ الديموقراطيۃ الآتینيۃ بتبريرها للحرب العدوانيۃ ضد الأجانب واضطهادها لحريۃ التعبير ویجد دليلا علی هذه الأخيرۃ , في عدم دفاع كل من أرسطو وأفلاطون عن معلمهما سقراط بعد بعد الحكم عليه بتجرع السم , قمعا نموذجیا لحریه الرأي  والتعبير في أزهی عصور دیموقراطيۃ المدينۃ , واليوم تبرر وتدعم أكبر قوۃ دیموقراطیۃ الحرب العدوانیۃ ضد المدنيين بغزۃ , بل تصادر الحق فی التظاهر وفی أرقی الديموقداطيات المدنيۃ , ضد الحرب العدوانيۃ بأبشع مظاهر القمع بما في ذلك المنع من الدراسۃ والترحيل ااقسري  .           

فتح أبواب الجحيم, ليس له وجود في قاموس معجم السياسۃ وليس أسلوبا يليق حتی بلغۃ الحرب بل هو توصيفۃ لعقيدۃ انجيليۃ ترتبط بفكرۃ المخلص لدغدغت مشاعر الانجیلیین انها أشبه بتوليفۃ لتبرير القوۃ الممیتۃ بمضامين اللاهوت والتسريع بنهايۃ العالم , ففي سفر الحكمۃ من أسفار العهد القديم نجد :  “لَكَ سُلْطَانَ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ؛ فَتُحْدِرُ إِلَى أَبْوَابِ الْجَحِيمِ وَتُصْعِدُ” , فهل يعتقد الرٸيس الأمریكی أنه هو المعني بمالك سلطان الحياۃ والموت , ان كنت لا أعتقد ذلك فانه بدون أدنی شك قد أصبح یحذر الی أبواب الجحيم ويصعد ! 

اليوم تقف, الديموقراطيۃ الأمريکيۃ بنموذجها الترامبي الانجیلی , في مفترق طرق من أن تنزلق من مشيدۃ بالحريۃ الی قامعۃ لها ومن راعيۃ للسلام باعتباره أم للفنون الجميلۃ بتعبير الفيلسوف الانساني جون آراسم, الی نظام شمولي يستوحي سلوكه العدواني من العقاٸد الانجيليۃ وبأسلوب القوۃ العاريۃ , لتفقد صورتها بين كل شعوب العالم التي تقف اليوم مع الوجه الانساني للسلام .

 وقد اظهرت دورۃ حياۃ كل الحضارات والأنظمۃ أن بدايۃ سقوطها واضمحلالها یبتدأ بتكرارها لأساليب الغطرسۃ وعبادۃ القوۃ , أو ما یسميه أرلوند توینبی بالتحجر والانغلاق الروحي الذي يتيح للفوضی بأن تلتهم الأنظمۃ وفي هذه الحالۃ يقول عالم الحضارات يكون من المتاح لأيۃ قوۃ منظم أن تعید تنظيم الفوضی وريادت التاريخ في دورۃ جديدۃ .

 وقبل توینبي بألفي سنۃ رأی الامبراطور الروماني ماركوس اورلییوس في تأملاته الفلسفيۃ , بأن الانزياح عن الناموس الطبيعي والکوني الذي يجسد عنصر الاخاے المشترك الذي يمثله العقل البشري يقود الی الشقاے ان لم یكن تدمیر الذات .
السياسۃ الأمریكیه تعیش اللایقینیات واقعیا في منحی تناقضات الرأسماليۃ لذلك مع الوصفۃ الترامبيۃ , تمضي الی تجسيد المصلحۃ الداتيۃ التی تقودها القوۃ فی عالم  تریده ان یكون مفتوحا علی الفوضی , فبتدبیرها للسیاسه الجمركيۃ الحماٸيۃ تساهم فی هدم نظام الاسواق الحره الحرۃ الحالي ,والذي ساهمت فی بناٸه منذ دستور فیلادیلفیا.
 وبنسفها لسیاسه بایدن فی الحرب الروسيۃ الاوكرانیا , فهي تعید توزیع نفوذ القوی الاقلیمیۃ الوازنه , فبدل نظام القطبيۃ المتعددۃ  , سیدخل العالم الی نظام الثنین دو الرٸوس المتعددۃ التي من الممكن ان تتنازع بینها , فی سیناریو لحرب شامله مع تراخی أعمدۃ توازن الرعب , فلا شیٸ یهدد الامبراطوریات أكثر من الفوضی .

من جانب اخر ادارۃ ترامب برفضها البدیل العربي لخطۃ الريفيرا -الانتداب الأمريكي-  حول ملف غزۃ  , تلقي بثقل السیف علی كفۃ ميزان العدالۃ لترجح الكفۃ التي تريد علی أخری في نزاع یهم شعوب الشرق الأوسط بكامله وتهتز لمآسيه شعوب العالم منذ بدأ العدوان علی غزۃ , دون أن تحسن تقدير عواقب الارتهان الی القوۃ العمياے لوحدها, “فكل أولٸك الذين أخذوا بالسيف بحده قهروا “.

اقرأ أيضاً: