الرئيسية رياضة العسكر الجزائري أدخل بلماضي في متاهات قد تنهي مساره المهني

العسكر الجزائري أدخل بلماضي في متاهات قد تنهي مساره المهني

image 2.jpg
كتبه كتب في 3 مايو، 2022 - 12:14 مساءً

بقلم:عبد السلام اسريفي

لم يكن من المتوقع أن يخرج المدرب الجزائري بلماضي بتصريح يجر عليه كل هذه الويلات،وهو الذي يعرف بهدوءه وصبره،وعدم تسرعه،حيث هاجم الحكم الغامبي غاساما الذي أدار مقابلة الاياب بين الجزائر والكاميرون بألفاظ قوية، ووصفه بـ”الظالم والمستبد”.

بل والخطير في الأمر،أن الرجل أشار إلى أن الكاميرون لم يكن المنتخب الذي يستحق التأهل، موضحًا أن النتيجة تم التلاعب بها من قِبل الحكم، وشخصين أو 3 أشخاص آخرين.

هذا التصريح،أشعل النار في الهشيم،وحول أجواء عالم الكرة الى فضاء للأدخنة القاتلة،بل والمغطاة بغازات السياسة،ما جعل المحللين يعتبرون،أن بلماضي،ما كان ليخرج بمثل هذه التصريحات لولا ضغوط داخلية ،أو تعليمات من جهة معينة،غرضها خلق حدث لاستدراج النقاش العمومي الى ما لا نهاية.

وبالفعل،بعدما سخر العسكر الجزائري الأقلام الموالية له،والقنوات العمومية والوكالات الاخبارية لترويج أخبار قصد للاستهلاك الداخلي، وزرع الأمل في إعادة مباراة الإياب بين المنتخب الجزائري والمنتخب الكاميروني بدعوى أنه كان هناك ظلم تحكيمي،تجتهد نفس الأجهزة،في ايجاد المزيد من الأدوات المؤثرة لزرع المزيد من الأمل،وتوجيه الرأي العام الجزائري نحو الآخر،الظالم،العدو،الذي يتآمر دائما على الجزائر على كل المستويات،وهذا الآخر،تصوره آلة العسكر في شكل جار السوء،(المغرب طبعا)،لغاية في نفس شنقريحة وتبون،وهي إلهاء الشعب الجزائري عن قضاياه العادلة،ومشاكله اليومية مع الخبز والحليب والزيت،رغم أن دولته تمتلك الغاز والبترول.

بلماضي المدرب سقط أو أسقط (بضم الألف) في الفخ،وجد نفسه ينفذ تعليمات العسكر،وأجندة بن شنقريحة في افريقيا،فحول مباراة كرة قدم الى حرب اعلامية بين دول كثيرة،محور مهم بافريقيا،(المغرب والكاميرون وغامبيا وحتى فرنسا ) بإدخال الممثل جمال دبوز،بشكل سيؤثر لا محالة على موقع الكرة الجزائرية بالقارة الافريقية،فبعدما كان المنتخب الجزائري المنتخب البطل ،الذي يحترمه الجميع،تضرب له كل الفرق ألف حساب،سقط في فخ المظلومية،وامتهن البكاء،وسخر بلاطجة الاعلام للتأثير على الفيفا والكاف لنيل ما لا ينال بالقوة،فالمحاربين خسروا مباراة في كرة قدم،ولم يخسروا حرب في الرمال،كان الأمر سينتهي،لو تقدم الاتحادية بتظلم للفيفا وانتظرت الرد دون إحداث كل هذه المناوشات وهذه الحرب المتعددة الأشكال،لكن،الواضح في الأمر،أن المسألة تجاوزت كرة القدم،حيث كشفت مصادر عديدة،أن القضية باتت تهم قصر المرادية بشكل كبير،بل يعلق عليها العسكر آمالا كبيرة، لكسب المزيد من الوقت،أمام تشنج الأوضاع الداخلية،وفشل المنظومة في تدبير السياسات العمومية،بسبب الفساد المستشري في كل أعضائها وشرايينها.

لذلك،يرى المحللون،أن بلماضي سقط في المحظور،وأسقط القناع ،الذي طالما اختبأ من وراءه،وأظهر وجهه الحقيقي،الذي لن يكون إلا جندي أو آلة من آلات العسكر الجزائري،الذي يسعى دائما الى إظهار المنظومة على أنها قوة إقليمية عظمى،عكس الواقع والأرقام،ما يؤشر على نهاية الرجل المهنية،حيث سيصعب عليه الاشتغال خارج الجزائر،ولم يبقى محض ثقة الأندية ،على الأقل العربية،لقربه الواضح والجلي من الجهاز العسكري،ما سيحتم عليه الموت الرياضي داخل الجزائري،وبالتالي نهاية مشواره كمدرب.

وتعرض بلماضي للانتقادات من أحد الإعلاميين الفرنسيين الذي سار في نفس هذا الانجاه، مُطالبا بتدخل من الاتحادين الدولي والأفريقي لمُعاقبة مدرب “محاربي الصحراء”،معتبرا إياه بالمغرور،المسخر من جهات نافذة بالجزائر.

ومن جهة ثانية،يبدو أن الفترة المقبلة ستكون عصيبة على بلماضي ومنتخب الجزائر، بعدما خرج الصراع مع الحكام الأفارقة للعلن بشكل غير مسبوق،حيث سيصعب التعامل مع المباريات المقبلة لاقصائيات كأس افريقيا،ما سيجعل الكاف التفكير من آليات جديدة لردع غرور الجزائر واعلامهم المتهور.